يديعوت احرونوت: كل الطريق الى الاسفل
 
 يديعوت احرونوت –نداف ايال – 15/8/2025 كل الطريق الى الاسفل
تخوف متزايد في إسرائيل من تدخل صيني في محاولة لاعادة بناء منظومة الصواريخ أرض – أرض في ايران. لكن بماذا تنشغل إسرائيل؟ في حملة أخرى في غزة، حملة قلة يعتقدون أنه يمكنها أن تنفذ في هذه المرحلة. مرحلة احتلال تتعارض وموقف الجمهور الإسرائيلي (انظر الاستطلاع ادناه) سيعرض المخطوفين للخطر بل سيضعف أكثر فأكثر الخطر على مكانة إسرائيل الدولية المتدهورة. ومثل ثقب اسود عميق، غزة تجتذب الى داخلها كل الانشغال الأمني – السياسي لإسرائيل، تجتذب الاهتمام والمقدرات. هذا بالضبط ما يريده أعداء إسرائيل، وعلى رأسهم ايران.
في الأسبوع الماضي كانت موجة منشورات عن الحوارات في الكابنت الأخير. ذاك الذي اتخذ القرار الغامض في موضوع احتلال مدينة غزة. تحدثت مع بعض الحاضرين وفوجئت بان شيئا واحدا لم ينشر بتوسع: خطاب استثنائي لوزير الخارجية جدعون ساعر (الليكودي الذي عاد الى الديار هذا الأسبوع، كما تجدر الإشارة)، بخلاف ما هو دارج في الكابنت الحالي فانه عندما تحدث ساد صمت مطبق في غرفة الجلسات. ساعر وشريكه زئيف الكين كانا عضوي الكابنت الوحيدين اللذين امتنعا عن التصويت على البديل العملياتي الذي تم اختياره.
لقد كان خطاب وزير الخارجية نداء تحذير في المنظومة الإسرائيلية. بدأ بتحليل الوضع في الساحة الدولة، متنقلا من ساحة الى ساحة. حذر – هذه هي المرة الأولى في غرفة جلسات الكابنت التي تقال فيها هذه الكلمات – من أن إسرائيل تشهد تآكل خطير بالتأييد لها في الولايات المتحدة، بما في ذلك في أوساط اصدقائها المقربين، كنتيجة للحرب في غزة. “لقد أصبحت غزة رمزا ومصدر تضامن عالمي، مع التشديد على الجيل الشاب الذي يغذي أيضا التأييد للقضية الفلسطينية. الرأي العام هو الذي يحرك ويفعل الضغط على الحكومات الأكثر صداقة أيضا.
“هذه ليست فقط مسألة سياسية. التداعيات ستكون أيضا اقتصادية. إسرائيليون ويهود في الخارج يشعرون بهذا منذ الان”، قال ساعر. وحذر من تفشي وباء مناهضة إسرائيل.
شبه وزير الخارجية بين التهديد العسكري الذي تشكله حماس في قطاع غزة، وبين الاضرار الاستراتيجية، السياسية وفي الوعي على حد قوله التي تلحق بإسرائيل كنتيجة لامتداد الحرب. استنتاجه للوزراء كان انه “لا مجال للتشبيه”. بعد الإنجازات الاستراتيجية الاستثنائية لحملة “الأسد الصاعد”، قال ساعر، “يجب الحذر الا تشدنا غزة كل الطريق الى الأسفل”.
هل يفهم نتنياهو وضع الأمور هذا؟ يمكن الافتراض أن نعم. كالمعتاد، هو يحاول جذب كل البدائل حتى اللحظة الأخيرة في الدقيقة التسعين. عمليا، ليس فقط جرت هذا الأسبوع اتصالات لصفقة في مصر، كما نشر. يتبين أن في قطر تتواصل على نار هادئة اتصالات لصفقة، حتى في هذه الأيام. هذا الأسبوع زار الدوحة رئيس الموساد ونقل رسالة عن صفقة مخطوفين، رغم كل نفي مكتب رئيس الوزراء. لكن التطور المفاجيء للاسابيع الأخيرة هو مثابة ضوء اخضر، ان لم نقل دفعت، يتلقاها نتنياهو من البيت الأبيض بضربة عسكرية ساحقة (ليس لاحد أي فكرة كيف ستتجسد) على حماس. يمكن لهذا ان يتغير بسرعة، بالطبع، لكن الى جانب ضغط سموتريتش بان تصميم نتنياهو على حملة في غزة لم يتصدع بعد.
ان حملة لاحتلال مدينة غزة هي أمر يعارضه جهاز الامن؛ تحذر منه الاسرة الدولية؛ يمكنه أن يفاقم ازمة إنسانية محتدمة على أي حال وتؤدي الى موت المخطوفين. كل هذا يتفكك الى سلسلة من المسائل القيمية. احداها هي تجنيد إضافي باوامر 8 لرجال احتياط مستنزفين، في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على قانون تهرب من الخدمة. مسألة أخرى هي الحظر القانوني على اخلاء سكان كفعل طرد. النائبة العسكرية العامة حذرت بشكل محدد هيئة الأركان في هذا الموضوع بما في ذلك بالنسبة للمعسكر الذي خططت الحكومة لاقامته (“المدينة الإنسانية”). مع تسلمه لمهام منصبه أمر رئيس الأركان الجيش الا يشارك في أي محاولة لاخراج السكان من قطاع غزة في إطار “المديرية” إياها التي أقيمت في وزارة الدفاع.
عملياتيا اذا ما اخلى 700 الف “فقط” من أصل مليون من سكان مدينة غزة، بالنظر الى شكل القتال المرتقب، فكيف يمتنع الجيش عن إصابة رهيبة لالاف كثيرين من سكان غير مشاركين؟
مسألة جوهرية هي الإصابة المحتملة للمخطوفين. فهل، مثلا، إعطاء أمر واعٍ يؤدي باحتمالية عالية الى إصابة مخطوفين، مواطنين إسرائيليين هو ممكن على الاطلآق؟ هل هو قانوني؟ هذه مسألة ستكون النائبة العسكرية العامة والمستشارة القانونية للحكومة ملزمتين بالاجابة عليها. قاعدة المخطوفين هي هدف حرب.
ليس صدفة، أن حذر رئيس الأركان وزراء الكابنت، واكثر من مرة واحدة في الأشهر الأخيرة، من أنه اذا كنا سنسير الى حملة من النوع الذي يطالبون فيه، فليتفضلوا ويغيروا اهداف الحرب ويخرجوا منها إعادة المخطوفين. هم لم يستجيبوا. غضبهم عليه ازداد فقط؛ الحقيقة تجرح.
ان تنفيذ الحملة في غزة بكاملها ليس قريبا. لكن الصدام – الواقعي والقيمي – هنا منذ الان. فقط ضغط شديد من الرئيس ترامب ومرونة ذات مغزى من حماس، وعلى ما يبدو كلاهما، يمكنهما أن ينقذا إسرائيل من الثقب الأسود الذي هو غزة.
في استطلاع اجراه معهد سياسة الشعب اليهودي JPPI يظهر أن اغلبية الجمهور تريد صفقة حتى لو بقيت حماس. فقد دعا 54 في المئة من المستطلعين الى محاولة الوصول الى اتفاق على إعادة المخطوفين حتى لو كان هذا يعني ان هدف تنحية حماس عن الحكم لم يتحقق. وقال 37 في المئة انه يجب مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف المقررة (بدون حكم حماس، كل المخطوفين يعودون).
وبالنسبة لتأييد او معارضة نقل المساعدات الإنسانية الى غزة أيد ذلك 53 في المئة فيما عارضه 32 في المئة وبقي 15 في المئة بلا رأي.
 
  
 


