ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: عقيدة السلام لدى ترامب

يديعوت احرونوت 24/11/2025، سيفر بلوتسكرعقيدة السلام لدى ترامب

في الأسبوع الماضي نُشرت خطة الـ 28 نقطة لادارة ترامب لانهاء الحرب في أوكرانيا. الرسالة الناشئة عنها: مع اقتراب السنة الرابعة للقتال، على أوكرانيا ان تعترف بدونيتها العسكرية والسياسية امام روسيا وتوقع على كتاب استسلام. عليها أن تتخلى عن خُمس أراضيها (أراض سبق لروسيا ان احتلتها وتخطط لاحتلالها)، ان تقلص الى النصف جيشها، وتتنازل الى الابد عن العضوية في الناتو وتتعهد احتفاليا الا تثير أعصاب المعتدي الروسي. روسيا من جهتها، لا تحتاج لان تتنازل عن أي شيء، هي فقط ستقتطف ثمار سياسية واستراتيجية لذيذة. الرضى الروسي انعكس بوضوح في تصريح الرئيس بوتين الذي رحب بالخطة بحماسة.

لقد أثار نشر الخطة مداولات حثيثة في وزارات الخارجية والدفاع في أوروبا. وعبرت عن هذا الإحساس صحف بولندا، الدولة الغارقة منذ الان في مواجهة متعددة الساحات حيال روسيا (مؤخرا فقط منعت فيها باعجوبة عملية إرهاب روسية على سكة القطار). ولم توفر في الكلمات: ترامب يطلب من رئيس أوكرانيا زلنسكي “استسلام مطلق” للدكتاتور بوتين، هكذا اتهمت وبذلك يكرر الخطأ التاريخي للحلفاء الليبراليين في اتفاق ميونخ مع النازيين في 1938، الاتفاق الذي صفى استقلال تشيكوسلوفاكيا. كارثة.

أوكرانيا نفسها رفضت بالطبع الخطة الامريكية ذات الـ 28 نقطة، لكنه ليس رفضا جارفا: فقد اختار زلنسكي بعناية أقواله. هذه لحظات درك اسفل في حكمه: كل بضعة أيام تنكشف في أوكرانيا فضائح فساد جديدة يتورط فيها مقربو الرئيس. الحكم العسكري الذي اعلن في الدولة في شباط 2022 يرتدي شكل حكم مطلق، يكم الافواه، يعين الأشخاص في مناصب أساسية ويقمع كل نقد. من مقاتل حرية شجاع تحول زلنسكي ليصبح شخصية عنيد وطاغية على الطريق. تأييد الرأي العام الأوروبي للمطالب الأوكرانية لانهاء الحرب – انسحاب روسي من المناطق المحتلة وإعطاء الحرية للدولة الأوكرانية السيادية للانضمام الى الناتو – يقل بسرعة. والى هذا ينبغي أن تضاف الديون الثقيلة لدول الاتحاد الأوروبي والنقص في العتاد العسكري المتطور، الامرين اللذين يقلصان حجوم المساعدة لاوكرانيا.

عندما سُئل الرئيس ترامب في المؤتمر الصحفي ماذا سيكون اذا رفضت أوكرانيا خططه، أجاب بغضب: أي بديل آخر يوجد لها، ان تنزف حتى ما لا نهاية؟ ثمة محللون لترامب يعتقدون، على أساس تصريحاته تلك وغيرها، بان دافعه الأساس في إدارة السياسة الخارجية هو المال، التمويل. انه يرى العلاقات الدولية من خلف سعر البتكوين. في وارسو حيث كنت مؤخرا يطرح محللون رواية أخرى لا تحظى بالاهتمام في مطارحنا: الرئيس الأمريكي، يقولون هناك، يضغط بكل قوته قبل كل شيء لانهاء النزاعات العسكرية على وجه المعمورة. وهو يطالب الأطراف بالتوقف عن القتل والدمار والتعهد بالهدنة فورا. وهكذا يأمل في أن “يخلي منطق الحرب مكانه لمنطق السلام”. الدينامية ستتغير والافق السياسي يبدأ بالبروز من بين الأنقاض، الى جانب الجرافات والرافعات. هذا هو جوهر خطة الـ 21 نقطة لغزة التي أقرها مجلس الامن، وخطة الـ 28 نقطة لاوكرانيا؛ المرحلة الأولى فيهما هي الحاسمة. “توقفوا عن القتل وابدأوا بالتجارة”، لخص النهج نائب الرئيس جيدي فانس.

ترامب لا يتأثر من أن حماس وحزب الله لن ينزع سلاحهما ولا يرى في ذلك إذنا لإسرائيل لاستئناف القتال. في أحاديث مغلقة ينتقد إسرائيل على انها لم تستغل الانتصارات في لبنان وفي سوريا كي توقع على اتفاقات سلام او تطبيع دون الإصرار على نزع السلاح أولا. الان “ليس لها هذا ولا ذاك”، الفرصة ضاعت.

ان عقائد الامن لدى ترامب ونتنياهو توجد بالتالي في مسار صدام، مثل تلك لدى ترامب وزلنسكي. هناك حاجة لفنان أوهام كي لا يعرف يد من ستكون هي العليا.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى