ترجمات عبرية

هآرتس: وادي في الضفة الذي فيه زراعة مميزة، يتم بتره لصالح طرق ومستوطنات

هآرتس 20/10/2025، تسفرير رينات: وادي في الضفة الذي فيه زراعة مميزة، يتم بتره لصالح طرق ومستوطنات

الاعمال التي نفذها الجيش الاسرائيلي في الاشهر الاخيرة لشق طريق في جبال يهودا، وراء الخط الاخضر، الحقت اضرار كبيرة بالمشهد الطبيعي الفريد لتراث زراعي في القرية الفلسطينية وادي فوكين، وكذلك لمناطق طبيعية ذات قيمة مشهدية وبيئية كبيرة في المنطقة. حسب ادعاء منظمات البيئة فان خطط بناء اخرى، التي تشمل شق شارع واقامة مستوطنة جديدة، ستفاقم اكثر هذه الاضرار.

الاعمال تنفذ قرب مستوطنة بيتار عيليت وتواصل جنوبا نحو الشارع المؤدي الى غوش عصيون، قرب وادي فوكين، الطريق التي تم شقها هي طريق واسعة بشكل خاص، وهي توجد قرب اراضي زراعية للقرية بدون ان تخترقها. ولكنها تسبب اضرار لمشهد التلال المحيطة بالوادي وجرف وادي عصيونة. قرب الطريق التي تم شقها ايضا سيقام جدار. هذه الاعمال خلفت اكوام كبيرة من التراب والصخور على الارض وهناك خوف من انه فيما بعد ستؤدي الى اغلاق مغارة تستخدم كاسطبل من قبل عائلة فلسطينية.

في موازاة عملية هيئة المياه الاقليمية “مياه شيمش” فان الاعمال لمد خط انابيب سيدفن في الارض على طول الطريق.

قرية وادي فوكين تقع في عمق وادي فيه تم تطوير خلال اجيال زراعة تقليدية ترتكز الى استخدام البرك التي تتدفق اليها مياه الينابيع. الحديث يدور عن مواقع هامة تشكل جزءا من التراث الثقافي في المنطقة. قرب القرية توجد بقايا انظمة لتجميع المياه ومدرجات للفلاحة وصوامع وصهاريج.

مؤسسات التخطيط التابعة للادارة المدنية دفعت قدما في السنة الماضية بخطتين تهددان بالمس بالمشهد الطبيعي ومنظومة المناخ للوادي ومحيطه. احداهما هي شق طريق مقابل الطريق التي تم شقها وفي موازاتها. ايضا هذه الخطة، الموجودة قبيل المصادقة النهائية عليها، ستشمل اعمال ترابية وتحجير واسعة. الخطة الثانية هي اقامة مستوطنة جديدة اكثر جنوبا قرب مستوطنة جفعوت، التي من شان الشارع الجديد ان يخلق الربط المواصلاتي معها. سواء الطريق التي يشقه الان الجيش او الشارع الجديد المقترح، سيشكلان حاجزا امام الممر المناخي الذي يمر في المنطقة.

في اطار اجراءات التخطيط قدمت شركة “ليشم شيفر لجودة البيئة” رأي معتمد لوزارة البناء والاسكان بشان التاثيرات البيئية للشارع الجديد. ضمن امور اخرى، جرى مسح للثديات وتبين ان الامر يتعلق بمنطقة فيها اكتظاظ مرتفع لظباء البلاد. وجاء ايضا ان الشارع سيضر بتواصل النمو الطبيعي وحركة الحيوانات في المنطقة، وانه من اجل تقليص تاثيرها ستكون حاجة الى اقامة ممرات للحيوانات.

مسح تاثير بيئي آخر اجري لصالح لجنة التخطيط في منطقة غوش عصيون كجزء من خطة اقامة المستوطنة الجديدة. المسح قرر ان المستوطنة ستقام في منطقة حساسة بيئيا بشكل كبير التي شوهدت فيها ايضا ظباء. ولكن لم يكتب فيه انه يجب تغيير مكان البناء. بدلا من ذلك المسح اكتفى بالتوصية بتقريب جدار المستوطنة من البيوت.

من المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي جاء بان الطريق تم شقها “لمنع انتقال غير مراقب لمخربين ومتسللين من منطقة يهودا والسامرة – هذه الحاجة برزت اكثر بعد احداث امنية وقعت في هذه المنطقة. مسارات الطريق خططت من اجل تحقيق الهدف الامني الى جانب تقليل الاضرار بالبيئة”. وجاء من الجيش ايضا بان “الاعمال صودق عليها من قبل الجهات ذات الصلة، وكجزء من ذلك تم وضع انبوب مياه الذي من شانه ان يخدم كل السكان في المنطقة”.

من لم يقبل تفسيرات الجيش هو درور ايتكس من جمعية “كيرم نبوت”، التي تعمل في متابعة سياسة الاراضي الاسرائيلية خلف الخط الاخضر. “بسبب ان جزء كبير من مسارات الشارع الجديد يتطابق مع مسارات الطريق التي شقها الجيش فانه من غير المعقول ان ما يعتبره الجيش كطريق لاغراض امنية سيصبح في المستقبل شارع مدني يخدم المستوطنين”، قال. “هذا لن يكون الشارع الاول أو الشارع الثاني الذي تم شقه بسبب الاحتياجات الامنية، التي تبين فيما بعد انها احتياجات للمستوطنين”.

“وادي فوكين ووادي عصيونة هما جزء من الممر البيئي القطري ويرتبطان بمحمية سانسن”، قال متان ناحوم، وهو مركز محمية شركة حماية الطبيعة في جبال القدس ويهودا والسامرة. “خطط شق الطرق وبناء المستوطنات الجديدة ستدمر كليا آخر منطقة بيئية كبيرة في غرب غوش عصيون وتلحق بها ضرر كبير”. وحسب قوله فان الحديث يدور عن منطقة تشكل مكان رعاية لظباء البلاد، التي هي أحد الانواع التي يحدق بها خطر الانقراض على مستوى العالم.

وقد انضم الى هذا الموقف نداف طل، مدير القسم العلمي في المنظمة البيئية “ايكوبيس”. “هذه المنطقة هي منطقة مع قيم بيئية عالية وكانت جديرة منذ زمن بأن يتم الاعلان عنها كمحمية طبيعية مثل محمية سانسن”، قال. “اذا كانت هذه هي النتيجة النهائية للمشروع الذي اجتاز حسب الجيش فحوصات الجهات المهنية فان الامر يتعلق بفشل ذريع لهذه الجهات المسؤولة عن حماية الطبيعة في اسرائيل”.

“من شركة مياه شيمش جاء الرد: “لا يوجد نظام صرف صحي منظم في قرية وادي فوكين. وقد تسببت مياه الصرف الصحي التي صرفت بشكل غير قانوني في المجرى بتلويث خطير للمياه الجوفية والمشهد الطبيعي. وسيوفر انشاء خط الصرف الصحي الحل لامتصاص مياه الصرف ونقلها الى نظام المعالجة الاقليمي. جميع الاعمال يتم تنفيذها وفقا لكل التصاريح اللازمة وبالتنسيق الكامل مع سلطة الطبيعة والحدائق والصندوق القومي اليهودي وهيئات البيئة الاخرى. الشركة تتخذ جميع التدابير اللازمة لتقليل الاضرار التي ستلحق بالمشهد الطبيعي، واعادة تاهيل المنطقة بعد انتهاء الاعمال بحسب تعليمات الجهات المهنية.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى