ترجمات عبرية

هآرتس: وماذا لو انتصر ببساطة؟

هآرتس – الوف بن – 2/9/2025 وماذا لو انتصر ببساطة؟

الانتخابات القادمة للكنيست تقترب، وفي المعسكر الليبرالي يتزايد الخوف من المناورات التي سيقوم بها نتنياهو من اجل تغيير نتائجها. المخاطر عديدة: ان يلغي الانتخابات مطلقا، او يؤجلها “لما بعد الحرب”، وان يستخدم بلطجية وكاميرات في مراكز الانتخاب، وان يحرض ماكينة السم على خصومه، وفوق كل هذا ان يرقض قبول النتائج في حالة خسارته، مثلما تتنبأ الاستطلاعات. وحينئذ بدلا من ان يعترف بالخسارة وينسحب، سوف يلتصق بالقوة بكرسيه بمساعدة شرطة بن غفير وجهاز شباك زيني.

كل هذه التهديدات مخيفة، ومحظور تجاهلها او الاستهانة بها، ومن المهم النضال كي لا تتجسد. ولكن ثمة خطر اخر، والذي تحقق في بعض المرات وهو ان نتنياهو سيتنافس في الانتخابات ويفوز. الديمقراطية الرسمية في الواقع ستنجو، ولكن رئيس الحكومة سيحصل على شرعية لاستكمال انقلابه، تصفية المؤسسات الليبرالية وتحويل اسرائيل الى ديكتاتورية دينية. بالضبط مثلما ان عودة دونالد ترامب منحته تفويضا لانقلاب متعدد الابعاد في امريكا.

الاستطلاعات في الواقع تتنبأ بسقوط الإئتلاف الحالي، وتعبر عن خيبة امل من زعامة نتنياهو وعن غضب على مسؤوليته عن فشل 7 اكتوبر والتخلي عن المخطوفين. ومع ذلك يوجد له نقطتي افضلية، واللتان من شأنهما ان تقودا الى فوزه في الانتخابات رغم ضعفه في الرأي العام.

قبل كل شيء وفوق كل شيء، ائتلاف نتنياهو يعتمد على ايديولوجية راسخة متفق عليها بحماسة بين المشاركين فيها: الكاهانية. الشعارات العنصرية “العرب للخارج”، و “اذا لم يكن هنالك عرب فلن يكون هنالك عمليات” و “كهانا على حق” انتقلت من جدران الشوارع الى مقر الحكومة. نتنياهو يشن حرب تدمير وطرد في غزة، طرد ومصادرة اراضي وضم في الضفة واهمال للمجتمع العربي في اسرائيل، وسيذهب للانتخابات بوعد لتسريع الترانسفير “في كل ارجاء ارض اسرائيل”. في الكتلة المضادة لا يوجد تماسك كهذا: يوجد فيها رجال يمينيين واضحين، والذين لا يعارضون الحرب والترانسفير (نفتالي بينيت، افيغدور ليبرمان، اييلت شكيد)، و شخصيات ليس لها عمود فقري وانتهازيين (بني غانتس، يوسي كوهين)، ومؤيدي “الدولتين، وفقط ليس الان” (يئير لبيد، غادي ايزنكوت، يئير غولان) واحزاب عربية والتي يخاف الاخرون من اي تعاون معها. نتنياهو لن يجد صعوبة في تفكيك هذه المجموعة، مثلما فعل المرة تلو الاخرى في الـ 16 سنة الاخيرة.

ثانيا، في اسرائيل من المقبول ان جدول اعمال امني سياسي سيخدم الليكود، وجدول اعمال اقتصادي اجتماعي سيساعد خصومه. في هذه اللحظة الامن يسيطر على الكنيست، وليس المشاكل الداخلية. نتنياهو نجح في التقليل من شأن محاكمته الجنائية وانهاك “حراس العتبة”. الاقتصاد يظهر اداءات مذهلة – الدولار في الحضيض، البطالة متدنية، والتهديدات بالمقاطعة لا تمنع الاسرائيليين من الاستجمام في الخارج. تحذيرات الاقتصاديين بأن هذا وهم خطير، وانه بعد لحظة سوف ننهار تحت نفقات الحرب والعزلة الدولية لم تتحقق حتى الان. ربما ان الاجيال القادمة سوف تنأى تحت الديون الوطنية، والعقوبات الاوروبية وبطالة الحريديم، ولكن ما يهم نتنياهو هو السنة القادمة وليس القرن القادم.

في ظل هذه الظروف نتنياهو يضع تحديا كبيرا لمن سيتنافس امامه. هذه المرة الخطر واضح، وفوري وملموس ومحظور ان نأمل حظا جيدا، ونصدق الاستطلاعات وننام، او ان نغرق في صراعات قوة وغرور والتي ستسقط الكتلة كما حدث في الانتخابات الاخيرة. من اجل انقاذ الديمقراطية يحتاج معارضو البيبية الى رؤية موحدة وقيادة موثوقة وحملة مقاتلة هجومية نضرب نقاط ضعف نتنياهو – عبادة الشخصية، ورعاية الفساد، وغسل الادمغة والاستسلام لليهود الحريديم. وعليهم التحرك بسرعة والّا فإن نتنياهو سيفاجئهم باعلان الانتخابات وسيفوز بالرئاسة مجددا.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى