ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الهدف: دفع تركيا لاعادة احتساب المسار

يديعوت احرونوت – رون بن يشاي – 21/12/2025 الهدف: دفع تركيا لاعادة احتساب المسار

منذ بضع سنين يوجد تعاون، بما في ذلك مناورات برية، جوية وبحرية مشتركة، مع اليونان وقبرص – سيصل غدا القمة مع إسرائيل في القدس. في الأسبوع الماضي نشر نبأ في موقع أخباري يوناني عن إقامة “قوة تدخل مشتركة” تضم قوات برية، جوية وبحرية. في إسرائيل نفوا التقرير لكن علمت “يديعوت احرونوت” بان المستوى السياسي ابلغ الجيش الإسرائيلي بانه توجد نية كهذه بل وصدر أمر للبدء بالتخطيط، لكن لم تجري بعد أي خطوة عملية وفي الكريا ينتظرون الأوامر من نتنياهو وكاتس. عمليا، في المستوى السياسي طلبوا عدم التقدم حاليا الى اكثر من مرحلة التخطيط المبكر. 

يمكن الفهم لماذا يتم التصرف بهذا الشأن بحذر زائد: المهمة الأساس لـ “قوة التدخل العسكري” الإسرائيلية – اليونانية – القبرصية ستكون التصدي لتركيا في الجناح الشرقي من البحر المتوسط. يدور الحديث عن الدفاع عن المصالح والمياه الاقتصادية لإسرائيل، اليونان وقبرص (ومصر) في كل ما يتعلق بإنتاج الغاز، النفط والصيد في الحوض الشرقي للبحر المتوسط الذي تطلب فيه تركيا ولنفسها و/أو للجمهورية التركية في شمال قبرص التي اقامتها تركيا بعد أن غزت قبرص في 1974؛ عبر أنبوب الغاز الى أوروبا الذي تريد إسرائيل اقامته وتركيا تعارضه وانتهاء بالنزاع الإقليمي الذي لليونان مع تركيا كنتيجة لمطالب متبادلة بين اليونان وتركيا بالسيادة على بضع جزر امام شواطيء تركيا. 

صحيح أن اليونان هي عضو في الناتو تماما مثل تركيا، لكن العداء طويل السنين بين الدولتين، والذي النزاع في قبرص هو جزء منه، لم ينطفيء ويهدد بالاشتعال في كل لحظة. فالقوة العسكرية والبحرية لتركيا عظيمة، حديثة وقوية اكثر من قوة اليونان (أساسا الاسطول التركي). كما أن الصناعة العسكرية التركية الحديثة تعطي تفوقا لانقرة على أثينا. بالمقابل، سلاح الجو التركي حاليا هو ضعيف نسبيا. وعليه فاذا كانت إسرائيل ترتبط باليونان وقبرص اليونانية وتضع تحت تصرف هذا الحلف القدرات الجوية والاستخبارية للجيش الإسرائيلي، فهذا كفيل بان يغير بشكل واضح ميزان القوى في الحوض الشرقي للبحر المتوسط في طالح تركيا – وسيتعين على اردوغان ان يفكر مرتين اذا كان يرغب في ان يدخل الى مواجهة مع اليونانيين بهذه الشروط. 

لكن الهدف الأساس لإسرائيل في المبادرة لاقامة “قوة تدخل” مشتركة مع اليونان وقبرص اليونانية هو خلق تهديد من المحيط على تركيا كي تمنع محاولات اردوغان ورجاله خلق تواجد عسكري قريب من حدود إسرائيل في الشمال وفي الجنوب. منذ اسقط نظام الأسد تبذل تركيا جهدا واضحا لتوسيع وتعميق تواجدها وسيطرتها العسكرية والسياسية في سوريا.  يدور الحديث ضمن أمور أخرى عن رادارات كشف وبطاريات دفاع جوي تقلص جدا حرية العمل الجوي لإسرائيل في سماء ايران، العراق وسوريا وتقلص أيضا قدرة الجيش الإسرائيلي على تهديد تركيا نفسها اذا ما نشأت مواجهة بين الدولتين بسبب سياسة العداء الظاهرة لاردوغان تجاه إسرائيل).

كما أن تواجد قوة عسكرية تركية في قطاع غزة في اطار “قوة الاستقرار الدولية” التي يفترض أن تقوم وفقا لخطة العشرين نقطة لترامب يشكل تهديدا من زاوية نظر القدس. إسرائيل تعارض بشدة اشراك تركيا في قوة الاستقرار لانه سيقيد قدرة إسرائيل على العمل عسكريا لإحباط إعادة البناء العسكري لحماس في القطاع ولان اردوغان (رجل “الاخوان المسلمين” بنفسه) يدعم حماس ورجالها. اذا ما سمح لتركيا بالمشاركة في قوة الاستقرار (يدور الحديث عن لواء يعد نحو الف رجل أو اكثر) فمن شأن هذا ان يساعد حماس على تهريب السلاح ومواد انتاج الأسلحة الى أراضي القطاع. وعليه يبدو ان اردوغان يضغط على ترامب ليسمح للجيش التركي بالمشاركة في قوة الاستقرار رغم المعارضة القاطعة من جانب إسرائيل. 

على هذه الخلفية ولدت على ما يبدو المبادرة الإسرائيلية لاقامة قوة التدخل المشتركة مع اليونانيين والقبارصة. من خلال هذا الحلف توجه إسرائيل تهديدا عسكريا وسياسيا مضادا سيشكل وزنا مضادا للتهديدات والعداءات التركية التي تحدق بنا من الشمال ومن الجنوب. إسرائيل غير معنية بالدخول الى مواجهة عسكرية مع تركيا، لكن في ضوء الخط العنيف الذي يتخذه اردوغان وفي ضوء الاذن الناصته لدى ترامب، فان إسرائيل تضع تهديدا سياسيا وعسكريا محتملا على تركيا من خلال الارتباط بقوة تدخل مشتركة مع خصوم تركيا (المسيحيين).

ملاحظة تحذير: حاليا “قوة التدخل” هي مثابة فكرة فقط. ما يوجد على الأرض هو تلميحات عن النية لاقامة القوة والتي تنتشر في وسائل الاعلام الإقليمية. يبدو أن الهدف هو دفع الاتراك لان يأخذوا بالحسبان إمكانية أن تقام مثل هذه القوة، وتحريك اردوغان ووزير خارجيته لان يعيدوا احتساب المسار. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى