يديعوت احرونوت: إسرائيل فشلت في تحقيق أهداف الحرب الأربعة باستثناء تحرير المخطوفين جزئيا

يديعوت احرونوت 11/2/2025، غيورا آيلند: إسرائيل فشلت في تحقيق أهداف الحرب الأربعة باستثناء تحرير المخطوفين جزئيا
الشكل الذي عاد فيه ثلاثة المخطوفين في السبت الأخير يجسد فقط ما كان يفترض أن يكون مفهوما من تلقاء ذاته منذ زمن بعيد – إسرائيل فشلت في الحرب في غزة. يوجد طريقان دارجان لفحص نتائج الحرب: الأول هو الفحص الى أي حد حقق الطرفان اهدافهما. وبالفعل، صحيح حتى الان فشلت إسرائيل في ثلاثة ونصف من أصل أربعة اهداف الحرب: لم نقضي على القوة العسكرية لحماس؛ لم نسقط حكم حماس؛ نحن لا ننجح في إعادة سكان الغلاف بامان الى بيوتهم، وبالنسبة لاعادة المخطوفين، الهدف الرابع – نجحنا جزئيا. حماس، بالمقابل، حققت كل أهدافها، وعلى راسها: استمرار حكمها في غزة.
الطريق الثاني لفحص نتائج المواجهة يرتبط بعنصر هام للغاية في الحرب، الا وهو رغبة كل طرف في فرض ارادته على الطرف الاخر. عندما يتحقق “نصر مطلق” يستسلم الطرف الثاني بلا شروط مثلما جرى لألمانيا واليابان في 1945. اذا كان النصر جزئيا، فان الطرف الثاني يضطر لان يتنازل عن أراض، او أن يوافق على التجريد من السلاح، او التنازل عن حكمه او دفع تعويضات.
غير أن هذين المقياسين الموضوعيين اللذين شرحا آنفا يثبتان بان إسرائيل فشلت. رئيس الوزراء ووزراؤه يمكنهم ان ينثروا تصريحات قتالية لكن هذه ليس اكثر من الابيات التي كتبها داني سندرسون: “كلمات جميلة بلا غطاء ووعود بلا سند”.
اعلان حماس يوم امس عن وقف إعادة مخطوفين يعكس بامانة موازين القوى الحقيقية. حماس ستجعلنا لاحقا نزحف الى أن نرى اذا ما رأينا كل المخطوفين في البيت.
هذا الواقع البشع هو نتيجة جهل حكومة إسرائيل لطبيعة الحروب بعامة، وحروب القرن الـ 21 بخاصة. الخطأ الأساس هو الفهم المغلوط للواقع: عندما أعلن نتنياهو بان “حماس هي مثل داعش”، فانه دمر مسبقا الاحتمال للنصر. فقد تحولت غزة الى دولة بحكم الامر الواقع في العام 2007. وبالضبط مثل المانيا النازية، الحزب الحاكم – حماس – بلور أمة متراصة داعمة للزعيم. مثل هتلر في حينه، جندت حماس كل مقدرات الامة كي تحقق أهدافها النكراء.
وعليه، ما حصل في 7 أكتوبر هو أن دولة غزة شنت حربا ضد إسرائيل. نتيجة الحرب الشاملة بين الدول تتقرر أولا وقبل كل شيء حسب قدرة الدولة الأولى على خنق الدولة الثانية اقتصاديا. اما إسرائيل ففعلت النقيض التام: وفرت لحكومة العدو كل احتياجاتها. الطعام، الماء، الخيام والأدوية وحتى الوقود. بربارة توخمان التي كتبت “مسيرة السخافة” ما كان يمكنها أن تتصور مستوى كهذا من السخافة.
دولة إسرائيل بناطقيها المختلفين ادعت بغبائها اننا نقاتل (فقط) ضد منظمة إرهاب. منظمة إرهاب هي مفهوم القرن العشرين وليس القرن الواحد والعشرين. في اللحظة التي يسيطر فيها حزب ما على دولة ويمارس قدرات عسكرية وتكنولوجية لدول متطورة، فانه ليس “منظمة إرهاب” بل دولة. عندما يشن زعماء دولة متزمتة حربا وحشية شعبهم يعاني – وحسنا أن هكذا: إسرائيل تتصرف بشكل معاكس لقول الحكيم “من يرحم المتوحشين نهايته ان يتوحش على الراهنين”. هذه نتيجة الحرب.