يديعوت احرونوت: الفجوات والضغوط

يديعوت احرونوت 8-10-2025، إيتمار آيخنر وآخرين: الفجوات والضغوط
مساء أمس، في ختام اليوم الثاني من المفاوضات التي بدأت في مصر حول إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب، أعربت إسرائيل عن “تفاؤل حذر”، قائلةً إن “الاتجاه إيجابي”. وكان من بدا أكثر تفاؤلاً، كعادته، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي: “هناك فرصة حقيقية لإنجاز شيء ما. حالما يتم التوصل إلى اتفاق، سنكون قادرين على بذل كل ما في وسعنا لضمانه“.
في الليلة السابقة، صرّح ترامب للصحفيين في المكتب البيضوي قائلاً: “لدينا فرصة كبيرة، وأعتقد حقًا أن ذلك سيحدث. شعب إسرائيل يريد ذلك. أعتقد أن حماس تريد ذلك أيضًا”. وأضاف أن الولايات المتحدة تلقت أيضًا إشارة قوية من إيران بأنها تريد إنهاء الحرب، على حد تعبيره. وصرح قائلاً: “الجميع إلى جانبنا، لم يكن هناك أي شيء من هذا القبيل”.
من المتوقع أيضًا أن ينضم إلى وفود التفاوض في شرم الشيخ مبعوثا الإدارة الأمريكية ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اللذين يُتوقع أن يُمثل وصولهما تطورًا هامًا في المحادثات. ووفقًا لمصدر سياسي، من المقرر أيضًا أن يتوجه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى مصر.
علاوةً على ذلك، أفادت التقارير أمس أن من سيصلون اليوم أيضًا رئيس وزراء قطر، الذي يشغل أيضًا منصب وزير الخارجية، محمد آل ثاني، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالين. في إسرائيل، يُنظر إلى هذا على أنه إضافة مهمة للضغط على حماس. وتعتقد مصادر مطلعة أن نجاح ترامب في إشراك الأتراك في المفاوضات لعب دورًا محوريًا في إقناع حماس بالموافقة على الخطة.
علاوةً على ذلك، أبلغ الأتراك الأمريكيين أنهم تمكنوا من التواصل مع مجموعتين من أعضاء حماس تحتجزان رهائن إسرائيليين، ولم يكن هناك أي اتصال معهما حتى الآن. ويتوقع الإسرائيليون أنه في حال إثارة حماس أي مشكلة، فستواجه تهديدًا من تركيا وقطر بطرد قيادة حماس من الدوحة وإسطنبول، وهي خطوة يصعب على حماس التعافي منها.
كالين هو المسؤول التركي الأرفع شأنًا، والذي يُجري حوارًا مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، لا سيما في المؤسسة الدفاعية والموساد وجهاز المخابرات الوطني، في ظل غياب السفراء. ومقابل حشدها للترويج لخطة ترامب، ستكون تركيا عاملًا محوريًا في إعادة إعمار القطاع، وفي إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالتنسيق مع إسرائيل. وتأمل إسرائيل أن يكون هذا بمثابة فرصة لاستعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل، ورفع المقاطعة التجارية، واستئناف الرحلات الجوية التركية، وتعيين سفراء.
أعلنت إسرائيل أنها ستقصر المحادثات على بضعة أيام، لكن لا يزال الإطار الزمني المخصص لجولة المفاوضات الحالية غير واضح، في ضوء التهديد بالعودة إلى القتال في حال فشل المحادثات.
وفقًا لأحد البنود الرئيسية في خطة ترامب، يجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن الـ 48 – الأحياء والأموات – في غضون 72 ساعة، وفي الوقت نفسه، سينسحب الجيش الإسرائيلي إلى “الخط الأصفر”. لكن مسؤولاً كبيراً في حماس صرّح لقناة الجزيرة أمس، أنه في اليوم الثاني من المحادثات، التي ركزت على خرائط الانسحاب وتوقيت إطلاق سراح الرهائن، طالبت حماس بربط مراحل إطلاق سراح الرهائن بمراحل الانسحاب الكامل للقوات، قائلاً إن إطلاق سراح الرهينة الأخير “يجب أن يتم بالتزامن مع الانسحاب النهائي للقوات الإسرائيلية. ويؤكد وفد حماس على ضرورة الحصول على ضمانات دولية لوقف إطلاق النار النهائي والانسحاب الكامل”.
مع ذلك، صرّح مصدر مصري لصحيفة الشرق الأوسط السعودية بأنه “قد يتم التوصل إلى اتفاق مبدئي هذا الأسبوع، الخميس أو الجمعة، وسيعلنه ترامب”. وأضاف المصدر أنه “في حال وجود عقبات، فقد يتأخر القرار النهائي حتى الأحد على أبعد تقدير”. وأوضح أن “العائق الرئيسي في الوقت الحالي هو استمرار العملية العسكرية، وحماس تناقش اللوجستيات اللازمة وتدفع باتجاه وضع جدول زمني يسمح لها بتسليم الرهائن، سواء بإزالة الحواجز أو الانسحاب الإسرائيلي أو وقف الرحلات الجوية أو استقبال رهائن من فصائل أخرى”. وأشار المصدر إلى أنه في المراحل المقبلة، المتعلقة بقضايا مثل سلاح حماس، سيكون هناك جهد وضغط أمريكي أكبر للتوصل إلى اتفاقات أو تسويات.
إضافةً إلى ذلك، ووفقًا لتقرير مصري، فإن قائمة الأسرى التي تطالب حماس بالإفراج عنهم تشمل من تعتبرهم “قادة” – مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، الذي خطط لاغتيال الوزير رحبعام زئيف، وحسن سلامة، الذي يقضي 46 حكمًا بالسجن المؤبد، وعباس السيد، مُخطط هجوم فندق بارك في نتانيا. وصرح خليل الحية، رئيس وفد حماس، لقناة القاهرة الإخبارية المصرية: “جئنا بهدف مباشر وهو إنهاء الحرب، وتبادل الأسرى، وإطلاق سراح المعتقلين الإسرائيليين. نؤكد استعدادنا بكل مسؤولية لوقف الحرب، لكن إسرائيل تُواصل القتل والتدمير. الاحتلال يخلف وعوده بوقف الحرب، ولا بد من ضمانات لإنهاء الهجوم بشكل كامل”.