يديعوت: حكومة نتنياهو تجسيد حقيقي لإرادة الأغلبية

يديعوت 2022-12-20، بقلم: عيناب شيف: حكومة نتنياهو تجسيد حقيقي لإرادة الأغلبية
من المعقول الافتراض بأنه حتى عندما سيقول النائب بنيامين نتنياهو لرئيس الدولة “نالت يدي” سيكون في يده أساساً أقراص تخفيف الآلام. نعم، الاسبوعان أصبحا شهرين، وفي اثنائهما طارت أموال ووزارات مثلما يلعب الصينيون في كرة الطاولة: بسرعة مدوية لدرجة أنه يصعب حتى رؤية الكرة. من هنا يدور الحديث في نهاية الاسبوع عن “احساس الحموضة”، تماما مثلما في معظم حروب وحملات اسرائيل في الـ 16 سنة الاخيرة: نبدأ بصدر منتفخ، ثم نعلق في مراوحة في المكان، وننهي بلسان مدلى.
في إطار الوضعية نشأ نوع جديد من التباكي داخل مؤيدي اليمين، معظمهم من مؤيدي “الليكود”، في اعقاب المفاوضات لتشكيل الائتلاف. يتبين مثلا أن التصويت لـ “الليكود” لا يعني الموافقة على الصلاحيات التي أعطيت للنائب آفي معوز، مثلما هي خيبة الامل من الوقوف الجارف من خلف مطالب الاحزاب الحريدية وكذا الانجازات الوزارية الجسيمة للنائبين بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير بالنسبة لحجم حزبيهما. يشكل كل هذا ظاهرا “تشويها” لارادة ناخب “الليكود”، انطلاقاً من الافتراض بأنه بالفعل يعارض المس بحقوق طائفة المثليين، وتغيير الوضع الراهن حول الدين والدولة، ولا يجن جنونه ايضا على الحقائب التي تبقت لكبار رجالات الحزب الحاكم.
وبالفعل، حتى لو كان هذا صحيحا على الصعيد الايديولوجي، فليس لهذا اي معنى. عمليا، تركيب الحكومة الحالية يشكل مسرحية نادرة في مطارحنا: يحاول الكل قدر الامكان الايفاء بما وعد به، بما في ذلك نتنياهو. فقد عاد وأعلن عن الرغبة في “حكومة يمين مستقرة” مع الكتلة الحريدية – الحريدية القومية، وهذه هي البضاعة التي يوفرها. الكتلة من جهتها تدير مفاوضات مثالية لصالح الامر الذي بسببه تدار المفاوضات: تحقيق اقصى الفضائل للناخبين. عقد قادة الكتلة حلفا استراتيجيا مع نتنياهو، ليس فقط بسبب كفاءاته الكثيرة، بل ايضا لان حكومة “يمين مليء” يجب أن تقرر أولا ما هو “اليمين المليء”، ومن حقهم الكامل ان يستغلوا كل تفوق كي يكونوا جزءا من هذا.
بالمقابل، بعد خمس حملات انتخابية في ثلاث سنوات، يفهم مؤيدو “الليكود” جيدا الطريقة، ويعرفون نتنياهو على نحو ممتاز. ومثلما يعرفون كيف يحتقرون، وعن حق، كل اولئك المتعالين والعنصريين ممن يتباهون في ان “الليكود” نال اصواتا اكثر من أي حزب آخر وبفارق كبير، يمكن لنا أن نتوقع منهم ان يواجهوا النتائج دون أن يملي عليهم احد ما الذي يمثلهم وما الذي لا يمثلهم. يتميز “الليكود”، ومرة اخرى عن حق لكونه حزبا مندوبوه لا يعينون بل ينتخبون. صحيح حتى الآن أن ايا من اولئك المندوبين لم يعرب عن النقد باستثناء النائب دافيد بيتان، وحتى عنده يتعلق هذا بتوزيع الغنائم اكثر مما يتعلق بالجوهر. فضلا عن هذا، اذا كانت نتائج الانتخابات هي اعراب عن الثقة بزعامة نتنياهو، فان توزيع الحقائب، ترسيم الخطوط الاساس، وتحديد سلم الاولويات، وبالطبع وضع خطوط حمر هي ايضا جزء من تلك الزعامة حقا. واذا اخذنا بالاعتبار ان هذه
ليست الحكومة الاولى ولا حتى الرابعة له، فمن اين يأتي الادعاء بالقول انه يفهم ارادة ناخبيه اقل من غيره؟
“بودي أن أسأل الأم التي صوتت لليكود، هل هذا ما أردت؟” سأل، الاسبوع الماضي، رئيس الوزراء المنصرف. حتى لو كان الجواب سلبيا فهذا غير ذي صلة: بخلاف الحكومتين السابقتين، الحكومة التالية ستقوم استنادا الى ان كل اللاعبين وعدوا بشيء ما جد محدد، بل يفعلون كل شيء كي يفوا به. ولا بد أن هذا سيبدو مفاجئا: انتخاب كتلة “الليكود” – الحريديم – الحريديم القوميين سيجلب حكومة ليكود – حريديم – حريديم قوميين. كل تفسير آخر لـ “يمين مليء”، هو التشويه الحقيقي لحسم الأغلبية.



