يديعوت احرونوت: الاصبع على الزناد

يديعوت احرونوت 19/12/2025، يوآف زيتون: الاصبع على الزناد
بعد نحو ثلاثة أسابيع من الحادثة في جنين التي اثارت عاصفة عالمية، وفي اثنائها قتل بالنار مطلوبان بعد ان رفعا اياديهما امام مقاتلي وحدة “يسم” الخاصة، اعيدت وحدة المستعربين من حرس الحدود هذا الأسبوع للعمل في فرقة المناطق، في ختام تعليق شاذ استمر لنحو أسبوعين.
في قيادة المنطقة الوسطى لا يجدون صلة بين الحدث الخطير الذي لا يزال موضع تحقيق في وحدة التحقيق في الشرطة وبين سلسلة الاحداث التي زعم فيها باصبع رشيق على الزناد من جانب المقاتلين والتشديد للقوات على أن كل مخرب يحاول إيقاع الأذى حتى لو كان راشق حجارة، ينبغي قتله.
النتيجة لهذه السياسة المتصلبة، حسب الجيش، هي رفع مستوى الردع في أوساط المشاغبين والمخربين الفلسطينيين بشكل يسمح بدخول قوات الجيش الى مخيمات اللاجئين في السامرة، مثل بلاطة حتى في وضح النهار دون أن ترشق نحو الجنود حتى حجارة. قبل 7 أكتوبر كل دخول الى مخيم اللاجئين ترافق ونار نحو قوات الجيش الإسرائيلي.
على الرغم من ذلك، في الجيش الإسرائيلي قلقون من الارتفاع في كمية راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة من جانب مخربين نحو مركبات إسرائيلية على طرق الضفة ولهذا فقد صعدوا الجهد الاحباطي من خلال كمائن في نقاط معدة للشغب. فأول امس فقط القى مخربون زجاجة حارقة نحو طريق بيغن من خط التماس الجنوبي للقدس. في طريق 443، بعد شهر من الهدوء في اعقاب نشاط مكثف للقوات، رشق مخربون مرة أخرى زجاجة حارقة.
في حوادث أخرى قتلت قوات الجيش هذا الأسبوع مخربين اثنين رشقا الحجارة نحو مركبات على الطريق في غوش عصيون. في بعض هذه الاحباطات اطلق المقاتلون النار بشكل دقيق من مسافة عشرة امتار نحو المخربين، قبل أن ينفذ أولئك مبتغاهم. في الجيش يشخصون محاور في المناطق حصل فيها عشرات حالات رشق الحجارة والزجاجات الحارقة في أسبوع ولهذا يشددون على أن حرية العمل للمقاتلين لقتل كل من يعرض الحياة للخطر، محفوظة لدى الجنود والقادة في الميدان.
الى جانب هذا، في فرقة المناطق يحققون في ثغرات مهنية تنكشف في أداء القوات في احداث معينة. هكذا مثلا اظهر تحقيق محاولة الدهس في الخليل قبل نحو أسبوع ونصف، والتي قتلت فيها قوة من المظليين سائقا فلسطينيا حاول، حسب رواية القوة دهس احد المقاتلين واصابه بشكل طفيف. هذا الأسبوع نشر الفلسطينيون شريطا مسجلا للحدث بدا فيه السائق الفلسطيني يتوقف قبيل الجنود ويعود اليهم مسافرا الى الوراء. وفي الالتفافة على الطريق يصيب جنديا، وعندها تفتح القوة نارا فتاكة. وحسب الادعاء الفلسطيني، في الشريط يبدو أن السائق استمع لتعليمات الجنود وعاد باتجاههم، لكن بسبب التواء الطريق بين البيوت لم يلاحظ احد المقاتلين فيما كان يقود المركبة الى الوراء. في الحادثة قتل فلسطيني آخر بنار المقاتلين، وبشأنه اعترفوا في الجيش الإسرائيلي بانه لم يكن مشاركا. بقدر ما هو معروف، لم تفتح الشرطة العسكرية تحقيقا في الموضوع بخلاف السياسة التي كانت متبعة قبل 7 أكتوبر. تحقيق الحادثة الذي انتهى منح اسنادا لاداء القوات لكنه أشار الى انهم عملوا بشكل غير مهني بالكمية الكبيرة من الرصاصات التي اطلقوها. وحسب النتائج كان ينبغي للمقاتلين ان يطلقوا عددا قليلا من الرصاصات، ونحو السائق فقط.
يطلقون النار حتى على مخربين فارين
أظهر التحقيق أيضا سياسة استخدام النار من المقاتلين في يهودا والسامرة: خطر الحياة هو ما يشعر به الجندي بنفسه، واذا ما شعر بخطر يمكنه أن يطلق النار كي يقتل. حتى قبل الحرب كانت الأوامر في المناطق تحظر اطلاق النار على مخرب رشق حجارة أو القى بزجاجة حارقة اذا ما بدأ بالفرار من الساحة، توقف عن تعريض حياة الاخرين للخطر بشكل فوري ولم يعد يحمل سلاحا. اما اليوم فيتبين أن السياسة مختلفة حتى بالنسبة لاوضاع من هذا القبيل. الخطر في هذا التغيير، فضلا عن المس بغير المشاركين هو المس بالشرعية الإسرائيلية في العالم؛ اشعال المنطقة اذا ما وثق مثل هذا الحدث وانتشر؛ وكذا المس بالاسرائيليين. في العقد الذي سبق الحرب كانت حالات غير قليلة دهس فيها إسرائيليون بالخطأ جنودا او شرطة في المناطق وواصلوا السفر دون أن يلاحظوا ذلك. وعليه فكانت الأوامر عدم اطلاق النار نحو سيارة كهذه، وبخاصة اذا كانت لها لوحة ترخيص صفراء خشية أن يكون فيها يهود ويكون سوء فهم أو رد صدمة من جانب السائق.
بالنسبة للحادثة المأساوية هذا الأسبوع في محطة وقود كدوميم في السامرة، اعطي اسناد كامل للمقاتلين الاثنين: المواطن اليهودي، حسب التحقيق وحسب التوثيق، حاول طعنهما المرة تلو الأخرى من مسافة قريبة ولهذا فقد فتح احدهما نارا فتاكة لكن مقنونة، كي يحيده، وتضمنت رصاصتين. الشاب إياه، المريض نفسيا، أصيب بجراح خطيرة جدا بالنار.
بالنسبة للحادثة في جنين الشهر الماضي، تحقيق الحدث انتهى ورفع الأسبوع الماضي الى رئيس الأركان. وعلمت “يديعوت احرونوت” بانه انكشفت فيه فجوات مهنية ومواضع خلل خطيرة في أداء القوة على مدى مراحل تنفيذ مهمة اعتقال المطلوبين اللذين في النهاية قتلا من مسافة قريبة من قبل المقاتلين. في فرقة المناطق، في خطوة شاذة، علقوا عمل الوحدة كلها لاسبوعين ونصف بعد الحدث، وفقط في منتصف الأسبوع الماضي عادت لتعمل ضد مخربين في المناطق. في وقت تعليق الوحدة الخاصة عمل في جبهات مختلفة في المناطق مقاتلون من الجيش في مهام حساسة، أساسا من دودفان، في النظامي والاحتياط.
هذا الأسبوع أجرى مسؤولون كبار من الجيش حديثا مع مقاتلي وحدة “يسم” أشاروا لهم فيه بعد تقدير جهودهم الى الفجوات المهنية التي لا يقبلها الجيش، ومواقع الخلل المحددة مثل انعدام الدقة، في الحملة التي انتهت بمقتل المصور للمخربين الاثنين بعد أن خرجا من المبنى المحاصر، كشفا عن جسديهما ليريا انهما لا يحملان عبوة ناسفة. احدهما حتى رفع اليدين، في وضح النهار. المقاتلون الأربعة من الحادثة، بينهم ضابط، ادعوا في تحقيقهم أنهم شعروا بخطر على الحياة وعملوا على تحييد وليس إماتة المخربين بعد أن بدا هذان يبدآن بالعودة الى داخل المبنى. ليس واضحا بعد اذا كانا فعلا هذا بناء على طلب المقاتلين ام بمبادرة منهما.
التحقيق العسكري لم يفحص القسم الأخير من العملية، أي النار الفتاكة نفسها، لان هذا التحقيق من صلاحية وحدة التحقيق مع الشرطة فقط. في الجيش اعتقدوا أنه كان من الخطأ نقل التحقيق الى دائرة تحقيق الشرطة وليس الى الشرطة العسكرية. كما علم انه صحيح حتى الان لا يلوح خلل قيمي في أداء المقاتلين لكن في ختام التحقيق اذا ما تبين بالفعل بانه لم يكن مبرر عملياتي لذلك، فمن المتوقع اتخاذ خطوات خطيرة من ناحية الجيش ضد المشاركين.
خمس رصاصات أخرى للتحييد
في الجيش يقولون انه بلا شك بعد 7 أكتوبر “تغير القرص” في المناطق وعليه فقد اتخذت يد قاسية قضت منذ الان على ظاهر مثل “مسيرات مسلحين في جنازات مخربين في نابلس او في طولكرم؛ اعلام حماس ترفرف من البيوت بلا عراقيل؛ وكذا مباني فلسطينية يمكنها أن تعطي تفوقا عملياتيا للمخربين لاطلاق النار او زرع العبوات الناسفة، لم تعد قائمة على حالها بعد أن بدأ الجيش مؤخرا يدمرها هي أيضا – واساسا في مخيمات اللاجئين في السامرة، في جنين وفي طولكرم.
منذ بداية السنة قتل قوات الجيش الإسرائيلي مئات من راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة، ولا يزال كل حدث شاذ يحقق فيها جيدا في فرقة المناطق، حتى مستوى فحص كمية الرصاصات التي اطلقها كل جندي: “تطلع لجعل المقاتلين مهنيين بالقدر الممكن والاكتفاء بنار دقيقة ومحدودة حتى خمس رصاصات لتحييد المشبوه. في الجيش يقلقون من ظاهرة التسكع الواسع للفتيان الفلسيطينيين بسبب الإضرابات الكثيرة في جهاز التعليم في السلطة. ولهذا يشددون النشاط الهجومي في أعماق المنطقة أ.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook



