يديعوت احرونوت: الحكومة المناهضة لاسرائيل

يديعوت احرونوت 22/7/2025، بن درور يميني: الحكومة المناهضة لاسرائيل
المبادرة لتنحية يولي ادلشتاين من رئاسة لجنة الخارجية والامن تخلق الوهم بان مشروع القانون المسجل على اسمه يؤدي الى تجنيد الحريديم. هذا ليس الوضع. لان المشروع، بالصيغة التي أدت الى انسحاب الحريديم من الحكومة بعيدة عن الحاجة العاجلة لتغيير حقيقي. المساواة في العبء لا توجد هناك. مسارات لمواصلة التملص بالذات توجد هناك. فـ “سقف التجنيد” الذي يظهر في مشروع قانون أدلشتاين يعنى بابناء 18 – 26 ولاجل ملء السقوف 4800 في السنة الاولى و 5700 في الثانية، يمكن تجنيد أبناء الـ 24 فما فوق. معظمهم ككلهم متزوجين. خدمتهم في الجيش اذا ما تجندوا مع ذلك، ستكلف الدولة اكثر بكثير من منفعتهم للدولة. لن نجدهم في وحدات قتالية. بكلمات أخرى، في مشروع القانون توجد ثقوب تسمح للحريديم بمواصلة الخدعة. لكن الحريديم يريدون اكثر.
كل قانون تجنيد هو قانون تملص. لانه يوجد منذ الان قانون خدمة الامن. لا حاجة لقانون إضافي. وبالتأكيد ليس كل قانون يعرضه الليكود، بتنسيق مع الحريديم. نتنياهو، وعفوا على التعبير غير الاكاديمي في ضوء ذروة أخرى من التهكم، يبول علينا جميعنا من خشبة القفز. العبء على رجال الاحتياط يتزايد، وحكومة “اليمين على المليء” تسحق المقاتلين. ليس الكبلانيين، ليس اليساريين. المقاتلين كلهم، الذين كثيرون منهم صوتوا لاحزاب الائتلاف. لكنهم لا يهمون نتنياهو ولا أعضاء الليكود، الذين يتنافسون فيما بينهم من يشتم اكثر أدلشتاين ومن يأخذ على عاتقه المهمة البائسة، التي كلها عار، للدفع قدما بقانون يعمق التملص من الخدمة.
كل هذا يحصل عندما تكون إسرائيل على مفترق طرق. من جهة، وزير الدفاع الحقيقي، سموتريتش، والحكام الفعليين للائتلاف الى جانبه، بن غفير وستروك، يتطرقون في المطالب في الكابنت. هم يريدون حربا. هم لا يريدون صفقة مخطوفين. ليس لدينا فكرة خضراء كم جنديا سيقتلون في الطريق الى انهاء المهمة. ثمة تخوف بان يكونوا كثر. بل وحتى كثيرون جدا. لاجل صيانة الاحتلال الجديد، ستكون حاجة الى تجنيد عشرات الاف رجال الاحتياط. المسؤولية عن مليوني فلسطيني، ممن لا يمكن طردهم الى أي مكان، ستكون على كاهل اسرائيل. أي – الجيش الإسرائيلي.
توجد مرحلة يصل فيها العبء الى الخط الأحمر. كفى. لم يعد ممكن اكثر. الاعمال التجارية تهدم. العائلات تتفكك. ارباب العمل يئسوا من تشغيل رجال احتياط يوجدون في خدمة الجيش اكثر مما يوجدون في العمل. لكن الى الجحيم بالدولة. هذا ما يطلبه كابنت اليمين المتطرف، الذي يقود من الانف الكابنت الأمني.
ورغم ذلك لنفترض، فقط لنفترض، بانه يجب مواصلة القتال تمديدا لاحتلال كل القطاع وإقامة حكم عسكري. فلهذا الغرض نحن نحتاج الى عشرات الاف آخرين من الجنود. سموتريتش ورفاقه في اليمين المتطرف يعرفون تنكيل فرعون وشرطته بابناء إسرائيل الذين اشتكوا: “تبن لا يعطى لعبيدك ولابنائنا يقولون افعلوا”. والان يوجد لنا مطالبون جدد. فهم يرفعون مطالب غير معقولة على نحو ظاهر أيضا من أولئك الذين يخدمون في الجيش وفي نفس الوقت يعفون جموع الشباب من الخدمة أيضا.
يمكن ويجب الشكوى من أولئك الذين يدفعون بمزيد من العبء على الجيش وعلى حد سواء يركلون المساواة في العبء. اعتدنا. لكن المشكلة كانت وبقيت نتنياهو. هو القصة. هو الرأس. هو الذي يحمل المسؤولية، وليس فقط لاعتبارات مصلحة، سيمتنع عن سحق الحاملين للعبء. لكن لا. هو يحطم أرقاما قياسية في تهكمه هو نفسه. بين الحلف مع الخادمين والحلف مع المتملصين – هو يختار الحريديم. “إسرائيل تديرها حكومة غير سورية” – كتب هنا قبل أسبوع زميلي، رون بن يشاي، الكاتب والمحلل العسكري الأكبر في إسرائيل. أقوال من هذا النوع لا تكتب بسرور. لكن يخيل أن كل انسان تعز لقلبه هذه الدولة، كل وطني، كل صهيوني يمزق الشعر في ضوء الخطوة الجديدة لنتنياهو لتنحية أدلشتاين لغرض صيغة جديدة من قانون التملص، كلها عار.
يطالب ادلشتاين في أن يكون التصويت على منصب رئيس لجنة الخارجية والامن سريا. يريد أن يؤمن بانه رغم كل التشهيرات ضده من جانب كل نواب الليكود – هم بالذات الى جانبه. اذا كان محقا – فالمعنى هو ان في الليكود يوجد نظام تخويف. واذا كان مخطئا – فالمعنى هو أن الليكود الذي كنا نعرفه لم يعد موجودا. فقد غاب كله في المجال الذي بين سموتريتش، غولدكنوف وبن غفير. لا توجد أي حاجة لشجب الحكومات المناهضة لإسرائيل في العالم. توجد لنا واحدة خاصة بنا، وهي تسيطر في إسرائيل. إذ لا يوجد، ببساطة لا يوجد تفسير آخر لسن قانون مناهض للقومية، مناهض للصهيونية، مناهض للوطنية، من قبل الحزب الحاكم.
لم ينتهِ ولم يكتمل. غدا سيجرى التصويت على تنحية ادلشتاين. رغم أن التهكم يحطم أرقاما قياسية جديدة كل أسبوع، ينبغي الامل في ان يفاجيء الليكود إيجابا. واذا لم يحصل هذا على الاحتجاج ان يصل الى ذرى جديدة. حتى اسقاط الحكومة المناهضة لإسرائيل.