ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم  اسحق دهان  – عرب اسرائيل، في عيون صحفية

إسرائيل اليوم– بقلم  اسحق دهان  – 20/10/2021

” الكثير من الفروقات بين الاقلية العربية والاغلبية اليهودية لا تعود فقط للسياسة ولعدم المساواة في الفرص وغيرها بل الى الهوية والثقافة والتقاليد “.

هذا الاسبوع اطلقت أخبار 12 سلسلة تقارير تحت عنوان “ان تكون عربيا في اسرائيل” من اعداد اوهد حامو. من مشاهدة الحلقتين الاوليين يتبين الخط المركزي التالي: قسم هام من شبان الوسط يعانون من نقص الفرص ومن الاغتراب تجاه رموز الدولة. وبالتالي علينا نحن، اعضاء الاغلبية اليهودية ان نكون قلقين. يوجد شيء ما في ذلك، ولكن قبل ان نقلق علينا أن نراجع ونستوضح الامور الاجتماعية – الثقافية على حقيقتها. 

حامو، الذي يسعى لان يهز اساطير وتعميمات يبدأ بمشهد يركز على ربة بيت عربية متعلمة، تتميز في لف ورق العنب بالارز. ولاحقا يصل الى ايمن نحاس – فكاهي يؤكد هويته العربية: “لدي جذور. انا فلسطيني. انا مواطن في اسرائيل لانه لا مفر لي”، وفي نفس الوقت يستاء من التعميمات والاراء المسبقة التي يلقيها عليه يهود من الاغلبية. زوايا التصوير تضيء صورة نحاس، ممثل الاقلية انطلاقا من العطف والتعاطف. 

المشكلة هي ان نحاس ليس ممثلا لمجموعة أقلية ما، لنقل بالنرويج، بل جزء من التاريخ ومن هوية “فلسطينية” مريرة ومعادية، وليس لهذا ذكر في التقرير. ما يقلق على نحو خاص هو حيلة حامو، مثلما هي ايضا حيلصحافيين من محبي قصة الظلم. فان ارادوا، جعلوا من المواطن العربي فردا (مثابة “هو انسان، ماذا تريدون منه؟”)، وان ارادوا يصبح جزءا من هوية جماعية (عربي –فلسطيني). ناقد نزيه سيحاجج حامو فيقول: “حتى متى تقفزون فوق البندين؟” لكن لماذا ينبغي للمرء أن يكون نزيها اذا كان هذا المعيار المزدوج سيكسب الصحافي عناقا حارا من النخبة؟

حامو على وعي بالمكان المتدني لعرب اسرائيل في سلم التعليم العالي، ولكن من خلال معطيات احصائية “يثبت” بان الموضوع ينبع من ظلم بنيوي، بدوره ينزل سواء مستوى التعليم العالي أم متوسط الدخل حتى للمتعلمين من بين الاقلية. وكسند لذلك يلتقي رأفت – من جسر الزرقاء، يعمل بكد لكسب عيشه ولا يعرف القراءة والكتابة. يشير حامو الى ان هذا الرجل هو من جيله ولكنه ليس محظوظا مثله، ويلمح – يصدح بالظلم على خلفية إثنية – قومية. خير وجميل، ولكن لهذا الادعاء الساحق ينبغي أن يضاف علم من مجال الثقافة. هاكم مثال: في كثير من السلطات المحلية العربية في اسرائيل يوجد ميل واضح لتعيين مقربين وفقا للمفتاح العشائري.  لماذا يكون حافز لشاب عربي الشروع في التعليم العالي والتعليم على الاطلاق، اذا كان مصيره على اي حال يتقرر من مجرد وضعه الانتمائي؟ 

اخفاق آخر، يتميز به محبو هذا النوع الادبي، يكمن في الحسم التعسفي للصحافي في ان يقرر ما هي نقطة الانطلاق او المقارنة. هاكم مثال نظري. تقرير لمركز طؤوب، نشر تحت عنوان “وضع الدولة” للعام 2018 يبين ان متوسط مدى العمل للنساء والرجال في الجمهور اليهودي يبلغ 83 سنة – أعلى بثلاث – أربع سنوات مقارنة بعرب اسرائيل. يمكن أن ننهي هنا، ولكن واضعي التقرير يضيفون: لا توجد اي دولة في الشرق الاوسط يتمتع مواطنوها بمثل هذا المدى في متوسط العمر. لهذا بالطبع لا يوجد اي ذكر في تقارير اوهد حامو. ولا يزال، توجد فجوة قابلة ظاهرا للتعاطي مع مصاعب الوصول الجغرافية للاقلية للخدمات الطبية المتقدمة. ولكن يجدر بنا ان نعطي رأينا ايضا بالعوامل الثقافية: مدى العمل يتأثر ايضا بنمط الحياة: في الوسط العربي معدل عال نسبيا  من المدخنين ممن يرفض بعضهم باحتقار المتذمرين بحجة ساحقة: “سجائر؟ أمراض؟ كله من الله”. قدرية. 

مثل الكثيرين في الدوائر الليبرالية، حامو هو الاخر يستند الى فرضية خفية في أنه فقط اذا ما تحسن الوضع الاقتصادي والسياسي لمواطني الاقلية، اذا فقط ما اعترفنا بالمعاناة الفلسطينية – وهو بالطبع يلمح بذلك (الاعتراف باحداث النكبة) – فان الجميع سيقفزون بالرقص، وتأتي النهاية للتاريخ المضرج بالدماء. وبالفعل، هذا لن يحصل ابدا. وهاكم المبدأ الاساس: البشر لا يكافحون فقط من أجل جودة الحياة بل من اجل الهوية، القيم والثقافة، وعلى اساس سيكونون مستعدين لان يدفعوا ثمنا، احيانا بتعابير الحياة نفسها (ومن هنا عدم المساواة). ممثل بارز لهذا المفهوم الفكري في الاعلام الاسرائيلي هو تسفي حزقيلي، وللمشاهدين النقديين نوصي بين الحين والاخر لان يقفزوا الى زيارة منعشة في القناة المنافسة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى