هآرتس: يجب وقف لعبة البوكر الدموية

هآرتس – اوري مسغاف – 4/9/2025 يجب وقف لعبة البوكر الدموية
ضابط مخضرم خدم مئات أيام الاحتياط في غزة، وهو غير مشتبه فيه باليسارية الزائدة، كتب لي في الأسبوع الماضي: ” غير واضح ما الذي يريدون منا تحقيقه، ما هو الهدف. الجميع هنا يعرفون ذلك. يبدو انهم ببساطة يرفعون قيمة الرهان على الطاولة، لكن يدهم ضعيفة جدا”. هذا يذكرني بـ “لعبة البوكر الدموية”، مقال التنبؤ ليوئيل ماركوس الذي نشر قبل اقل من شهر على الغزو الأول للبنان (“هآرتس”، 14/5/1982).
ماركوس كتب في حينه: “هذه الحكومة تنوي الخروج عن طورها السياسي. هي تقامر بمصير الدولة في لعبة بوكر دموية. لا يوجد أي مبرر لشن الحرب. دولة إسرائيل شنت الحروب في السابق فقط عندما تعرض وجودها للخطر”.
نحن على عتبة كارثة. تعديل: نحن منذ فترة طويلة في داخل كارثة، لكن المرحلة القادمة المخطط لها تحطم الرقم القياسي للحضيض. نتنياهو يعرف ذلك. فقد رأى في هذا الأسبوع استطلاعات عميقة اصابته بالصدمة. الدعم لصفقة مخطوفين ومعارضة احتلال غزة من جديد حتى تعمقت في أوساط قاعدته. في أوساط الجمهور الواسع هذا في الأصل ليس سؤال.
لكن نتنياهو لا يتخذ القرارات من خلال العقلانية، المصالح القومية أو مجرد اخذ الرأي العام في الحسبان. هو مأسور في يد بن غفير وسموتريتش وستروك، ومقيد بوعود عبثية نثرها عن ترامب الصبياني، الذي تحمس من هراء النصر المطلق الذي سيؤدي الى انهاء الحرب ويمكنه من ادخال الى غزة الفارغة والمستسلمة رجال اعمال أمريكيين كبار، الذين يستطيعون كسب المليارات من الاخلاء – البناء. خطابات نتنياهو وافلامه الأخيرة تبث مزيج غير معقول من جنون العظمة ولعب دور الضحية والنرجسية والجنون. من يشبه نفسه بتشرتشل وذهب في هذا الأسبوع الى الصف الأول في الناصرة العليا على انغام فرقة موسيقية عزفت “دافيد ملك إسرائيل”، نقل جلسات الكابنت والحكومة الى الحصن النووي الذي تم حفره في الجبال خوفا من الحوثيين. من المثير معرفة ماذا كان سيفعل امام الغارات الألمانية أو جوليات الفلسطيني.
لا يمكن الدخول تحت قيادته الضعيفة الى حمام الدماء الذي ينتظرنا في غزة. في الجيش الإسرائيلي يقدرون ان هذه العملية ستستغرق سنة وستكلف حياة 100 جندي. في نهاية الأسبوع الماضي سقط الشهيد 900، بعد ذلك ربما سيكون بالإمكان وصول العدد الى 1000. ولكن هذا بالطبع تقدير ناقص. يجب إضافة اليه الـ 20 مخطوف الذين سيقتلون، والمنتحرون الذين لم يتم احصاءهم، ومئات المصابين وآلاف المدنيين والأطفال الغزيين. ولأننا سنضطر أيضا الى البقاء هناك بعد العملية في اطار الفتنمة واللبننة، فسيكون لدينا عدد من القتلى اكبر من التوقعات الأولية.
الإسرائيلي العادي لا توجد لديه أي فكرة عن الاهلية المتدنية التي يوجد فيها الجيش الإسرائيلي المتعب والمتآكل: من ناحية الوسائل القتالية، الدبابات وناقلات الجنود المدرعة – والأكثر خطورة من ناحية القوة البشرية. الثقل الأساسي في القتال سيتم القاءه على اكتاف الجيش النظامي، لانه يجد صعوبة كبيرة في الرفض، أو ببساطة، عدم الامتثال. الجنود النظاميون اصبحوا متعبين تماما بعد سنتين من الحرب.
الاعدادات والتدريبات تم تقصيرها وتخفيضها، الانضباط والأمان والحذر في حالة تدهور. تزايد الحوادث ليس صدفيا، والكثير من الاحداث التي لا تنتهي بالموت لا يتم الإبلاغ عنها، وبصعوبة يتم التحقيق فيها. الجيش يمكنه ادخال الى القتال من انهوا التدريب الاولي، ومن لم يكملوا حتى تدريب متقدم في المهن الميدانية التي يجب عليهم تنفيذها، وخريجو مدرسة التدريب 1 الجدد خلال دورة ضباط لسلاح المشاة. يمكنكم تخيل كيف سيكون ذلك. لا يوجد اجماع على هذه العملية اللعينة، بل على العكس، يوجد اجماع ضدها، باستثناء المسيحانيين وقسم من البيبيين. من الجنون ان هيئة الأركان والخاضعين لها على استعداد للدخول الى هذه الحرب في الظروف التي وصفت أعلاه. يجب فعل كل شيء لمنعها. هذا اختبار لتحديد الصهيونية والإسرائيلية،. هذه الأهداف تهدف الى اقامة وطن قومي لليهود والحفاظ عليه في حدود معترف بها دوليا وقابلة للدفاع عنها، وليس إقامة اسبارطا حديثة لليهود الجهاديين المجانين بقيادة عائلة مضطربة ومنفصلة تجرنا نحو الهاوية. يجب علينا وقفهم.