ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – السايبر، لعب بالنار

إسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 31/10/2021

” لاسرائيل تفوق واضح على ايران حتى في السايبر. ولكن مثلما في مراحل سابقة من المعركة التي تدور بين الدولتين، يتعلم الايرانيون ويتحسنون وفي النهاية يجدون جوابا. العاب السايبر ستستمر إذن على نار هادئة، ولكن ليس بالسايبر سيتحقق الحسم في معركة انزال الايدي بين اسرائيل وايران “.

في الاسبوع الماضي شلت هجمة سايبر محطات الوقود الايرانية التي تسمح للمواطنين بشراء الوقود بسعر مخفض واحدثت فوضى في نحو 4.300 محطة الوقود في ارجاء الدولة. تنضم هذه الهجمة الى سلسلة هجمات سايبر في الاشهر الاخيرة والتي أدت الى تعطيل خدمات حيوية وبنى تحتية في ايران – من تشويش عمل الاشارات الضوئية عبر حركة القطارات وانتهاء بتشويش توريد المياه والكهرباء. 

احد ما قرر على ما يبدو تنغيص حياة المواطنين الايرانيين الصعبة على اي حال. ومع أن هذه الدولة تقف على مسافة لمسة من انتاج قنبلة نووية، الا انها دولة فقيرة تجد صعوبة في أن توفر الغداء وخدمات الصحة والتعليم لسكانها. اربعة عقود من حكم آيات الله الفاشل والفاسد جعلت ايران عدوا خطيرا للعرب ولاسرائيل ولكنها جعلت سكانها في حالة ضائقة يعوزهم الامل في مستقبل افضل. 

احد لم يأخذ المسؤولية عن الهجمة على محطات الوقود او على الهجمات السابقة في ايران. وفي طهران ايضا كانوا حذرين من أن يوجهوا اصبع اتهام  لـ “المشبوهين المعتادين”، وان كانوا اوضحوا بانه من خلف الهجمة تقف دولة ذات قدرات سايبر تسعى، مثلما شرح الرئيس الايراني رئيسي “الى خلق غضب في الدولة من خلال خلق اضطراب وتشويش في حياتنا”. تقارير في وسائل الاعلام الاجنبية، واساسا في وسائل الاعلام الاسرائيلية ربطت الهجمات في اسرائيل وشرحت بان هدفها ممارسة الضغط على النظام الايراني كي تمنعه من أن يتقدم الى النووي. 

من الصعب الافتراض بان تشويشات في توريد الوقود ستدفع النظام الايراني لان يفكر مرتين في مغامرته النووية. ضربات اشد تلقاها في السنوات الاخيرة لم تمنعه. قبل نحو عقد تسبب فيروس الحواسيب “ستاكسنت” الذي ادخل الى اجهزة الحواسيب في الدولة الى تدمير اجهزة طرد مركزي استخدمها في البرنامج النووي الايراني، مما ادى الى تأخير البرنامج وليس الى الغائه.

ومع ذلك، فان هجمات السايبر هذه لا يعوزها المنطق والمبرر إذ ان هدفها خلق ميزان رعب وقدرة ردع امام نظام متطرف استخدام القوة ضده فقط يمكنه أن يوقفه. 

اذا كانت اسرائيل هي التي تقف خلف هجمات السايبر في ايران، فان هذا استمرار لتلك المعركة بين الحروب التي تدور بين الدولتين على مدى اكثر من عقد. هذه حرب باردة وفي الغالب من تحت الرادار، والتي تتبين كمريحة لاسرائيل ولايران ايضا إذ انها تسمح لهما بان تمتنعا عن مواجهة شاملة لا تريدانها. الايرانيون ليسوا ضحايا أبرياء. قراصنة ايرانيون يهاجمون اسرائيل المرة تلو الاخرى وبعض من هذه الهجمات كان من شأنها ان تكلف حياة الناس. فبعد كل شيء، حرب السايبر ليست لعبة. فلا يدور الحدث فقط عن تشوش عمل الاشارات الضوئية مما يشكل ازعاجا للسائقين، ولا حتى عن هجمة منظومة حواسيب مستشفى هيلل يافه لابتزاز كفارة. هجمات السايبر يمكنها أن تكون فتاكة اذا ما ادت – مثلما حاول الايرانيون قبل نحو سنة – بتلويث مياه الشعب او لافشال عمل عتاد حساس او سلاح، طائرات وفي المستقبل ايضا سيارات. لاسرائيل تفوق واضح على ايران في هذا المجال ايضا. ولكن مثلما في مراحل سابقة من المعركة التي تدور بين الدولتين، يتعلم الايرانيون ويتحسنون وفي النهاية يجدون جوابا. هكذا مثلا كفت اسرائيل عن مهاجمة ناقلات ايرانية تشق طريقها الى سوريا، بعد أن بدأت ايران تهاجم سفنا اسرائيلية قرب شواطئها. العاب السايبر ستستمر إذن على نار هادئة، ولكن ليس بالسايبر سيتحقق الحسم في معركة انزال الايدي بين القدس وطهران. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى