ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو يحاول حرف الانتباه من اجل تخفيف ضغط الاحتجاج حول المخطوفين ويواصل خداع ترامب

هآرتس – عاموس هرئيل – 29/8/2025 نتنياهو يحاول حرف الانتباه من اجل تخفيف ضغط الاحتجاج حول المخطوفين ويواصل خداع ترامب

في هذه المرحلة لا توجد أي أهمية للتقارير التي تأتي من المشاورات في المستويات السياسية العليا حول طاقم المفاوضات الذي سيتم ارساله في الفترة القريبة القادمة الى وجهة جديدة غريبة، وعن اقتراحات محدثة التي ربما ستنقلها دول الوساطة في الاتصالات حول صفقة التبادل. حسب معرفتنا فان المفاوضات حول الصفقة ما زالت عالقة. القناة الوحيدة التي يتم حسم الأمور فيها تجري هاتفيا بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. مثلما نشر هنا حاييم لفنسون أول أمس، فان نتنياهو نجح في خطة تجنيد ترامب الى جانبه، الرئيس الأمريكي يصدق تفسيرات رئيس الحكومة وكأنه يمكن هزيمة حماس بعملية عسكرية سريعة من خلال احتلال مدينة غزة. هذا هو سبب أن ترامب في هذه الاثناء لا يضغط على نتنياهو من اجل الموافقة على الصفقة. 

رد حماس الإيجابي الذي قدمته لدول الوساطة، مع تحفظات صغيرة في 18 آب، منذ ذلك الحين نتنياهو يقوم بالتسويف. لم يتم إعطاء رد إسرائيلي على الاقتراح، ومشكوك فيه أن يتم إعطاء هذا الرد. المنشورات استهدفت حرف الانتباه وتخفيف الضغط الذي ينبع من المظاهرات الكبيرة التي تنظمها هيئة عائلات المخطوفين. ولكن ترامب يفترض ان نتنياهو جدي، وانه في القريب الجيش الإسرائيلي سيحقق إنجازات عسكرية كبيرة. من هنا جاء التقدير الذي اسمعه الرئيس في هذا الأسبوع وكأن الحرب يتوقع ان تنتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف اسمع تنبؤ حذر أكثر، حتى نهاية السنة. بعد ذلك ترامب تراجع تقريبا. 

الواقع على الأرض ما زال بعيد عن الوهم الذي يبيعه نتنياهو لترامب. الاستعداد للعملية يجري ببطء. أوامر تجنيد عشرات آلاف رجال الاحتياط تم توقيتها في 2 أيلول، أيضا في حينه الامر سيحتاج الى القيام بعمليات كثيرة قبل السيطرة على مدينة غزة – الكابنت، كما نعرف، صادق على عملية السيطرة وليس على عملية احتلال كاملة للمدينة. موقف رئيس الأركان ايال زمير معروف. فهو يفضل الصفقة على العملية العسكرية، حتى صفقة جزئية. هو يشكك في ان الدخول البري الى المدينة سيشكل فرق، كما وعد نتنياهو ترامب، وهو يخشى على حياة المخطوفين والجنود. المعلومات الاستخبارية لدى الجيش الإسرائيلي غير دقيقة بما فيه الكفاية، وسيكون من الصعب القيام بعملية برية واسعة وطويلة في غزة بدون تعريض حياة المخطوفين للخطر. وهناك صعوبة أخرى تكمن في اخلاء السكان.

نتنياهو ما زال يتفاخر بانجازه في أيار 2024، في حينه حذره الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بان إسرائيل لن تنجح في اخلاء مئات آلاف السكان من رفح، لكن الاخلاء استكمل في غضون بضعة أيام. في هذه المرة كل شيء يتحرك بشكل ابطأ. الجيش الإسرائيلي طلب من المواطنين الاخلاء والتوجه نحو الجنوب، لكن فقط بضعة آلاف تركوا مدينة غزة في الأسابيع الأخيرة. أيضا بسبب أن مناطق اللجوء التي حددها الجيش لا يبدو أنها آمنة. في النقاشات الداخلية قدرت الاستخبارات بان 800 ألف شخص، أي ثلث الذين يوجدون في مدينة غزة، لن يوافقوا على طلب المغادرة. المعنى هو انه اذا صممت الحكومة على الاستمرار في العملية فانه سيتم استخدام خطوات اكثر عنفا، وسيعرضون للخطر حياة الكثير من السكان.

العميد احتياط آساف اوريون، من معهد واشنطن الأمريكي، قال ان الحكومة تقدم عرض مزيف حول العملية العسكرية. وقد قال “هنا يوجد تاطير كاذب لاحتمالات، بين هزيمة حماس واستسلامها، مع تجاهل انه بقي في القطاع فقط توابع لحماس وليس منظومة عسكرية منظمة، ومعالجتها تقتضي معركة في اليوم التالي. هذا يشبه علاج مرض السرطان: العملية نجحت، والان جاء وقت العلاج الكيميائي. ولكن في هذه الحالة الجراح يصمم على مواصلة العملية الجراحية لانه سيحصل على ساعات إضافية”. 

يصعب التنبؤ أو القول بيقين ان ترامب سيفقد الصبر. من الواضح انه كان يريد ان تنتهي الحرب. كل بضعة أيام يعبر عن عدم الرضا عن الوضع في القطاع، وهكذا فانه يدفع ضريبة كلامية لمؤيديه الذين ملوا من سلوك إسرائيل في غزة، لكن حتى الآن هو لم يضع أي انذار نهائي حول ذلك لنتنياهو. بالعكس، اذا كان في الكابنت الإسرائيلي أي خلاف بين الصقور (بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير وبدرجة معينة نتنياهو ورون ديرمر) وبين الأقل صقورية (آريه درعي وجدعون ساعر)، فانه في هذه الاثناء ترامب يقف بالضبط مع المجموعة الأولى.

مساء أول أمس، مثلما قال براك ربيد في “اخبار 12″، جرت مشاورات أولية في البيت الأبيض حول خطة “اليوم التالي” في القطاع. كان بين المشاركين أيضا شخصيات سابقة مثل صهر ترامب جارد كوشنر ومبعوث الرباعية طوني بلير. ديرمر تحدث عن بلير، رئيس الحكومة البريطانية السابق، وكأنه يتحدث عن “الرئيس المستقبلي لغزة”. مع الاخذ في الحسبان الإنجازات السابقة لهذه المجموعة فسيصعب إيجاد التشجيع. في هذه الاثناء لم نتقدم كثيرا عن تخيل الذكاء الصناعي لترامب حول الريفييرا التي فيها فنادق على شاطيء غزة والخالية من الفلسطينيين. رئيس الحكومة محق مبدئيا في طلبه اقصاء حماس عن الحكم في قطاع غزة، لكن جزء كبير من المشكلة يكمن في رفض نتنياهو قبول أي تدخل للسلطة الفلسطينية كبديل عن حماس. مشكوك فيه ان هزيمة حماس التي وعد نتنياهو بها ترامب هي هدف قابل للتحقق. لا يوجد هنا سيناريو رفع العلم على جزيرة ايوجيما، مثلما يتخيل الرئيس الأمريكي ترامب. 

في مناطق واسعة في القطاع حماس تم تجريدها من قدرتها العسكرية الرئيسية، وفقدت سلسلة قيادتها عدة مرات، في كانون الثاني عندما اعلن عن وقف اطلاق النار بعد الصفقة التي توسط فيها بايدن واكملها ويتكوف، كانت حماس في نقطة الحضيض الدراماتيكي لها. وما يحدث منذ ذلك الحين هو إعادة بناء بطيئة لشبكتها، التي تعمل الآن في معظمها في اطار حرب العصابات، واحيانا، مثلما في الهجوم الفاشل على موقع دفاعي للواء كفير في خانيونس في الأسبوع الماضي، تحاول اخراج الى حيز التنفيذ عملية مركزة طموحة اكثر. في هذه الاثناء يصعب وصف وضع فيه الحمساوي الأخير يلقي سلاحه في ظل عدم وجود وقف لاطلاق النار متفق عليه. المؤكد اكثر هو انه ستبقى هناك جيوب مقاومة عنيدة لفترة طويلة. ليس بالصدفة ان الجيش الإسرائيلي يقدر بان العملية ستمتد لاشهر.

اربع قذائف

في هذا الأسبوع ثارت عاصفة دولية حول الحادثة في مستشفى ناصر في خانيونس، التي قتل فيها 22 فلسطيني بأربع قذائق لدبابة إسرائيلية. من بين القتلى كان صحافيون وعمال إغاثة، والصور تظهر بوضوح ان اطلاق استمر أيضا بعد ان بدأت الطواقم الطبية باخلاء وعلاج المصابين. إزاء الردود الشديدة، حتى من الولايات المتحدة، اضطر نتنياهو والجيش الإسرائيلي الى نشر بيانات تعبر عن الأسف، باللغة الإنجليزية. وللجمهور في إسرائيل تم تسويق بسرعة معلومات تربط حوالي نصف القتلى بحماس، وشرحت بان الجيش الإسرائيلي قام بمهاجمة كاميرا توجد على السطح، “كانت تراقب الجنود”.

هذه الحادثة اثارت الاهتمام بهوية المصابين. ولكن الحقيقة المحزنة هو انه كل يوم عشرات من المدنيين الفلسطينيين يقتلون في القطاع بنار الجيش الإسرائيلي في احداث كثيرة. في معظم الحالات لا احد يكلف نفسه عناء التحقيق فيما حدث هناك: هل المس بقائد صغير لحماس أو مبنى يوجد حوله شك بوجود نشاطات عسكرية، يبرر القتل الجماعي لمدنيين يوجدون في محيطه. ما الذي بالضبط أدى الى موت الفلسطينيين الذين كانوا في طابور قرب مركز توزيع الطعام؟.

الجيش الإسرائيلي، مثل الحكومة والجمهور، لا يبالي بشكل عام بنتائج الحرب ضد حماس. لا يمكن تجاهل الدور الذي تقوم به هنا مشاعر الانتقام. هذا كان واضح بعد 7 أكتوبر، امام الصدمة التي اثارتها مشاهد المذبحة ضد سكان الغلاف وفي حفلة “نوفا”. ولكن بعد سنتين تقريبا فان الانتقام ما زال عامل رئيسي في العمليات. بقدر ما يمكن التشخيص فان الكثير من هذه العمليات، في ذروتها التدمير المنهجي لاحياء وبلدات كثيرة في القطاع، تاتي من الأسفل الى اعلى، من المستوى الميداني. ولكن هذا لم يكن ليحدث بدون غض النظر، واحيانا روح القائد تكون واضحة في المستوى الأعلى. هيئة الأركان تقريبا لا تتدخل في ذلك، والحكومة من ناحيتها راضية، ويكفي الاستماع الى لهجة التهديد والانتقام التي تبناها نتنياهو ووزير الدفاع كاتس، هذه تعبيرات لم يتجرأ أي زعيم في إسرائيل على استخدامها في أي يوم من الأيام. 

ما يتجاهله نتنياهو وكاتس هو العزلة الدولية الخطيرة التي دفعت سياستهما إسرائيل اليها. بالتحديد حول الحرب التي شنتها مع التبرير الكامل لخطواتها الأولى. هذه ليست فقط القتل والتدمير، بل النية الواضحة لشركائهم السياسيين الذين لم يعد نتنياهو يحاول اقصاء نفسه عنها: التدمير المطلق في القطاع، الاحتلال، طرد السكان وإعادة بناء المستوطنات هناك. في الخلفية، بصورة تقريبا لا تحصل على أي تغطية، سموتريتش يقوم بتوسيع عملية السيطرة على أراضي بمساحات كبيرة في الضفة الغربية. سيطرته المزدوجة، على المالية والصلاحيات المدنية في وزارة الدفاع، توفر الدعم لمستوطني التلال. وحسب تقرير نشره أمس امير ايتنغر في “يديعوت احرونوت” فان ديرمر اصبح يتحدث عن ضم مناطق في الضفة في الفترة القريبة القادمة. وحسب قوله فان السؤال هو فقط ما هي المساحة. في سعيه للبقاء، نتنياهو مستعد لتحمل أي مخاطرة، أيضا هنا الوحيد الذي يمكنه وقف ذلك، لكن في هذه الاثناء هو لا يحرك أي ساكن، هو ترامب. ربما يجب على احد ان يهمس في اذن الرئيس وقول شيء بسيط له: طالما ان الحرب في غزة مستمرة فأنت لن تفوز بجائزة نوبل للسلام. والإعلان النهائي عن هوية الفائز هذه السنة سيتم نشره في 10 تشرين الأول.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى