يديعوت احرونوت: احتمال تجدد الحرب مع ايران اقل من احتمالاتها مع حزب الله

يديعوت احرونوت 31/12/2025، يوآف زيتون: احتمال تجدد الحرب مع ايران اقل من احتمالاتها مع حزب الله
المعطى المركزي في فصل شعبة القوة البشرية للجيش الإسرائيلي يدحض احد الادعاءات المركزية ضد الجيش والجمهور بعامة، الذي ليس حديديا، في المداولات على قانون التملص من الخدمة في الكنيست: فقد الغى الجيش هذه السنة إعفاءات من خدمة الاحتياط لما لا يقل عن 54 الف مواطن، عادوا ليخدموا في الاحتياط وذلك بعد أن كانوا قدموا خدمة الزامية كاملة قبل ذلك وقسم من خدمة الاحتياط.
لتسويغ قانون الاعفاء لتجنيد الحريديم والذي يتم في هذه الأسابيع في لجنة الخارجية والامن في الكنيست، يكرر الادعاء ضد الجيش المرة تلو الأخرى في أنه “يتجرأ” على توقع مساواة في العبء وتوسيع دائرة الخادمين من القطاع الحريدي أيضا، في الوقت الذي يوجد علمانيون او متدينون كثيرون يتمتعون باعفاء من خدمة الاحتياط، بعد أن سبق أن خدموا لسنتين وثمانية اشهر او لثلاث سنوات في خدمتهم النظامية، وتلقوا اعفاء من خدمة الاحتياط. سطحيا يدور الحديث عن ظلم معد لتسويغ ظلم آخر اكبر بكثير في حجمه، إذ ان معظم العبء الأمني ملقى منذ نحو ثمانية عقود على كاهل الجمهور العام.
ولا يزال، حسب المعطيات النهائية لهذه السنة والتي ينشرها الجيش الإسرائيلي هذا الصباح، فان هذا الادعاء هو الاخر شعبوي في افضل الأحوال ومغلوط في الحالة الأسوأ – رغم ان رئيس اللجنة، النائب بوعز بسموت يسارع على الدوم في كل فرصة لطرحها ضد الجيش. وحسب آخر المعطيات، فان نحو 54 الف إسرائيلي اعيدوا هذه السنة الى خدمة الاحتياط والغي اعفاؤهم. معظمهم، حسب الجيش فعلوا هذا طوعا بعد أن طولبوا بالامتثال مجددا، وقلة منهم فقط سعوا للاعتراض أو الاستئناف على ذلك، الامر الذي رفض بعد الاستيضاح. في شعبة القوة البشرية يقولون ان الافا من اصل أولئك الإسرائيليين الذين الغي اعفاؤهم تطوعوا بأنفسهم للخدمة من جديد، كمقاتلين أيضا: “هكذا نحن نملأ الفرقة الشرقية الجديدة التي يقيمها الجيش، فرقة 96، مع أبناء 35 – 60 ومع مقاتلين اصغر الغي اعفاؤهم. ليتنا كنا نتلقى 10 في المئة من هذه الكمية من الوسط الحريدي”، كما قالوا امس في شعبة القوة البشرية.
في الجيش شددوا على ان الميل سيستمر في السنة القادمة، رغم انتهاء الحرب، وليس فقط لاجل ملء نقص من نحو 12 الف جندي أصيبوا أو قتلوا منذ 7 أكتوبر. فقد عُرفت السنة القادمة بانها سنة “امن جاري معزز”، مع ضعفي او ثلاثة اضعاف من الجنود في الحدود والجبهات المختلفة من الوضع الذي كان قبل الحرب. إضافة الى ذلك، في وزارتي المالية والدفاع قلصوا نحو 20 الف جندي احتياط كان يفترض أن يكونوا مدعويين في السنة القادمة بحيث أن العبء القائم سيزداد على أولئك الذين سيمتثلون بالفعل، 40 الف جندي احتياط في كل لحظة معطاة، ممن سيخدمون اكثر مع اجازات وانتعاشات اقل مما تلقوه على مدى الحرب. كما يتبين من المعطيات ان الجيش زاد هذه السنة مخزونات تجنيد إضافية واستوعب في صفوفه نحو 3.300 جندي فرد هاجروا الى البلاد وتجندوا. كما نشروا في الجيش امس كمية الضحايا للسنة الماضية، وعددهم 151، 91 منهم في العمليات المعادية أو النشاطات العملياتية، ولهذا يمكن أن يضاف 821 جريح هذه السنة.
ايران: جولة استخلاص الدروس
العام الميلادي الثاني والأخير من حرب 7 أكتوبر تميز بقتال متعدد الساحات، كان مركزه الحرب المباشرة الأولى في التاريخ بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية. حسب الجيش فان نحو 21 الف هدف هوجم هذه السنة في كل الساحات، الى جانب 430 عملية متعددة الساحات، 50 هجوم من البحر وعبء متواصل احتاج الى تجنيد 306.830 رجل احتياط الكثيرين منهم كانوا معظم الوقت بالبزة العسكرية منذ نشوب الحرب. راكمت قوات سلاح البحرية نحو 130 الف ساعة بحر عملياتية، تضمنت أيضا هجمات علنية أولى مع سفن صواريخ على موانيء الحوثيين في اليمن. وفي الجيش ذكروا معطيات عملية “الأسد الصاعد” في الوقت الذي من شأن النار من ايران ان تتجدد في جولة أخرى استخلص الطرفان منها دروس حرب الـ 12 يوما في الصيف الماضي.
غزة: الانفاق التي لم تدمر بعد
ساحة غزة التي تتأرجح بثقل بين انتهاء المرحلة الأولى وجمود متواصل حتى المرحلة الثانية، طويلة المدى للاتفاق بين إسرائيل وحماس، تضمنت هذه السنة تصفية أربعة قادة ألوية في حماس، 14 قائد برتبة قائد كتيبة من المنظمة و 53 برتب قائد سرية. هذا إضافة الى أربعة كبار من قيادة المنظمة، وعلى رأسهم محمد السنوار الذي حل محل أخيه يحيى والرقم 2 في المنظمة، رائد سعد الذي اغتيل بعد نحو شهرين من وقف النار. في السنة الماضية التي تضمنت أساسا عربات جدعون 1 دمر الجيش نحو 14 الف بنية إرهابية هاجمت 19 الف ونصف هدف في القطاع وبينها 270 مخزن سلاح. الى جانب هذه النجاحات، في قيادة حماس لا يزالوا باقين قادة، وبينهم قدامى، قيادة مدنية منتعشة واكثر من 10 الاف نشيط مسلح، حسب الجيش، ينشغلون ببناء المنظمة من جديد فيما أن في حوزتهم كيلومترات من الانفاق التي لم يكتشفها الجيش الإسرائيلي ولم يدمرها بعد.
لبنان: سياسة الاحتواء بدلت الجهة
عشية الحملة في لبنان ضد حزب الله، التي تلقت على ما يبدو التأييد من الرئيس ترامب، معطيات الجيش من الساحة الشمالية تكشف سياسة الاحتواء للتنظيم الشيعي، والتي كانت من نصيب إسرائيل على مدى السنين، حتى 7 أكتوبر. صفى الجيش الإسرائيلي هذه السنة أربعة كبار المسؤولين في حزب الله، بينهم رئيس الأركان الحالي للتنظيم، هيثم علي طبطبائي. رغم أن العناوين اول أمس بعد لقاء نتنياهو – ترامب اتجهت بالذات الى مبادرة إسرائيلية أخرى ضد ايران، يبدو أن الاحتمال الاوسع بالذات سيكون لخطوة اقرت في كل المستويات في الجيش ضد حزب الله. التنظيم لم يهزم قبل نحو سنة، رغم أنه تكبد خسائر فادحة واغتيلت معظم قيادته، كما دمرت قدرته على الاجتياح للجليل بقوات الرضوان. لا يزال لدى حزب الله عشرات الاف الصواريخ الدقيقة، المقذوفات الصاروخية الثقيلة، مُسيرات متفجرة وحوامات هجومية وعشرات الاف النشطاء تقودهم شخصيات اقل تجربة مما كانوا قبلهم ولا يزال هذا الجسم يعد الأقوى امنيا في بلاد الأرز.
الضفة: برعاية صرف الانتباه
قيادة المنطقة الوسطى أصبحت الساحة الأكثر تفجرا في الأشهر الأخيرة رغم تواصل تعزيز التنيق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. والى الارتفاع في عمليات الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين الى جانب تعاظم رشق الحجارة والزجاجات الحارقة نحو سيارات إسرائيلية يمكن أن نضيف عشرات المستوطنات الإسرائيلية التي تقام في الضفة وتثير معارضة في واشنطن أيضا. كخطوة أولى من نوعها تذكر من عهد الانتفاضة الثانية هاجم سلاح الجو 20 هدفا في الضفة هذه السنة وقامت القوات بنحو 80 حملة لوائية، إضافة الى استمرار السيطرة على مخيمين للاجئين في السامرة قرب طولكرم وجنين من كتيبتين للجيش الإسرائيلي تتواجدان في داخلهما.



