ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: التصفية هي فرصة

يديعوت احرونوت 18/10/2024، ناحوم برنياعالتصفية هي فرصة


علمنا مناحم بيغن بان هناك حاجة أحيانا لان نقول ما هو مفهوم من تلقاء ذاته. تصفية يحيى السنوار تنتمي الى هذا الصنف. خير ان قتله الجيش الإسرائيلي؛ خير أن في اثناء تصفيته لم يصاب مخطوفون باذى؛ خير انه لم يصاب مقاتلون باذى. فحساب 7 أكتوبر اثقل من أن يحتمل. التصفية لم تنهي الحساب لكنها أغلقت دائرة. للضربة التي تلقتها حماس يوجد معنى رمزي ومعنوي بعيد الأثر واثار تكتيكية واستراتيجية. إسرائيل توجد في وضع افضل حين تكون جثة مفكر ومنفذ المذبحة الأكثر رعبا في تاريخ الدولة مسجاة في ثلاجة. 

ليس نحن فقط فرحون بالتصفية. فرحون بها كل أصدقاء إسرائيل في الغرب، على رأسهم الرئيس بايدن والمرشحة هاريس، وفرحون بها صمتا زعماء الدول السنية في الشرق الأوسط. لديهم انتقاد على إسرائيل، في غزة أيضا، في الضفة أيضا، في لبنان أيضا، لكنه يضعف حين تنجح إسرائيل في أن تضرب احد وكلاء ايران. 

ان تصفية السنوار قرب رفح تنضم الى تصفية نصرالله في بيروت. تصفيتان جديرتان بان تسجلا كنقطتي ذروة في الحرب. فليس القائدان فقط صفيا – صفيت أيضا شريحة القيادة في المنظمتين. مرشحون هامون اكثر للتصفية لن يكونوا. حماس مفككة من قدراتها العسكرية؛ حزب الله فقد قسما كبيرا من قدرات القيادة والتحكم لديه. إنجازات عسكرية مبهرة اكثر من هذه مشكوك أن تقع من نصيبنا في المستقبل. 

الاستنتاج: هذه هي النقطة الصحيحة للبدء بخطوة دبلوماسية. لإسرائيل يوجد ما تعرضه: انهاء الحرب في الجبهتين. يوجد لها ما تحصل عليه: إعادة المخطوفين؛ تجريد غزة من السلاح؛ اختفاء حماس كقوة عسكرية وسلطوية؛ تجريد جنوب لبنان من قوات حزب الله؛ تجديد قرار 1701 مع إضافة جهاز انفاذ مع اسنان يحل محل اليونيفيل القائم ودعم دولي لحق إسرائيل في اجتياح عسكري لغزة وجنوب لبنان اذا ما خرقت الاتفاقات.

هل الضربة غير المباشرة التي تلقتها ايران بتصفية السنوار تلغي الضربة المباشرة التي تعد إسرائيل بتوجيهها لها في الأيام القريبة القادمة؟ ربما الان، في اعقاب الإنجاز، لا يضر بحث إضافي في منطق لعبة البنغ بونغ مع الإيرانيين. هم باتوا يعرفون منذ الان باننا لسنا إمعات.

في قيادة الجيش الإسرائيلي يوجد للسعي لانهاء الحرب تأييد واسع. فهي تأخذ بالحسبان أيضا الثمن الباهظ الذي يجبيه القتال المتواصل بالمصابين كل يوم وضحاياه، والضائقة العسكرية بالمقدرات وتعلقه بتوريد السلاح الأمريكي. 

وزير الدفاع غالنت يتحدث عن مفاوضات في ظل اطلاق النار. وهو يؤمن بان الضغط العسكري سيحفز الطرف الاخر على التنازل. يوجد منطق في اقوال – طالما كانت النار وسيلة والاتفاق غاية. يبدو أن هذه هي اللحظة الصحيحة بان نتذكر النصيحة الكلاسيكية التي اسداها السناتور الجمهوري ليفورد كيس، في ختام الحرب في فيتنام: اعلن عن النصر وعد الى الديار. 

القرار يوجد في ايدي شخص واحد: بنيامين نتنياهو. التصريح الذي اطلقه امس لقنوات التلفزيون استهدف التشديد على دوره في الإنجاز. يستحقه. السؤال الذي يبقى مجهولا هو الى أن يريد ان يسعى الان، فهل هو يسعى لجني المكاسب من الإنجاز باتفاقات ام يسعى لمواصلة الحرب في واحدة من الجبهتين او في كلتيهما. لقد تحدث أيضا عن إعادة المخطوفين وكذا عن استمرار الحرب رغم أن الخطوتين متناقضتان. اذا كانت له استراتيجية خروج فقد حرص على اخفائها. 

ان فرضية الجهات المهنية هي أن حماس في المدى الفوري سيصعب عليها استئناف المفاوضات. بعد ذلك بدون السنوار ربما سيكون اسهل على قيادة حماس التنازل. هذا شريطة أن يكون لما تبقى من قيادة حماس مخطوفون تتحكم بمصيرهم.

السنوار لم يخطط موته هكذا: فيما هو عالق مع مساعدين في بيت قرب الحدود المصرية، دون غلاف من المخطوفين، ضحية مصادفة، مجهولة، في حالة هروب، في معركة لم يبادر هو اليها. يبدو أن قذيفة دبابة دمرت البيت الذي اختبأ فيه وتسببت بموته. في الجيش الإسرائيلي سيواصلون الجدال حول من اطلق الرصاصة الأخيرة، سلاح المشاة، سلاح الجو او المدرعات، لكن هذا السؤال لم يعد يشغل بال السنوار. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى