يديعوت احرونوت: المفهوم المغلوط كرأس مال انتخابي

يديعوت احرونوت – أساف ميداني – 15/12/2025 المفهوم المغلوط كرأس مال انتخابي
ستحسم انتخابات 2026 ليس فقط بين الأحزاب بل أيضا بين الأفكار، الروايات والارث. وفوق كل شيء سيحوم اخفاق 7 أكتوبر – اخفاق ذريع، مأساوي، اغرق بالدم أبرياء قتلوا على ايدي قتلة سفلة. حدث تأسيسي يرفض منذئذ النزول عن جدول الاعمال الجماهيري.
مثلما في كل اخفاق كبير، يبدأ على الفور البحث عن مذنبين. ليس لاجل استخلاص دروس بعيدة المدى، لا سمح الله، بل لاجل إزالة الإخفاق عن الخطاب العام. اما الإصلاح الحقيقي فيستوجب تغييرا للنهج، المبنى، الثقافة التنظيمية. الترقيع لا يصلح – هو فقط يحدد ما يبدو عليلا في نظر ما يحيكه. لقد سبق أن كنا في هذا الفيلم.
الانتخابات تقترب، والضحية المخطوف ران غوئيلي يبقي 7 أكتوبر في قلب الجدال الجماهيري: في الصراعات السياسية، في الروايات المتشكلة وفي مسألة الإرث. هذه نافذة فرص. دونالد ترامب، رجل الاعمال، يعرف كيف يستغل مثل هذه النوافذ – والى النافذة إياها يسعى بنيامين نتنياهو أيضا لان يدخل ويكتب في قصر مجد السلام، “شرق أوسط جديد”، فصل بطولي في التاريخ اليهودي. لكن على الطريق توجد حواجز. يوجد “لجوجون” يصرون على التحقيق في 7 أكتوبر. وكأن التحقيق سيؤدي حقا الى مسيرة اصلاح عميق – هذا لن يكون. المعركة أيضا ليست على مجرد المسؤولية: المعركة هي على الذنب. لا تهم المسؤولية الوزارية بل الذنب الشخصي. هل “عرف” ام لم “يعرف” – هذا هو السؤال. اذا كان يعرف، فهو مذنب. واذا كان لم يعرف – دوما سيوجد رجل القانون الفاعل، الذي يرتدي بدلة “التفسير الغائي”، الذي يقرر بانه “كان يجب أن يعرف”. الإشارات، هكذا سيقال، كانت هناك. وهذه هي القصة.
غولدا مائير استقالت بعد حرب يوم الغفران، حتى بعد أن تقرر أنها لم تكن مذنبة. هي كانت مختلفة. اما اليوم، لاجل الاستقالة ينبغي أن يكون مذنبا. وليس نهائيا أيضا: انظروا حالة أريك شارون في لجنة كهان. تخوف نتنياهو هو ان تعيين لجنة تحقيق من قبل الرئيس عميت، الفاعل القضائي، سيؤدي مسبقا الى الاستنتاج: مسؤول، كان ينبغي أن يعرف، وبالتالي مذنب. الرئيس عميت وافق على ان يكون تعيين لجنة التحقيق مع القاضي سولبرغ المحافظ. هذا ليس تافها، وهذا يضمن تعيينا مناسبا. لكن نتنياهو لا يوافق. هو لن يترك ارثه في يد أي احد.
وكلمة عن الروايات التي تتطاير في التيك توك، تلك التي تحدد حكم بينيت – لبيد كمذنب في 7 أكتوبر، كحكم في فترته عينت المستشارة القانونية، النائبة العسكرية العامة، رئيس امان ورئيس الأركان. رواية تبنى من فتات حقائق صحيحة، تربط بمنطق جزئي ومن هنا الطريق قصيرة – وسهلة جدا – للقول ان حكومة بينيت – لبيد هي المسؤولة عن 7 أكتوبر. إذن ها هو، هذه قفزة أطول مما ينبغي. الحقيقة ابسط ومقلقة اكثر. للمفهوم المغلوط كان شركاء كثيرون، بمن فيهم نتنياهو. المفهوم المغلوط كان ان حماس مردوعة. كل ما تبقى من حقائق – تعيينات، حكم بينيت – لبيد – عباس، هذا بالاجمال السياسية الإسرائيلية بكامل بهائها. ليس أكثر.
يوجد شيء واحد لا يفترض بالمفهوم المغلوط ان يطفئه. دفاع الجيش الإسرائيلي عن الحدود. في كل حدود. في كل وقت. حقيقة ان هذا لم يحصل ليس مفهوما مغلوطا، ليس خيانة بل ببساطة اخفاق. اخفاق شامل. قصة إسرائيلية قديمة، قصة إخفاقات حكم وليس فقط في الامن القومي. هذا ما ينبغي إصلاحه. اصلاح النهج، اصلاح المبنى.



