هآرتس: هل الجمهور مستعد لحرب حتى النهاية من اجل اجراء انتخابات نزيهة؟

هآرتس – روغل الفر – 25/8/2025 هل الجمهور مستعد لحرب حتى النهاية من اجل اجراء انتخابات نزيهة؟
محللون سياسيون في كل وسائل الاعلام الاسرائيلية يواصلون تفسير سلوك بنيامين نتنياهو بمفاهيم من سياسة انتخابات. وكأنه يتطلع الى تحقيق شيء يجلب له الفوز في صناديق الاقتراع، رغم انه يبدو ان كل ما يحاول تحقيقه وكل ما يحققه بالفعل، لا يغير وضعه في الاستطلاعات، ولن يغير وضعه في المستقبل، مع الاخذ في الحسبان انه باستثناء قاعدته، الجمهور يعارض خطواته وحتى انه غاضب منها ويعتبرها بالتحديد ذريعة لازاحته.
المحللون يواصلون التعامل مع انتخابات 2026 كحقيقة واقعة، وكخط احمر سيخشى نتنياهو من تجاوزه. ولكن بنظرة ذكية فانه من الواضح ان التفكير بان نتنياهو سيجري انتخابات نزيهة وانه سيحترم نتائجها، هو اعتقاد ساذج، ينبع من العمى والخوف من مواجهة دحضها وفصلها عن الواقع. السؤال الكبير الذي يقلقني، والذي اذهب للنوم معه كل ليلة واستيقظ معه كل صباح، ويبدو لي في هذه الاثناء انه المسالة الاكثر اهمية لمستقبل اسرائيل، هو ما الذي سيفعله الجمهور اذا قام نتنياهو بافشال الانتخابات، سواء عن طريق الغائها او تاجيلها او سن قوانين هدفها ضمان فوزه بطرق غير ديمقراطية أو عدم الاعتراف بنتائجها؟.
في نهاية المطاف من الان اصبح من الواضح لكل عاقل انه ستكون حاجة الى النضال على اجراء انتخابات نزيهة في 2026، وان هذا النضال سيكون صعب ومرير وطويل ومتطلب ومتعب. هذا النضال يجب على الجمهور القيام به، الذي من الان يظهر علامات واضحة للاستسلام رغم المظاهرة الكبيرة في الاسبوع الماضي التي دعت لاعادة المخطوفين والتي كانت لها اهمية رمزية فقط، لكنها من ناحية عملية لم تغير أي شيء في سياسة نتنياهو. المظاهرة الكبيرة التي تفرقت فور انتهاءها. المواطنون الغاضبون والقلقون لن يبقوا في الشوارع. فقد عادوا الى روتين حياتهم ولم يحققوا حتى القليل من اهدافهم.
نحن اصبحنا نعرف انه عندما يخرب نتنياهو الانتخابات فان زعماء مثل يئير غولان واهود باراك سيطلبون من الجمهور القيام بعصيان مدني جماعي. هما سيطلبان من مليوني شخص الخروج الى الشوارع والبقاء هناك. هما سيطالبان بعدم دفع الضرائب. ولكن هل هذه الدعوات ستتحقق، أو أنها لن تكون اكثر من شعارات جوفاء تحصل على استجابة قليلة؟ ما الذي سيفعله الجمهور، هل هو مستعد لحرب حتى النهاية من اجل اجراء انتخابات نزيهة؟ هل سيلتزم بحرب ضروس من اجل هذا المبدأ؟ اذا كان كذلك فهل بقيت له القوة لتحقيق التزاماته؟ هل أي احد يعرف الجواب؟ العقل يقول بان الجواب هو لا.
الجمهور العاجز عن وقف الجرائم ضد الانسانية التي ترتكب باسمه في غزة، الذي يوافق بخضوع، أو بمظاهر الاحتجاج الرمزية وعديمة الجدوى، سحقه الممنهج كل يوم، ويوافق على الاحتلال والابرتهايد في الضفة، وغلاء المعيشة المخيف، والحقوق الزائدة للحريديين، والانقلاب النظامي – لن يجد لديه القوة والتمسك بالهدف، المطلوبين للقيام بالنضال والعصيان المدني طوال الوقت، بدون تهاون أو تنازل، وبنفس درجة التصميم الايديولوجي التي يعرضها الطرف البيبي – الكهاني.
لا شك ان نتنياهو يعتمد على ذلك. فهو تقريبا ينوي الاستعانة بمن سيتولى رئاسة الشباك في 2026، دافيد زيني، الذي سيوفر الدليل على الارهاب الفوضوي، الخائن، الممول من قبل جهات اجنبية معادية. هذا يعني ان النضال من اجل الانتخابات لن يكون صعب فقط، بل مخيف ايضا، وسيترتب عليه ثمن باهظ. مع ذلك، القلب يامل بان حشد كبير، منظم وموحد، سيقوم ويرفض تفويت الفرصة الاخيرة لاسقاط نظام نتنياهو المتخلف. توجد أمنية في القلب.