ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: مشاكل متتالية

يديعوت احرونوت – بن درور يميني – 31/8/2025 مشاكل متتالية

نحن مهمومون بالدخول الى غزة. وعن حق. الموضوع هو أن الساحة الدولية مهمومة بإسرائيل. في الأسبوع الماضي كان هذا هو مؤتمر الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الذي تراجع عن مشروع قرار بتأييد حل الدولتين. عقاب للفلسطينيين؟ لا. يتبين أن حتى القرار ضد “الدولتين”، بالضبط مثل القرار معها – هو جائزة لحماس. لان هذا حصل هذه المرة على خلفية تعزز المحافل التقدمية في الحزب وبالاساس الشباب الذين يعارضون كل حل يتضمن اعترافا بإسرائيل. 

كان واضحا ان هتافات “من النهر الى البحر” ستصل الى السياسة. كان يخيل أنه ستمر بضع سنين طيبة وان في هذه الاثناء سيتمكن الشباب الغاضب من ان يشفى من غسل الدماغ المناهض لإسرائيل في الجامعات. اخطأنا. التقدميون يفعلون للسياسة ما يفعلونه للاكاديمية. فهل يحاول احد ما في إسرائيل التفكير بمعاني التغيير في المدى البعيد؟ ماذا سيحصل عندما يعود الديمقراطيون الى البيت الأبيض؟ ماذا سيحصل عندما يصبحون اغلبية في الكونغرس؟ 

في الليكود، على الخلفية إياها بالضبط، في الوقت إياه، احتفلوا وهتفوا الأسبوع الماضي بوليمة احتفالية بمناسبة الإعلان عن إقامة 17 مستوطنة جديدة في بنيامين. لا يهم اذا كانت كل القرارات ستتحقق ومشكوك ان يكون ما يكفي من الشبان كي يسكنوا 17 مستوطنة جديدة. ما هو واضح حقا هو انه لا توجد أي حاجة للانتظار. لان إسرائيل تدفع منذ الان الثمن السياسي على الإعلانات. 

الانباء السيئة تواصل المجيء على التوالي. الجمهور الأمريكي يجتاز مسيرة استقطاب محتدمة. الى أن يصلوا الى الجدال حول إسرائيل. هناك بالذات الفجوات تتقلص. 60 في المئة من الجمهور الأمريكي يعارض ارسال مساعدات عسكرية أخرى لإسرائيل. فقط 32 في المئة يؤيدون. في التوزيع بين الحزبين، 37 في المئة من الجمهوريين يعارضون ارسال المساعدات، مقابل 75 في المئة من الديمقراطيين. ويشير المستطلعون الى أن هذا “مستوى المعارضة الأعلى ومستوى التأييد الأدنى لارسالة مزيد من المساعدات العسكرية الامريكية الى إسرائيل منذ أن بدأت جامعة كويني بياك الاستطلاع في الموضوع في 2 تشرين الثاني 2023”. جيك ساليبان الذي تولى منصب مستشار الامن القومي يعتبر صديق وفيّ لإسرائيل في إدارة بايدن. قبل بضعة أيام اعلن ساليبان بانه يؤيد حظر السلاح على إسرائيل. 

توجد معطيات أخرى تبعث على القلق. التأييد لإسرائيل في عموم الجمهور يبلغ 36 في المئة مقابلا 37 في المئة تأييد للفلسطينيين. 50 في المئة يعتقدون بان إسرائيل تنفذ إبادة جماعية وفقط 35 في المئة يعتقدون أن لا. الميل واضح. هؤلاء لم يعودوا فقط الصارخين في الجامعات. هذا مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي في واقع الامر يعبر عن موقف المقترعين. وهؤلاء هم اكثر من ثلث الجمهوريين الذين في موضوع إسرائيل يتبنون اراء الجناح المناهض لاسرائيل في الحزب. هذا هو الدرك الأسفل الأخطر لإسرائيل في الولايات المتحدة. اردنا أن نأمل في أن يبقى تاكر كارلسون، كانديس افانس ومارغليت تايلور جرين، كارهو إسرائيل من الحزب الجمهوري، في الهوامش. اخطأنا. تأثيرهم هائل، فما الذي ينبغي أن يحصل كي نفهم بان الانهيار السياسي ليس تقديرا بل خطر. 

العالم كله ضدنا؟ توجد لدينا حجج جيدة لا حصر لها ضد الحملات في خدمة دعاية حماس. لكن ينبغي الانتباه الى أن معظم دول العالم الحر كانت في جانب إسرائيل عندما هاجمت ايران. وبدون أي ضغط إسرائيلي فان الدول الأوروبية الرائدة المانيا، فرنسا وبريطانيا التي عادت وهددت في الأسابيع الأخيرة ايران من أنه اذا واصلت خرق الاتفاق النووي ورفضت العودة الى المسار الدبلوماسي فسيتم استخدام آلية العودة الى العقوبات وفقا لقرار الخمسة زائد واحد ضد ايران. وهذه الدول لم تهدد فقط. بل انها توجهت يوم الخميس الماضي الى مجلس الامن بطلب لتفعيل العقوبات. لإيران يوجد 30 يوما للاقناع بانها تعود الى المسار الدبلوماسي الذي يتضمن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المنشآت النووية. يدور الحديث عن خطوة هامة على نحو خاص. لم يكن أي مراعاة لحقيقة أن ايران توجد على شفا انهيار اقتصادي.

الضغط على ايران مشجع بالتأكيد. لكن مخيف التفكير بالتغييرات التي تطرأ على الرأي العام في الغرب بعامة وفي الولايات المتحدة بخاصة، في اعقاب الدخول الى مدينة غزة، اذا ما حصل بالفعل.  لقد عانينا من قدر كبير من الأوهام. لا حاجة لمزيد من الأوهام في أن هذا الرأي العام لن يؤثر على ترامب.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى