ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو يحاول إعادة النزاع الى الفورمالين، لكن الوقت يعمل في غير صالح اسرائيل

هآرتس – كارولينا ليندسمان – 29/8/2025 نتنياهو يحاول إعادة النزاع الى الفورمالين، لكن الوقت يعمل في غير صالح اسرائيل

في العام 2004 صاغ دوف فايسغلاس هدف خطة الانفصال باستعارة بدت له محكمة. “الخطة توفر الكمية المطلوبة من الفورمالين لمنع أي عملية سياسية مع الفلسطينيين”. وقد اعلن فايسغلاس بصراحة عما اصبح في عهد بنيامين نتنياهو الأيديولوجيا الرسمية: الحفاظ على الوضع الراهن. 

نتنياهو تفاخر بانه اتفق مع الأمريكيين على عدم التحدث عن اخلاء المستوطنات “الى حين أن يصبح الفلسطينيون فنلنديين”. هنا يتم طرح سؤالين. السؤال الأول هو هل إسرائيل حقا ارادت أن يصبح الفلسطينيون فنلنديين، أو أنه كان من المريح لها اكثر ان يبقوا “غير فنلنديين”، من اجل تبرير غياب الحل وتقسيم البلاد؟. السؤال الثاني هو من الذي وعد إسرائيل بانه في الوقت الذي تنتظر فيه ثورة الفلسطينيين الفنلندية، هي نفسها لن تتغير؟ من الذي جعلها تفترض بأنها لن تتشكل على صورة شبيبة التلال المتعجرفة والعنيفة؟ نحن شاهدنا احدهم في هذا الأسبوع في فيلم من الضفة وهو يقف امام أم فلسطينية بوجه يهودي متغطرس ويقوم بطردها مثل السيد القبيح الذي لا يمكن تخيل قبحه. كيف لا يوجد ما يمكن فعله: كل غطرسة وتفوق تشبه الأخرى.

نتنياهو يصف الصراع مع الفلسطينيين والحرب ضد حماس مثل الصراع بين الحضارة والبربرية. ولكن امام العدسات فان هذا التمييز يتلاشى. وجه فتى التلال ليس وجه حضارة، ووجه الام الفلسطينية ليس وجه البربرية. كل من يعتقد اننا فنلنديين ينتظر نضوج البرابرة يجب عليه النظر الى وجه اليهودي الذي يظهر في الأفلام التي تأتي من المناطق والسؤال: هل هذا هو فنلندي؟. نتنياهو يتصرف وكان الوقت لا يؤثر فينا، بل نحن الذين نؤثر فيه. توجد لنا مئات السنين لانتظار أن يقوم الإسلام باغلاق الفجوة. وفي غضون ذلك يمكننا مواصلة العمل من اجل بيتنا، وكأن الزمن توقف. ولكن هذا وهم خطير.

بالنسبة للحرب في غزة أيضا نتنياهو يخطيء عندما يعتقد ان الوقت يعمل في صالحه. فكلما مر الوقت منذ 7 أكتوبر فان الفجوة تبرز اكثر بين قوة إسرائيل وبين البؤس في غزة. كلما خسر الفلسطينيون، تم قتلهم وتجويعهم وطردهم، فانهم هكذا ينتصرون. وكلما ضربت إسرائيل اكثر، فهي تكون مثل الازعر الذي يضرب الجائعين والفقراء. في حضارتنا، ومن مثلنا يعرفون ذلك، فان الضحية هي سلاح الضعيف. التسويف في الوقت لا يؤدي الى الانتصار، بل الى الخسارة المتراكمة. أيضا امام الولايات المتحدة عقارب الساعة تسير الى الوراء، كل البيض موجود في سلة ترامب. ولكن حتى لو افترضنا ان دونالد ترامب هو المسيح المخلص، فانه في الولايات المتحدة توجد للمسيح فترة محدودة، 8 سنوات. “الاحتفال” سينتهي بعد ثلاث سنوات تقريبا. في هذه الاثناء إسرائيل فقدت الشباب الديمقراطيون، والآن تبين أيضا ان جيل المستقبل من الجمهوريين يغير الاتجاه.

لا يمكن انكار ان الوقت يعمل في غير صالح المجتمع الإسرائيلي. التفوق اليهودي ينتشر، الفلسطيني تم محوه واصبح انسان منغلق بين قوسين: “صحافي”، “طبيب”، “جائع”، “بريء”، “شعب”. الإسرائيلي لا يصدق أي تصرف من تصرفات الفلسطينيين، باستثناء تصرف المخرب. هذه هي الكلمة الوحيدة التي هي غير موجودة بين قوسين في وعي الإسرائيليين. 

مع ذلك، نتنياهو يستمر في تصميمه على الاعتقاد بان الوقت يعمل في صالحه. فهو على قناعة، بذكائه الكبير، أنه يقوم “بتحسين المواقع”، ويدمر غزة ويزرع الموت الجماعي، بأمل عقيم في إعادة النزاع الى الفورمالين. ولكن الفورمالين جيد فقط من اجل الحفاظ على الجثث، والحفاظ على الموت وليس الحياة. إسرائيل لا تعرف بانها تسير ضد الزمن. وعندما نفكر في ذلك فيبدو أن العد التنازلي لها قد بدأ


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى