هآرتس: هذه ستكون لجنة معادية، وسينجو نتنياهو منها

هآرتس 26/12/2025، إسرائيل هرئيل: هذه ستكون لجنة معادية، وسينجو نتنياهو منها
لو كنا دولة يتمتع قادتها، المدنيون والعسكريون، بالشرف لكان عليهم الاستقالة بعد 7 أكتوبر بفترة قصيرة. ولكن عندما استعاد الجيش الإسرائيلي الوعي وتبين بوضوح ان على راس المعركة السياسية والعسكرية يمكن ان يقف رئيس حكومة ووزير دفاع ورئيس اركان وقادة آخرين، لا صلة لهم بالامر، حينها كان من المفروض تشكيل لجنة تحقيق رسمية، هدفها الرئيسي اقتراح طرق لمنع تكرار كارثة مشابهة في المستقبل.
في البداية معظم الجمهور، بقيادة وسائل الاعلام، طالب بلجنة كهذه. سياسيون في اليسار وفي اليمين اعلنوا عن تاييدهم لتشكيلها. ولكن القيادة العليا في الدولة، المدنية والعسكرية، تآمرت كي لا يتم تشكيلها.
الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن اجروا تحقيقات خاصة بهم. وسائل الاعلام، مثل الجهاز السياسي والضباط النزيهين، وجدوا مغالطات في هذه التقارير، بل حتى وجدوا إخفاء متعمد لمسؤولية القادة. مع ذلك، بعد تحقيقات كثيرة من زوايا مختلفة كشف عنها في الـ 26 شهر الأخيرة، باتت الصورة العامة واضحة تماما. فقد دفع معظم كبار الضباط الذين كان عليهم دفع الثمن، ثمنا باهظا شخصيا. فبدلا من الاحتواء عاد الجيش الإسرائيلي وبقوة الى المبدأ القديم “من جاء ليقتلك عليك التبكير في قتله”.
الحكومة نجحت في اقناع الجمهور الذي يؤيدها سياسيا، خاصة بنيامين نتنياهو، بان لجنة تحقيق رسمية التي سيتم تشكيلها من قبل رئيس المحكمة العليا ستكون لجنة معادية، هدفها استبدال الحكومة. يجب الاعتراف بان هذه حجة لا يمكن دحضها. مقاربة اسحق عميت – وسلوكه بالتحديد – في المسائل المبدئية التي تقسم الشعب تميل بشكل واضح ضد مواقف الحكومة المنتخبة.
الى جانب فقدان اليسار للمسار الصحيح، هو فقد أيضا الحكمة السياسية، وهنا يكمن ضمان بقاء نتنياهو في الحكم لسنوات طويلة. لجنة تحقيق رسمية ستشير اليه بالفعل باعتباره المتسبب الرئيسي بالكارثة (بحق وبدون أي تحيز! فهذا الشخص هو الذي قام ببناء حماس مع القطريين، وهذا ما اتفق عليه معظم قادة الجيش والشباك على مر اجيالهم). ولكن كشخص تعود على التملص من المواقف الصعبة سيقوض فكرة عودة اليسار الى السلطة بتحميله وحدة للمسؤولية (اذ لم يوقظه احد في ليلة 6 – 7 أكتوبر. وهذا ما حدث بالفعل).
إضافة ما سبق، فان قضية قطر غيت اكثر خطرا من أي قضية سابقة. مرة أخرى يجب ان لا تحول الى صراع بين اليمين واليسار. واذا حدث ذلك فقد يخسر الليكود برئاسة نتنياهو بعض المقاعد في الانتخابات القادمة، لكنه سيعيدها بسرعة عندما تهدأ الأمور، وهكذا ستكون الحال أيضا في الانتخابات الحقيقية.
طالما استمر اليسار وابواقه في التصرف بعداء وكراهية تجاه الخصوم السياسيين (مثلما فعل دائما، لا سيما منذ الإصلاح القانوني) فان نفوذه سيتضاءل. لقد سئم معظم الجمهور في اليمين – وسط من سلوك نتنياهو ومحيطه السياسي ومن شخصيته الفاسدة. مع ذلك، عندما يتعرض هذا الجمهور لوابل من الكراهية فانه يضطر إزاء شرين الى اختيار الاهون من بينهما: الذين يتعاطف معهم سياسيا في نهاية المطاف.



