ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: لماذا اعترفتُ بدولة فلسطينية

يديعوت احرونوت (خاص) – كير ستارمر – 22/9/2025 لماذا اعترفتُ بدولة فلسطينية

أعرف ان القرار الذي اتخذته للاعتراف بدولة فلسطينية سيثير قلقا وغضبا لدى الكثيرين في إسرائيل. وعليه، كصديق لإسرائيل، بودي أن أشرح هذا القرار ولماذا اؤمن بانه خطوة حيوية نحو سلام وتطبيع لعلاقات إسرائيل مع جيرانها والمنطقة بأسرها. 

بادىء ذي بدء، بودي أن أقول ان وضع المخطوفين هو في ذهني كل الوقت. التقيت بالعائلات البريطانية للمخطوفين، وأنا أرى العذابات التي يمرون بها كل يوم. من خلال عائلتي الموسعة في إسرائيل، انا على وعي بالالم العميق وبالمعانيات النفسية التي تتميز بها السنتان الاخيرتان، منذ الفظاعة الرهيبة لهجمة حماس اللعينة في 7 أكتوبر.

وعليه، فاني أعود واطالب بتحرير المخطوفين بشكل فوري وبلا شروط. سنواصل بكل الجهد الدعم لعودتهم الى الديار. انا مؤمن بالمفاوضات على وقف النار واتفاق سلام طويل المدى يقرب اليوم الذي يخرجون فيه الى الحرية. 

الوضع الذي تواصل فيه المنطقة في المسار الحالي للعنف والمعاناة الآخذة في التعمق لا يخدم أحدا. الألم والمعاناة في إسرائيل لا تحتمل. الموت؛ الدمار والجوع في غزة لا تحتمل. هذا الوضع يجب أن ينتهي. واني اناشد الحكومة الإسرائيلية بوقف الهجوم واغراق غزة بالمساعدات.

أناس أبرياء من كل الأطراف جديرون بفرصة إعادة بناء حياتهم. نحن ملزمون بتغيير الاتجاه. على حد فكري، فان السلام الدائم لن يتحقق الا عندما تكون إسرائيل آمنة ومحمية، والى جانبها دولة فلسطينية مستقرة. في هذه اللحظة ليس لنا لا هذا ولا ذاك. 

هذا هو السبب الذي يجعلنا نبني اجماعا مع زعماء في المنطقة وما ورائها حول خطتنا الاطار للسلام. هذه ليست خطة سلام منافسة، بل خطة أوسع هدفها توحيد الناس – إسرائيل، الدول العربية، الولايات المتحدة وآخرين – حول رؤيا مشتركة وسلسلة خطوات يمكنها أن تؤدي بنا من وقف نار في غزة الى محادثات مفاوضات على انهاء دائم للنزاع.

في داخل هذا الاطار نحن اعترفنا بدولة فلسطينية. فالتقدم نحو السلام والتطبيع لا يمكنه أن يكون بلا اعتراف بدولة فلسطينية الى جانب دولة إسرائيل. ينبغي أن يكون واضحا: الاعتراف ليس فقط تأييدا لمبدأ الدولتين بل وأيضا رفض لاولئك المتطرفين الذين يحلمون بابادة دولة إسرائيل -وأولئك الذين يريدون أن يروا طرد السكان الفلسطينيين. 

لاولئك الذين يدعون بان هذا الحل هو جائزة لارهابيي حماس سأشرح لماذا هذا ليس هكذا. دعوتنا لحل حقيقي يتمثل بدولتين هي النقيض التام لرؤياهم المفعمة بالكراهية. معناها أنه لن يكون لحماس دور في المستقبل – لا كجزء من الحكم ولا كجزء من الامن. لقد أخرجت بريطانيا حماس عن القانون وفرضت عليها عقوبات كمنظمة إرهاب. ونحن لا نكتفي بذلك. فقد أمرت بالعمل على عقوبات أخرى تفرض على كبار مسؤولي حماس في الأسابيع القريبة المقبلة. 

لاولئك الذين يتخوفون من ان دولة فلسطينية ستشكل تهديدا على إسرائيل اسمحوا لي بان اعدكم باننا سنعمل مع شركاء في ارجاء العالم كي نضمن الا يحصل هذا. موقفنا واضح – الدولة الفلسطينية يجب ان تكون مجردة. لن يكون لها جيش او سلاح جو. الرئيس عباس بنفسه ايد هذا المبدأ مثلما ايد أيضا أصلا جذري في السلطة الفلسطينية. 

لاولئك الذين يخافون من ان تفوز حماس في الانتخابات وتسيطر على الضفة الغربية موقفنا واضح – لن يسمح لاي حزب بالتنافس في الانتخابات الفلسطينية الا اذا تبنى مبدأ السياسة غير العنيفة. هذه هي اللحظة لتغيير الاتجاه – العودة الى طريق السلام.

نحن نريد أن نرى مستقبلا يتمكن فيه الناس العاديون من العيش بلا عنف وإرهاب. مستقبل تتمتع فيه إسرائيل بعلاقات طبيعية مع كل جيرانها، بما فيها دولة فلسطينية مستقرة ومحبة للسلام. مستقبل تتمكن فيه إسرائيل من الازدهار بأمن وسلام. 

بودي أن أعمل مع إسرائيل كي ابقي على هذا الامل على قيد الحياة. بهذه الروح أتمنى للجميع سنة جديدة من السلام، الصحة والسعادة. سنة طيبة وحلوة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى