ترجمات عبرية

هآرتس: هل جهات أخرى ستغادر إسرائيل؟ عملية صندوق الثروة النرويجي تجسد العلاقة بين السوق والجيش الاسرائيلي

هآرتس/ ذي ماركر – حجاي عميت – 13/8/2025 هل جهات أخرى ستغادر إسرائيل؟ عملية صندوق الثروة النرويجي تجسد العلاقة بين السوق والجيش الاسرائيلي

محظور الاستخفاف بالحدث غير المسبوق الذي اعلن عنه امس صندوق الثروة السيادي في النرويج، وهو جسم الاستثمارات الأكبر في العالم الذي تقدر قيمته بـ 1.9 تريليون دولار. الصندوق اعلن انه سيلغي جميع العقود مع مدراء العقارات الذين يعالجون استثماراته في إسرائيل، وانه باع ممتلكاته في 11 شركة من بين 61 شركة إسرائيلية تمتلك اسهمها بسبب مس إسرائيل بالسكان المدنيين في غزة وفي الضفة الغربية.

في الوقت الذي اعلن فيه الصندوق عن 11 شركة، المجلة الاقتصادية في النرويج “إي24” نشرت اسم 17 شركة إسرائيلية باع فيها الصندوق أسهمه منذ 1 تموز الماضي. حسب التقرير هذه الشركات هي “محركات بيت شيمش”، “مجموعة عاموس لوزون للطاقة”، “ايزوريم”، “ديلك ريخف”، “ال عال”، “اينرجيكس”، “ايتورو”، “ماكس ستوك”، “لفنشتاين للهندسة”، “بريون”، “بريوريكت”، “رامي ليفي”، “ريت1″، “ريتايلوريس”، سكوب للمعادن”، “سيلع للعقارات” و”تورباز”.

كرة الثلج هذه بدأت في التدحرج في الأسبوع الماضي، عندما كشفت وسائل الاعلام في النرويج عن ممتلكات الصندوق في شركة محركات بيت شيمش الإسرائيلية، التي تقدم الخدمات للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك صيانة الطائرات القتالية. يبدو انه لم يكن الامر يتعلق بانباء. فالصندوق بدأ الاستثمار في شركة محركات بيت شيمش منذ 2023، الشركة لا تخفي أي شيء من نشاطاتها، وممتلكات الصندوق في إسرائيل مفصلة في التقارير التي تنشرها ف الانترنت. الصندوق يملك اسهم في الشركة تبلغ قيمتها 15 مليون دولار حتى نهاية 2024.

الامر الذي تغير هو بالطبع قرار الكابنت الإسرائيلي بشن معركة للسيطرة على غزة خلافا لكل التحذيرات الدولية. في محادثة مجموعة أمس بعد نشر التقرير الربعي للصندوق، الذي يمتلكه البنك المركزي النرويجي، اكد المدير العام نيكولاي تينغن، بان الصندوق بدأ الاستثمار في شركة محركات بيت شيمش بعد شهر على اندلاع الحرب في غزة. حسب التقرير في مجلة “إي24” باع الصندوق منذ 1 تموز حصته في الشركة، بعد ان زاد في السابق هذه الحصة في النصف الأول من هذه السنة بالتحديد.

خطوة صندوق الثروة النرويجي التي ينفذها، لن تضعضع سوق رأس المال في إسرائيل بحد ذاتها، لكن السؤال هو هل هذه الخطوة لا تشير الى الخط الذي ستسير فيه في اعقاب الصندوق جهات استثمارية دولية أخرى. 

امس اعلن أيضا صندوق التقاعد النرويجي كي.ال.بي انه يقوم بتصفية ممتلكاته في شركة نيكست فيجن الإسرائيلية، لان هذه الشركة توفر قطع أساسية للمسيرات التي تعمل في غزة. في الأسبوع الماضي نشر صندوق التقاعد في الدانمارك بي.بي.يو، الذي يدير 14 مليار يورو، بانه باع ممتلكاته في شركات اير.بي.ان.بي وبوكينغ واكسبيديا بسبب نشاطاتها في المستوطنات في الضفة الغربية.

في استراليا يستخدم ضغط جماهيري على صندوق المستقبل للدولة، الذي يدير 200 مليار دولار استرالي، من اجل وقف استثماراته في الشركات الداعمة للمستوطنات وشركات السلاح الإسرائيلية. هكذا أيضا في نيوزيلندا، الدولة التي يوجد فيها الصندوق الموازي للصندوق الأسترالي يدير مبلغ مشابه. 

كل صندوق من هذه الصناديق لا يدير مبلغ كبير في إسرائيل. صندوق نيوزيلندا مثلا يستثمر في شركات إسرائيلية مبلغ 35 مليون دولار. السؤال هو الى اين ستصل موجة الارتداد التي يحدثونها. 

سيف ذو حدين

مع ذلك، الفحص الذي اجريناه في قائمة الشركات التي امتلك الصندوق أسهمها حتى نهاية 2024 يثبت الى أي درجة كانت صحيحة المقولة القديمة لدافيد بن غوريون، “كل الشعب جيش”. وتنطبق على سوق رأس المال الإسرائيلية، والى أي درجة يسهل إيجاد علاقة بين الشركات إسرائيلية والجيش الإسرائيلي بشكل عام، ومع الحرب في غزة بشكل خاص، في محفظة الصندوق النرويجي.

عمليا، وزارة الدفاع الإسرائيلية هي زبون ذهبي من ناحية القطاع التجاري في إسرائيل، هي زبون كبير وثابت، الذي يأخذ وقت من المزودين الى ان يدفع لهم، لكن لا يوجد خطير في ان يفلس. بناء على ذلك الشركات الإسرائيلية تلوح بعلاقتها مع الوزارة. ولكن كلما تغير المناخ السياسي فان هذا التفاخر بالعلاقات مع الجيش الإسرائيلي يمكن ان يتحول الى سيف ذو حدين. 

احدى الشركات، التي صندوق الثروة النرويجي وصندوق التقاعد النرويجي امتلك أسهمها في نهاية 2024، هي شركة نيكست فيجن. ممتلكات صندوق الثروة فيها تبلغ 16 مليون دولار، الشركة التي أظهرت أرباح بنسبة 186 في المئة فقط في السنة الأخيرة والتي توفر حل التصوير للمسيرات، حسب تقرير “إي24” في هذه الاثناء الصندوق لم يقم ببيع أسهمه فيها.

شركة أخرى، التي في هذه الاثناء لا يوجد أي تقارير بان الصندوق باع ممتلكاتها فيها، هي شركة “فان” لتكنولوجيا العلوم. الصندوق كان يملك في نهاية 2024 اسهم بمبلغ 5 ملايين دولار فيها. شركة فان معروفة بنشاطاتها التي تستعين فيها بمصادر خارجية، مع ذلك استحوذت قبل سنتين على شركة ويبكس، وهي الشركة التي تعمل على تطوير أنظمة تحليل المعلومات والقيادة والتحكم في المجال الأمني.

اذا ازدادت وبحق موجة المقاطعة المالية لإسرائيل، فان القسم الثاني من مقولة بن غوريون، “كل البلاد جبهة”، يمكن ان يكون صالح أيضا في سوق رأس المال.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى