ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو سيقول نعم لكل ما يطلبه ترامب، ودولة إسرائيل إلى الجحيم

هآرتس 21/11/2025، يوسي فيرتر: نتنياهو سيقول نعم لكل ما يطلبه ترامب، ودولة إسرائيل إلى الجحيم

مرفق فيما يلي قائمة الضفادع التي اضطرت حكومة بنيامين نتنياهو الوطنية اليمينية الى ابتلاعها من يد دونالد ترامب: إعادة الطائرات قبل ثانية من اطلاق القنابل في ايران؛ حلف دفاع مع قطر ردا على الهجوم المتهور على مسؤولي حماس في الدوحة؛ اجبار نتنياهو على الاعتذار امام العدسات لرئيس الوزراء القطري من خلال مكالمة هاتفية مهينة؛ انهاء الحرب في قطاع غزة قبل احتلال مدينة غزة بدون الوصول الى “آخر إرهابي”؛ مغازلة ساخنة وعلنية مع رجب طيب اردوغان؛ التعهد لمحمد بن سلمان ببيع عشرات طائرات اف35 للسعودية، بنفس مستوى الطائرات الإسرائيلية وبدون أي ذكر للتطبيع؛ اتفاق مبدئي على إقامة مشروع نووي مدني في السعودية؛ توقيع حلف دفاع بين الدولتين؛ قرار ملزم لمجلس الامن يرسخ الوضع في قطاع غزة ويمهد الطريق لدولة فلسطينية، ضمن أمور أخرى، على أساس الخطة الفرنسية – السعودية، التي شتمها وزراء الحكومة عندما قام الرئيس عمانويل ميكرون بعرضها في الأمم المتحدة، والآن هؤلاء الجبناء بابتلاع السنتهم.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بارك باللغة الإنجليزية الخطاب وتأرنب باللغة العبرية. لقد تسلمت إسرائيل الرهائن العشرين الاحياء ومعظم القتلى (خلافا لخطط رئيس الحكومة والكابنت الذين تخلوا منذ زمن عن اعادتهم)؛ وتمت مكافأة نتنياهو بمناشدة علنية في جلسة الكنيست وبرسالة وجهت للرئيس اسحق هرتسوغ لمنح “العفو” لهذا الشخص. هناك من قالوا انها صفقة القرن.

المبدأ الذي يعتبر مقدس في كل الإدارات الامريكية حتى الان، الذي يتمثل بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط، تم تحطيمه بجرة قلم من الرئيس الأكثر صداقة لاسرائيل. توجد امامه ثلاث سنوات في البيت الأبيض، ومن الواضح الى أين يتوجه. ولكن بنيامين نتنياهو لا يهمه كل ذلك. منذ فترة طويلة توقف عن وضع المصالح القومية – الأمنية لإسرائيل في المكان الأول، كما فعل كل رؤساء الحكومة السابقين (أيضا هو، حتى العقد الحالي ولا سيما في هذه الولاية). الان هو يرى فقط نفسه.

ترامب يمكنه إعطاء السعودية خمس غواصات نووية، وإعطاء الاتراك عشر قاذفات “بي12″، والقاء خطاب في البرلمان الفلسطيني في رام الله وارسال قوة متعددة الجنسيات الى الضفة الغربية من اجل إدارة الشؤون فيها بدلا من الجيش الإسرائيلي والشباك. نتنياهو سيبتلع ذلك وسيبارك باللغة الإنجليزية ويتجاهل بلغته الأم. كل ما يتوقعه من الرئيس هو مواصلة الضغط على هرتسوغ لمنحه العفو، إضافة الى التجند لصالحه في سنة الانتخابات. لانه لا يستطيع تحمل الهزيمة في هذه الانتخابات والتنحي عن الحكم في الوقت الذي ما تزال فيه محاكمته جارية. هذا الامر غير وارد في الحسبان.

من المرجح ان العرض الأمريكي هو نتيجة التعاون بين واشنطن والقدس. نتنياهو قام بلعب اللعبة: في محيطه سربوا بانه “غضب وضغط” من اجل تليين العرض الأصلي، رون ديرمر تم ارساله لتضليل الوزراء، هذا كلام فارغ، كل شيء يشبه بيبي. دافعه واضح: العفو والتاييد في الانتخابات. إنجازه الباهر هو ان شركاءه يصمتون. ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش المتبجحان، اللذان هددا عدة مرات بالانسحاب اذا تم وقف الوقت ولم يتم استئصال حماس ولم يتم سحق غزة بالكامل واذا ظهر مصطلح دولة فلسطينية في الكتابات في أي سياق سياسي – توقفا حتى عن التهديد. في أي يوم الاثنان لم ينويا فعل ذلك. عدة مرات افشل نتنياهو صفقات لتحرير المخطوفين بسبب هذه التهديدات. مئات الجنود قتلوا بسبب إطالة الحرب، وحكم على عشرات المخطوفين بمواصلة المعاناة والتعذيب في انفاق حماس لان احد ما خاف من ان تسقط حكومته.

بن غفير وسموتريتش بقيا في الحكومة رغم انه ليس لهما محاكمة يوجد فيها مسار واضح للادانة. ولكن توجد لهما أسباب أخرى: كل يوم يكونان فيه في الحكومة يقومان بالتغيير. سموتريتش في المناطق المحتلة التي وضعها نتنياهو تحت مسؤوليته، وبن غفير في الشرطة، ووزراء الحزبين في الوزارات التي تحصل على ميزانيات ضخمة لا تتناسب مع وزنهم، هم أيضا شركاء نشيطين في عملية تصفية الديمقراطية الإسرائيلية، وإخضاع وسائل الاعلام الحرة والتحييد الزاحف لحراس العتبة. تصفية وظيفة المستشار القانوني للحكومة ستساعد ليس فقط نتنياهو في محاكمته – الذي سيبذل كل محاولة لالغائها (عن طريق “النائب العام الخاص”)، بل هو سيساعدهم أيضا في مجالات كثيرة توجد تحت مسؤوليته.

يوجد لهما حلم اكثر أهمية يتقاسمانه مع زعيم الطائفة الذي يجلس في مكتب رئيس الحكومة في القدس: انزال ضربة قاضية بالديمقراطية الإسرائيلية التي ما زالت حية، مضروبة، نازفة ومهددة دائما. فقط كسر المرافق سينهي القصة. هو سيؤدي الى حملة انتخابات، التي نتائجها سيتم املاءها مسبقا، مثلما في تركيا، الصين وروسيا، والتي في نهايتها حكومة كارثة الغلاف والتخلي عن المخطوفين والإرهاب اليهودي والتهرب من الخدمة العسكرية، ستبقى على حالها. مثل نتنياهو، أيضا بالنسبة لهم المعارضة لا تعتبر خيار.

خمس ملاحظات

  • نتنياهو معني باستكمال ولايته، أي ان الانتخابات ستجرى في الموعد المحدد لها وهو 27 تشرين الأول 2026، وليس قبل بداية أيلول. من اجل ذلك هو سيضطر الى المصادقة على الميزانية حتى 31 آذار القادم. دعم الحريديين سيحاول ان يشتريه بمليارات الشواقل لان قانون الاعفاء لن يستطيع حياكته من اجلهم. امس صادق في الواقع على بدء النقاشات، لكن هذا استهدف كسب الوقت، وهو مجال يتميز به. لا توجد له اغلبية في الكنيست لقانون الاعفاء، وتوجد له محكمة عليا، التي أوضحت موقفها في هذا الأسبوع بعد ان قام اثنان من الحاخامات، لنداو وهيرش، بالموافقة على الدفع قدما بخدعة بوعز بسموت. هذه المليارات ستكون على حساب التعليم، الصحة، الرفاه، المواصلات ورجال الاحتياط. المخطوفون الذين تم اطلاق سراحهم سيتعين عليهم الاكتفاء بالمخصصات والدعم البائس الذي ترميه الحكومة لهم. لو انه كان بين الناجين عدد من طلاب المدارس الدينية الذين تهربهم هو عقيدتهم، فان وضعهم كان سيكون افضل بكثير، كانوا سيغرقون بالاموال.
  • ثلث وزراء الحكومة سيقررون ماهية تفويض لجنة التشهير بشان كارثة 7 أكتوبر. الاتجاه واضح: من أوسلو ومرورا بالانفصال وانتهاء بالشمال. من بين الجهات التي سيتم التحقيق معها المحكمة العليا والمستشارة القانونية للحكومة وحركات الاحتجاج ووسائل الاعلام. هذه الجريمة القبيحة لها ميزات كثيرة. فكلما ظهرت اللجنة مثل كاريكاتير فان موقف الجمهور منها سيكون متوافق مع ذلك. رأينا من عينه ياريف لفين للاشراف على التحقيق مع المدعية العسكرية العامة – قاض غير ناجح سمي “بطل المماطلة”، الذي أراد التنافس من قبل الليكود على رئاسة بلدية طبريا، والذي عين ابنه قاض من قبل لفين نفسه (كما كشف ميخائيل هاوزر طوف في “هآرتس”)، هكذا من المرجح ان يبدو أيضا مرشحه لرئاسة لجنة التشهير. هذا قبل ان تنظر محكمة العدل العليا في حيثيات القضية. وفقا للامر الصادر في هذا الأسبوع فانه سيتعين على الحكومة الشرح للقضاة لماذا لا يعد فشل 7 أكتوبر من نوع القضايا التي تتطلب صراحة تشكيل لجنة تحقيق رسمية. هناك تخمين: حتى اكثرهم تحفظا لن يصدق هذه النكتة المملة.
  • وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير قال في الكنيست: “انا امشي في الشارع وكثير من الناس يتقدمون مني ويقولون بانهم يريدون التطوع لفعل ذلك”. القصد هو عقوبة الإعدام للإرهابيين، وهو القانون الذي يروج له بدعم من نتنياهو. ممثل كبير في اتحاد الأطباء، الذي عرض موقف هذه النقابة الذي يقول بان الأطباء من غير المفروض قيامهم بالقتل بواسطة حقن السم، تم ابعاده من اللجنة على يد الرئيس تسفيكا فوغل (قوة يهودية) قبل ان يصرخ بن غفير عليه: “اعرف أطباء كثيرين سيكونون مسرورين بفعل ذلك”. كان هناك واحد نعرفه جميعنا، لكنه غير متاح، وهو باروخ غولدشتاين.
  • في مساء السبت ستقام مظاهرة في ساحة هبيمه في تل ابيب دعما للجنة تحقيق حكومية، نظمها “مجلس أكتوبر”، الذي يجمع مئات العائلات الثكلى في المجزرة وعائلات المخطوفين. وقد تمت دعوة جميع رؤساء المعارضة لهذه المظاهرة، وسيجلسون على المنصة ولكنهم لن يتحدثوا. بما يشبه اصص الورود. لأول مرة ستكون هناك صورة مشتركة للستة (بينيت، ليبرمان، لبيد، غولان، ايزنكوت وغانتس). سيدركون ان الشيطان ليس فظيع جدا. في النهاية، بعد اغلاق صناديق الاقتراع، من المفترض ان يحاولوا تشكيل حكومة معا، اليس كذلك؟ الخطوة التالية يجب ان تكون مظاهرة يتم تنظيمها ضد الحكومة.

اول مكالمة هاتفية اجراها يئير لبيد قبل إعلانه عن انضمام الجنرال احتياط نوعم تيفون لحزب “يوجد مستقبل” كانت مع غادي ايزنكوت. لبيد أراد التوضيح له بان العرض المقدم للجنرال احتياط، ان يأتي هو أيضا (وحتى ان يقف على رأس يوجد مستقبل)، ما زال ساري المفعول. تيفون هو من الشخصيات البارزة التي دخلت الى حياتنا بعد 7 أكتوبر. فقد هب هو وزوجته غالي معا في صباح يوم الهجوم الى منطقة الغلاف لإنقاذ ابنهما وعائلته. وتعوقا في الطريق من اجل اخلاء مصابين. ان ذهاب تيفون الى السياسة هو بالضبط ما سجله الطبيب. سوية مع يونتان شمريز، شقيق الون المخطوف الذي قتل بنار الجيش الإسرائيلي، ايال ايشل والد روني المراقبة التي حاربت وقتلت في موقع ناحل عوز، ونشطاء احتجاج آخرين (على امل أيضا ان تنضم عيناف تسانغاوكر الرائعة)، توجد احتمالية للتغيير.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى