ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: رمضان في ظل الفقر

يديعوت احرونوت 26/2/2025، سمدار بيري: رمضان في ظل الفقر

37 مسلسل تلفزيوني سيتصدر الشاشات الصغيرة في ارجاء العالم العربي، في مئات ملايين المنازل، مع حلول شهر الصيام رمضان المعروف كموسم ذروة للمشاهدة التلفزيونية. 

مررت على مضمون كل واحد من المسلسلات الجديدة كي اكتشف بان هذه السنة لا يوجد حتى ولا واحد يعنى بإسرائيل. لا بفظائع الحرب؛ ولا يوجد على الاطلاق (حاليا) ذكر لغزة، ولا حتى مسلسلات تجسس ضد “العدو الصهوني”. 

واذا كنت فوتت شيئا ما فهذا سيكون خلافا للعادة الثابتة، شهر رمضان بدون إسرائيل على الشاشة الصغيرة. بالطبع يمكن دوما امتشاق مفاجأة سيئة في اللحظة الأخيرة. بعض المسلسلات جاهزة للبث مع 30 حلقة، حلقة جديدة كل مساء وبث معاد في ظهر الغداة؛ وقسم إضافي فقط مع 15 حلقة للمسلسل، بسبب ميزانيات الإنتاج العالية.

مع حلول رمضان تتطلع العيون الى مدينتين: غزة أولا وقبل كل شيء، وبعدها فورا المسجد الأقصى في القدس. في المكانين قد تثور مشاكل كبرى. شرطة إسرائيل وزعت منذ الان مناشير تدعون السماح للمسلمين بالصلاة بلا عراقيل، وعيون الشرطة التي ستتركز على الحرم مفتوحة على مصراعيها. سهل جدا تخيل ماذا سيحصل اذا ما نشأت مواجهة بين شرطة إسرائيليين ومصلين مسلمين او في حالة محاولة رجال حركة يمين حجيج بالقوة وخرق النظام. 

أصدقائي وصديقاتي في العالم العربي ممن هنأتهم “رمضان كريم” مقتنعون بان شهر الصيام لن يمر بدون مشاكل مع إسرائيل. عندنا أيضا يستعدون. 

سيكون هذا صيام رمضان بدون موائد الرحمن، تلك الموائد بطول مئات الأمتار التي تمد في مراكز المدن الكبرى وعليها طعام الإفطار. رئيس تركيا، اردوغان أمر بإلغاء الموائد والتبرع بالوجبات لسكان غزة. الأردن ومصر هما أيضا سيحولان الى القطاع شاحنات طعام ووجبات جاهزة. امارات الخليج تعهدت بتزويد مواطني القطاع واطفالهم بالفضائل التي يتميز بها رمضان الى جانب الملابس الجديدة والألعاب للأطفال حسب التقاليد.

اذا ما القينا نظرة الى 22 دولة في العالم العربي، بعضها يحكمها ملوك، رؤساء ومعظمها دكتاتوريات. شهر صيام رمضان هذه السنة سيتميز بالفقر المدقع. من لبنان عبر سوريا، مصر، الأردن، تونس، العراق ودول إسلامية في افريقيا. حتى الجمهورية الكبرى لإيران تعيش في فقر عظيم. 

فضلا عن طبقة الحكام، رجال الاعمال الأثرياء ومن تصل رواتبهم من دول اجنبية، الطبقة الوسطى في العالم العربي كادت تختفي. مكانها حلت دفعة واحدة طبقتان يتفجر سكانها باعدادهم: طبقة الفقر، ودونها طبقة العوز. من اعال عائلته المتفرعة بصعوبة فقد هذه السنة وظيفته. من عمل على نحو ثابت فقد الوظيفة اضطر لان يتنافس (أساسا في الأردن) مع مهاجرين من سوريا، العراق، لبنان ومصر. من انتقل من القرية الى المدينة (في مصر)، مع الحلم لان يكسب أكثر ويعيش حياة متقدمة يضطر الان لان يعود على اعقابه. في القرى مستوى المعيشة اكثر راحة وبساطة. لكن لا ننسى، مستوى الجهل عالٍ.

في مصر، كبرى الدول العربية ستدشن هذه السنة لأول مرة أسواق “اهل رمضان” التي تعرض فيها اللحوم، الطيور، الدقيق، السكر، الأرز، الفواكه والخضار. مراقبو الحكومة سيتجولون بين البسطات كي يتأكدوا من أن التجار لا يحاولون رفع الأسعار التي تقررت بتنزيلات تتراوح بين 60 و 70 في المئة.

منذ الان، قبل يومين من بدء الصيام، يحرص المذيعون ومقدمو البرامج في التلفزيون، في الإذاعة ووسائل الاعلام المكتوبة من الصباح حتى المساء على التشديد بانه ممنوع الاكل اكثر مما ينبغي في شهر الصيام. هل يُسمع هذا مشوشا؟ افحصوا لدى الصائمين الذين يرتفعون في الوزن 3 – 4 كيلو غرام على الأقل في شهر رمضان.

في الوزارات الحكومية في ارجاء العالم العربي ينظمون يوم عمل مريح بين التاسعة صباحا والثانية بعد الظهر فقط. أزمة حركة السير تبدو ملموسة منذ الان في الشوارع حين يسارع الناس للوصول الى الإفطار في السادسة مساء. وبعدها، في حضن العائلة الموسعة يجلسون لمشاهدة مسلسلات التلفزيون – التي لن تذكر إسرائيل فيها أغلب الظن هذه السنة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى