إسرائيل اليوم: احباط الهجمات من ايران ولبنان يطرح معادلة جديدة
إسرائيل اليوم 4/9/2024، تسفيكا حايموفتش: احباط الهجمات من ايران ولبنان يطرح معادلة جديدة
ليلة 14 نيسان كانت ليلة الرد الإيراني على تصفية قائد فيلق لبنان – سوريا من الحرس الثوري في مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، قبل أسبوعين من ذلك – هجمة احبطتها إسرائيل وحلفائها. في صباح 25 آب خرجت إسرائيل الى هجمة مبادر اليها لإزالة تهديد رد حزب الله، الذي خطط في اعقاب تصفية رئيس اركان حزب الله فؤاد شكر قبل ثلاثة أسابيع ونصف من ذلك. عبر هذين الحدثين يمر خط ربط مباشر.
رسالتان اساسيتان تمران عبر هذين الحدثين. الأولى – هي أن الاعمال الهجومية التي خططت لها ايران وحزب الله أحبطت وكلتاهما ابرزتا فجوة كبيرة بين القدرات والنوايا وبين النتائج.
الثانية – هي أن القدرات الاستخبارية للجيش الإسرائيلي أبدت قدرة مبهرة من الدقة، واختراق مبهر بقدر لا يقل لاعدائنا: ابتداء من كشف نوايا العدو، عبر العملية وحتى فهم التوقيت في مستوى اليوم والساعة.
الحدثان موضع الحديث في نيسان وآب يحملان تأثيرا بعيد المدى وهاما لا مثيل له. فهما جزء من ترميم ردع الجيش الإسرائيلي لعموم منطقتنا، ردعا مبنيا على قدرات استخبارية تخلق أهدافا نوعية، وعلى عظمة عسكرية في الدفاع وفي الهجوم. هذه تتحدى اعداءنا وتدفعهم للتفكير المتجدد في سبل عملهم وفي اختيار الأهداف والتوقيتات. والى هذا ينبغي أن تضاف وقفة الولايات المتحدة بشكل غير متحفظ الى جانب إسرائيل في الدفاع، في الهجوم وفي الاسناد الدولي.
الردع الذي تردى منذ 7 أكتوبر هام وحاضر، ولا يزال له وسيكون له دور مركزي في مفهوم الامن الذي سيعاد تصميمه كجزء من دروس حرب السيوف الحديدية. فعندما يكتشف العدو المرة تلو الأخرى بان مخططاته لا تخرج الى حيز التنفيذ بل وتفشل، وبالمقابل يجبي الجيش الإسرائيلي ثمنا فتاكا في ردود فعله حين تكون المسافة (اليمن والعراق) لا تشكل قيدا. كل هذا سيدفعه لان يغير طرق عمله. عندها سنكون نحن مطالبين بان نكون يقظين وحادي الرؤيا بما يكفي لنشخص هذا التغيير والا فسنعلق في جمود يوقعنا في المفهوم المغلوط.
وعليه فان الاعمال وحدها، مهما كانت هامة لن تكفي. يجب أن نبني منظومة كاملة تعرف كيف ترفع الى الحد الأقصى تعالج وتترجم المعاني التي تخلقها لمفهوم تفعيل مناسب.
خطوات من هذا النوع في الواقع ما بعد 7 أكتوبر تلقى مفعولا اهم بكثير، وهي جزء من ترميم قدرات ووعي الجيش الإسرائيلي في البعد الخارجي حيال اعدائنا، لكن بقدر لا يقل – في الترميم الداخلي لإسرائيل أيضا. وهي تضع أساسا ممتازا لانتاج ذاك التغيير المنشود، لكن هذا يستوجب ان يأتي مع خطوات استكمالية ومنسقة. عندها فقط سنعرف اننا استخلصنا بعضا من دروس 7 أكتوبر ونحن بالفعل نغير الواقع الأمني في منطقتنا.
اذا اخترنا مسار تغيير الواقع الأمني في الشمال ليس عبر حرب إقليمية (ويبدو أن هذا هو الخيار المفضل لحكومة إسرائيل- وليس فقط)، فان خلق إحساس الملاحقة في شكل تصفية مسؤولين كبار (وكذا حدث نيسان وآب بدآ بذلك)، الى جانب اعمال مبادر اليها لإزالة تهديدات ونزع قدرات وحدها، لا تكفي. هذا رغم أن إزالة التهديد في يوم الاحد الماضي كان فرصة لتوسيع التشويش لخطة حزب الله، وهوجمت بنى تحتية صاروخية بشكل واسع اكثر بكثير من الحجم الذي خطط له حزب الله في رده.
عبر نقطتي حدثي نيسان وآب يمر خط واحد، من الاستخبارات، الفتكية، الردع وبدء واقع جديد. الاختبار سيكون كم سنتمكن من استنفاد الفرص لمواصلة تغيير الواقع.
*عميد احتياط قائد سابق لمنظومة الدفاع الجوي اليوم مستشار استراتيجي