ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: اصحاب القرار يريدوا ان يجروا إسرائيل الى مغامرة خطيرة ومعركة واسعة

إسرائيل اليوم 29/7/2024، يوآف ليمور: اصحاب القرار يريدوا ان يجروا إسرائيل الى مغامرة خطيرة ومعركة واسعة  

الردود والتهديدات من كثير من السياسيين الإسرائيليين على قتل 12 طفلا في مجدل شمس تدل مرة أخرى على مدى ضحالة النقاش العام في إسرائيل ومدى عدم تعلم الكثير من منتخبي الجمهور شيئا من احداث السنة الماضية، وهم يواصلون الان أيضا اطلاق الشعارات الفارغة وعديمة المسؤولية. 

لشدة الحظ، في الغرف التي تتخذ فيها القرارات (وهذا لا يتضمن الكابنت الذي اصبح محطة للتنفيس) تجرى مداولات اعمق تنظر الى الصورة الاوسع والى التداعيات المحتملة لكل عمل. هذا سلوك واجب لان الواقع الذي تعمل فيه إسرائيل الان معقد على نحو خاص – ولعله الأكثر تعقيدا – ولكل رد ستكون أمواج صدى ينبغي اخذها بالحسبان. 

نقطة المنطلق هي ان إسرائيل سترد وبقوة اكبر مما فعلت منذ بدأت المعركة في الشمال، في 8 أكتوبر من العام الماضي. وبعد هذا العنوان مطالبة إسرائيل بان تقرر طبيعة الرد الذي يمكنه أن يتضرر ثلاثة أصناف محتملة وربما خليط من ثلاثتها: ضربة لاهداف عسكرية لحزب الله (قيادات، منشآت بنية تحتية، مخازن سلاح وغيرها)، تصفية مسؤولين كبار في المنظمة، وضربة لاهداف في دولة لبنان (بنى تحتية أساسا). استمرارا لذلك، ستكون إسرائيل مطالبة بان تقرر ما هي منطقة العمل، فيما ان المعضلة الدائمة هي اذا كانت ستعمل أيضا في مدن لبنانية مركزية، وعلى رأسها بيروت. 

الخليط الذي سيتقرر حرج، لانه سيقرر بقدر كبير طبيعة رد حزب الله. فضربة ذات مغزى في صور او في صيدا كفيلة بان تؤدي الى ضربة في خليج حيفا، وضربة في بيروت – الى ضربة في تل أبيب. هجوم مكثف يلحق ضررا واصابات كثيرة ستلزم حزب الله أيضا بردود ثمينة مضادة على إسرائيل، وضربة للبنى التحتية اللبنانية – التي امتنعت إسرائيل عنها حتى الان، وذلك أيضا كي لا تثير عليها ضغطا دوليا ستؤدي بيقين الى ضربة مضادة للبنى التحتية في البلاد.

وهذا هو الحكم في تصفية مسؤولين كبار. صحيح أن حزب الله يجد صعوبة في ان يضرب سياسيين وقيادات من الجيش الإسرائيلي لكنه رد باطلاق مكثف للسلاح الى الشمال على تصفية بعض من قياداته الميدانية الكبيرة في جنوب لبنان. ولا يزال، كدرس من الرد الإيراني غير المتوقع على تصفية كبير الحرس الثوري حسن مهداوي، امتنعت إسرائيل حتى الان عن تصفية القيادة العسكرية والسياسية للمنظمة، وهو موضوع من المعقول أن يطرح الان مرة أخرى على البحث.

ما يريدون تحقيقه

القرارات عن طبيعة الرد يجب أن تأخذ بالحسبان مكونات أخرى. الأول هو الامكانية “المعقولة” للتصعيد، بما في ذلك إمكانية التدهور الى حرب شاملة في الشمال. ضربة إسرائيلية تؤدي الى ضربة مضادة، تستوجب ردا، يؤدي الى رد مضاد، فيما أن كل خطوة كهذه ترفع تقريبا المستوى الى أن يجد الطرفان نفسيهما في مناوشة كاملة مشكوك أن يكونا خططا للوصول اليها. على إسرائيل ان تستعد لامكانية ان تجر مثل هذه المناوشات ايران أيضا الى المعركة، وكذا قوى تعمل تحت رعايتها في اليمن، في العراق وفي سوريا، وربما أيضا في الضفة. لمثل هذا التصعيد ستكون تداعيات أيضا على ساحة القتال الأساس في غزة وعلى المخطوفين المحتجزين فيها.

سؤال أساس يُسأل بيقين في هذا البحث هو هل للرد الإسرائيلي إمكانية لإحباط الصفقة المطروحة على الطاولة الان، وابعاد إسرائيل عن انجاز اهداف الحرب كما حددتها – وعلى رأسها إعادة المخطوفين وهزيمة حماس في غزة. 

صحيح حتى يوم أمس، الشمال ليس جزءاً من هذه الأهداف، ويجدر بالحكومة أن تحدد هذا صراحة قبل أن تتخذ القرارات في طبيعة الرد. فحرب واسعة، وبالتأكيد حرب من شأنه ان تتدهور الى معركة إقليمية، ليست لعبة أولاد. فهي تستوجب تحديد اهداف وغايات واضحة، واعداد وتنسيق مسبق مع جملة أصدقاء وشركاء في المنطقة وفي العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة وذلك أيضا لاجل السماح بوجود شرعية دولية ونقطة خروج من المعركة. على الجيش الإسرائيلي ايضا أن يوضح ما هي جاهزية القوات للمعركة في لبنان، والكفيلة بان تكون قاسية وطويلة، وما هو طول نفسها من ناحية السلاح وقطع الغيار والقوة البشرية. 

وفوق كل هذا، مطالبة القيادة السياسية – الأمنية بتنسيق المواقف مع الجمهور الذي يعطيها ثقة متدنية جدا منذ الفشل المدوي في 7 أكتوبر. في ضوء الاحتمالية العالية للتدهور الى معركة واسعة إضافية، من المجدي ان نسمع من أصحاب القرار ما الذي يريدون تحقيقه – بعد أن يجروا إسرائيل الى مغامرة خطيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى