ترجمات أجنبية

واشنطن بوست: في الشرق الأوسط بايدن أعطى أكثر مما أخذ

واشنطن بوست ١٨-٧-٢٠٢٢م 

عاد الرئيس بايدن إلى واشنطن بعد رحلة استمرت أربعة أيام في الشرق الأوسط، توقف خلالها في إسرائيل، وبشكل مثير للجدل في السعودية. وكانت الرحلة محاولة لتقوية العلاقات الأمريكية مع الحلفاء التقليديين في المنطقة على أمل إبعاد النفوذ الروسي والصيني والإيراني المتزايد.

تعارضت مهمة الرئيس بايدن  حتما مع وعوده الانتخابية السابقة بإبقاء النظام في الرياض على مسافة بعيدة منه نظرا لشنه الحرب في اليمن وسجله “القبيح” في مجال حقوق الإنسان. ويتضمن هذا السجل مقتل الصحافي جمال خاشقجي في عام 2018، وهو أحد الكتاب في “واشنطن بوست” والذي حمّلت الاستخبارات الأمريكية بشكل مباشر المسؤولية عن مقتله للحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 اللقاء المباشر مع بن سلمان، وسلام القبضة الودي المتلفز الذي لم يكن بايدن حكيما فيه، منح الشرعية للأمير. وقد تبلورت هذه اللحظة بمقايضة الرئيس الأمريكي مبادئ حقوق الإنسان، وبالتأكيد تطلعات الشعب السعودي بحريات أوسع، من أجل علاج مشاكل بايدن المحلية والنابعة من زيادة سعر البنزين.

لقد جادلنا منذ فترة طويلة أنه من غير المجدي التعامل مع الطغاة العرب، مع أن بايدن ليس أول رئيس أمريكي يحاول ذلك”، مضيفة أن نجاح هذه الدبلوماسية يجب اختباره فيما ستحصل عليه الولايات المتحدة بالمقابل، وما تكشفه عن قول الحقيقة بشأن حقوق الإنسان أثناء العملية.

مع ذلك على خطوة بايدن عقد مؤتمر صحافي وصف فيه مقتل جمال خاشقجي بـ”الفظيع”، وقوله إنه تحدث لبن سلمان، وحمّله المسؤولية في قتل الصحافي “على الأرجح”، مع أن بن سلمان لم يعترف بأنه المسؤول، حسبما قال بايدن. وفي وقت لاحق، عارض المسؤولون السعوديون علنا رواية الرئيس بايدن.

بايدن أعطى في معظم الوقت أكثر مما أخذ. فلم يقدم علنا انتقادات لسياسات القمع السعودية، ولم يفرَج عن سجناء سياسيين للنظام، بمن فيهم حملة الجنسية المزدوجة والذين مُنعوا من السفر. وبدلا من ذلك، روّج الرئيس للهدنة القائمة في اليمن، والخطوات المتواضعة باتجاه فتح علاقات بين إسرائيل والسعودية. وبدا الرئيس الأمريكي وكأنه يدعو لعلاقات أعمق مع السعودية من خلال إعلانه عن مشروع لاختبار تكنولوجيا “5 جي” الأمريكية.

وعندما انفض الحفل، لم يظهر أن بن سلمان قد قطع أي التزام علني بضخ المزيد من النفط. ويعتمد السعوديون للتأثير على “كارتل أوبك” في الشهر المقبل للحصول على بضع مئات الآلاف من البراميل الإضافية في السوق، والتي لن تترك سوى تأثير متواضع على أسعار البنزين في الولايات المتحدة.

كما التقى بايدن بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الديكتاتور الذي سجن آلاف المعارضين السياسيين. وبعد الصورة التي جمعته معه، أصدر البيت الأبيض بيانا يدعم طلبات مصر للحصول على قروض من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ووعد فقط بـ”حوار بنّاء بشأن حقوق الإنسان”.

إن رئاسة بدأت بحديث قوي عن نهج جديد يركز على حقوق الإنسان في العالم العربي، تراجعت إلى سياسة ليست أقل تساهلا مع الديكتاتوريين من تلك التي انتهجتها الإدارات السابقة، بما في ذلك سياسة الرئيس دونالد ترامب. كانت هذه لحظة حزينة بالنسبة لبايدن، ولن يتلاشى عارها في أي وقت قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى