إسرائيل اليوم: حزب الله في حالة سقوط حر وإمبراطورية نصر الله تنهار
إسرائيل اليوم 23/9/2024، عوديد عيلام: حزب الله في حالة سقوط حر وإمبراطورية نصر الله تنهار
عرضت الباحثة رونيت مرزان عليّ صورة قديمة ذات مغزى رمزي وعميق تذكرنا بالتناقض بين شخصيتين أساسيتين في الشرق الأوسط: الاب قاسم سليماني الذي رحل بمعونة الأمريكيين، كان تجسيدا للرجولية العسكرية – يقف منتصب القامة، وقفة قوية الهيئة – يقبل بنزعة السيد جبين الابن، حسن نصرالله، السمين قصير القامة الذي يطأطيء الرأس، سعيدا ظاهرا، بابتسامة حرجة. سليماني، كما هو معروف، كان زعيما مقاتلا، حاضرا جسدا في كل ساحة معركة – العراق، سوريا، اليمن، لبنان وحتى أفغانستان وامريكا اللاتينية. اما نصرالله، بالمقابل، فلم يكن ابدا رجلا عسكريا. منذ سنين وهو لا يظهر امام جنوده. خطاباته تنقل عبر شاشات الفيديو من خندق آمن جيدا.
بينما كان سليماني “الوجه في الميدان” نصرالله يختبىء. وهو يحيط نفسه بطغمة صغيرة من المستشارين والعسكريين بعمره، رفاقه المخلصين منذ قيام المنظمة، مثابة تعويض عن دونيته كمدني. ومع ذلك رغم الدفاع المحصن الذي بناه حوله، بدأ كل شيء يتفكك. يمكن النظر الى حزب الله كشركة في حالة تفكك. المدير العام نصرالله يفهم الان بان الأقرب عليه – أولئك الشركاء الذين بدونهم لا يمكن للمعركة ان تعمل – يرحلون.
السوق الداخلية تغلي. الطائفة الشيعية التي كانت القاعدة الصلبة لديه، بدأت تبدي علائم هياج – وتخوفه الأكبر هو ان ينتشر هذا الهياج الى طوائف أخرى أيضا. والان هو يجد نفسه مقيدا بخطابية لا تتيح له ايقاف النار حتى وقف النار في غزة. فضلا عن هذا فهو متعلق تماما بزبون فرعي صغير من غزة، سلوكه محبط جدا – يحيى السنوار الذي يبدو كمن أملى التوتيرة ونصرالله ينجر وراء خطواته – نتيجة من شأنها أن تؤدي الى انهيار المنظومة كلها.
وضع حزب الله يشبه شركة كبرى كانت تعتبر حتى وقت أخير مضى لا يمكن هزيمتها. اما الان فهي توجد في أزمة خطيرة. القيادة أصيبت، قدرة الرقابة والتحكم ضعفت والرد محدود. نصرالله اصبح سخرية في العالم السُني. الكاريكاتورات تمس مباشرة برجوليته الجريحة. كما تصف هذا مرزان. هو يقف امام سند محطم: طيف الاعمال التي يمكنه أن ينفذها بات أضيق. وهو لا يعرف ما هي المفاجآت التي يمكن لإسرائيل أن تعدها له في المستقبل القريب.
ومع ذلك مثل كل مدير قديم ومجرب، اثبت نصرالله في الماضي قدرته على الانتعاش من الازمات. وعليه فان الزمن حرج. وكما يقول المثل العربي، “يُضرب الحديد وهو حامٍ”، فان هذه هي الساعة لاستغلال الضعف الحالي لحزب الله وإعادة تصميم حدود القوة في الشمال. محظور على إسرائيل أن تبث رسائل حل وسط. ففي الشرق الأوسط للاقوال توجد أهمية حرجة. هي العملة الأساس التي يتاجر بها السياسيون والزعماء. الخطابية هو السلاح الأقوى لنصرالله. محظور على إسرائيل باي حال ان تتردد او تخشى من حرب شاملة. العكس هو الصحيح. عليها أن تعرض قوة وتصميما.
وكما قيل في الماضي، “الخطر هو جزء من الامل”، واذا ما اخذت إسرائيل مخاطرة محسوبة، يحتمل أن تكون فرصة تاريخية لتغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط بشكل ذي مغزى يؤثر على كل الساحات على مدى سنوات طويلة.