هآرتس: نعم للدولة الفلسطينية: نتنياهو يمكنه أن يقوم بخطوة مهمة لصالح اسرائيل

هآرتس 17/10/2025، عاموس شوكن: نعم للدولة الفلسطينية: نتنياهو يمكنه أن يقوم بخطوة مهمة لصالح اسرائيل
“المعركة لم تنته. ما زالت توجد تحديات امنية كبيرة جدا امامنا، بعض اعداءنا يحاولون إعادة بناء انفسهم من اجل مهاجمتنا مرة أخرى”، هذا ما قاله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عشية إعادة المخطوفين في بيانه للجمهور. كالعادة هو لم يقل الحقيقة. لا يوجد امام إسرائيل أي تحد امني اكبر من ولاية نتنياهو الحالية، عمليا، ولايته منذ بدأت للمرة الثانية في 2009.
في القضية الأكثر حسما لامن إسرائيل – علاقاتها مع الفلسطينيين، وهي العلاقات التي حددت أيضا علاقة ايران بإسرائيل – فان الاستراتيجية الأمنية لنتنياهو كانت وما زالت استراتيجية غوش ايمونيم: استيعاب الإرهاب وقتل اليهود، وأيضا محاربته، الى جانب سرقة الأراضي من المناطق التي تم تخصيصها في خطة التقسيم للأمم المتحدة للدولة العربية.
نتنياهو رفض استراتيجية سلفه في منصب رئيس الحكومة اهود أولمرت، الذي أوضح لمحمود عباس في عدة لقاءات بينهما بانه معني بالتسوية مع الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل. نتنياهو لم يبادر في أي مرة الى اجراء لقاء مع عباس وقرر رعاية حماس من اجل خلق واقع فيه السلطة الفلسطينية لا تمثل الفلسطينيين، لذلك فانه لا يجب التحدث معها. يصعب فهم كيف ان نتنياهو الذي يعتبر شخص ذكي اعتقد ان الاستراتيجية التي تبناها يمكن ان تكون قابلة للعيش بدون التسبب بانتفاض الفلسطينيين. وقد زادت حكومته الحالية على ذلك، حيث انها بوقاحتها نصت في وثائقها الأساسية بانه فقط يوجد لليهود الحق في الاستيطان في المناطق بين البحر والنهر. في خطابه السنوي في الأمم المتحدة في أيلول 2023 قال نتنياهو بغطرسة ان إسرائيل ستوقع على اتفاق سلام مع السعودية بدون ان يكون للفلسطينيين أي حق فيتو على مثل هذا الحدث، وأيضا لا يجب ان يكون لهم مثل هذا الحق. من الواضح انه باقواله هذه استدعى هجوم 7 أكتوبر الذي حدث بعد أسبوعين من اللقاء.
وقاحة حكومة نتنياهو الحالية تتمثل أيضا بالحرب التي تشنها ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة في الضفة الغربية. وهذه تشمل إقامة مزارع معزولة من اجل احتلال الأراضي واتخاذ قرارات لبناء مستوطنات جديدة وإرهاب يهودي بدعم الجيش الإسرائيلي والحكومة، الذي استهدف طرد الفلسطينيين من أماكن سكنهم من اجل اخلاء مناطق للمستوطنات وقتل الجيش الإسرائيلي ألف فلسطيني في المناطق المحتلة منذ 7 أكتوبر. “سنضم 82 في المئة من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية”، اعلن سموتريتش عن نية الحكومة، الذي تنفيذه سيشكل خرق للقانون الدولي وقرارات مجلس الامن. وحقيقة ان رئيس الحكومة يسمح بكل ذلك هي التحدي الأمني لإسرائيل. علاج كل هذه الكوارث التي انزلها نتنياهو على إسرائيل وعلى الشعب اليهودي بشكل عام هو موافقة إسرائيلية مستعجلة على إقامة الدولة الفلسطينية، كما يريد معظم العالم، بما في ذلك أصدقاء إسرائيل. هنا المكان المناسب للتذكير مرة أخرى بما قاله ردا على خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة في أيلول 2024، وزير خارجية الأردن ايمن الصفدي، عندما كان يقف بجانبه وزير خارجية السعودية ووزير خارجية مصر ورئيس الحكومة الفلسطينية:
“رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو وقف هنا واعلن بان إسرائيل محاطة بمن يريدون تدميرها… بالنسبة لنا، نحن ممثلو الدول العربية، لدينا تفويض من 57 دولة، وتوجد لدينا الرغبة في ضمان أمن إسرائيل في سياق انهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة… هل انتم (المراسلون) يمكنكم سؤال رئيس حكومة إسرائيل عن نهاية العملية من ناحيته، باستثناء الحرب، وحرب أخرى وقتل؟”.
بعد ذلك قال الصفدي: “جميعنا نريد السلام. إسرائيل ستحصل على السلام والاستقرار اذا انهت الاحتلال ووافقت على الانسحاب من المناطق المحتلة على أساس حدود 1967. هذه هي روايتنا. ولكن خلال ثلاثين سنة إسرائيل قتلت كل احتمالية للسلام. نحن نريد السلام وتوجد لدينا خطط للسلام، لكن إسرائيل لا توجد لها أي خطة، خطتها هي تدمير غزة ولبنان. لا يوجد لنا شريك في إسرائيل”.
يجب إضافة الى هذه الاقوال أيضا اقوال رئيس اندونيسا، الذي قال في هذه السنة بان بلاده ستعترف بإسرائيل كدولة ذات سيادة، التي يجب ضمان امنها اذا اعترفت بالدولة الفلسطينية.
في الواقع اعتراف كهذا وعمل جدي وايجابي من ناحية إسرائيل، السماح بإقامة الدولة الفلسطينية، من خلال علاقة غير متعالية مع السلطة الفلسطينية ورؤيتها كشريكة مساوية لإسرائيل – مع اتفاقات امنية، وتعليم جديد للمجموعتين السكانيتين، واقتصاد وشؤون أخرى توجد في أساس العلاقة بين دولة وجارتها، ستضمن بالصورة المثلى أمن إسرائيل.
بعد هذه الخطوة ستتقلص بشكل دراماتيكي التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل. خلال فترة قصيرة ميزانية الدفاع ستنخفض الى النصف ومكانة إسرائيل في العالم، في الدول العربية وفي أوساط مواطني إسرائيل الفلسطينيين، ستتحسن بدرجة كبيرة جدا، وفي الدولتين الجارتين سيكون هناك ازدهار اقتصادي كبير.
نتنياهو يجب عليه اتخاذ قرار والقيام بخطوة هامة لصالح إسرائيل، وليس العمل ضدها كما يفعل منذ سنوات.