ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو سيبذ جهد كبير لتحويل الكذب الى حقيقة، الامر الذي سيهله عليه العملاء

هآرتس 19/10/2025، ايريس ليعالنتنياهو سيبذ جهد كبير لتحويل الكذب الى حقيقة، الامر الذي سيهله عليه العملاء

هاكم الحقيقة واساسها في البداية: الحرب في غزة هي النموذج المثالي للفشل المطلق. المخطوفون قتلوا بنار الجيش، ومن بقوا منهم عانوا في اسر حماس، وعائلاتهم عانت من ألم فظيع. غزة تم تدميرها، عشرات آلاف الغزيين، من بينهم الاطفال الرضع والاطفال قتلوا، الجنود قتلوا أو اصيبوا، المصالح التجارية لرجال الاحتياط انهارت واحيانا عائلاتهم تفككت، مكانة اسرائيل في العالم في الحضيض والوضع سيتفاقم اكثر عندما ستدخل وسائل الاعلام الاجنبية الى القطاع وتكشف فقدان العقلانية الجماعي الذي يتجسد في هذا الدمار الذي ايضا كلف المليارات، والمخاطرة بعد سنتين ببقاء سلطة حماس في غزة. ولان ذلك هو صورة الوضع البائس فان على نتنياهو التعامل معها بمنظوره الخاص – كما يقال في الولايات المتحدة التي هي الوطن الام للمستعمرة الاسرائيلية – أي من خلال طريقة عرض الامور على الجمهور. جورج اورويل قال: قول الحقيقة في زمن الكذب والخداع هو عمل ثوري. لكن لا تتوقعوا من وسائل الاعلام عندنا أن تكون ثورية. فمعظم رؤساء التحرير في استوديوهات الاخبار يخافون من غضب السياسي البارز، والمراسلون يخدمون مصالحه بدون حرج، حتى التقرير الاخباري الصادر عن هيئة الاخبار العامة يفيد بقتل تمير نمرودي في الاسر بسبب قصف الجيش الاسرائيلي بعد ان تم اختطافه على قيد الحياة، اثار ضجة في الانترنت من قبل البيبيين. بارز بينهم كتب “صباح الخير، لماذا بربكم ما زلت امولهم؟”.

يجب فقط تذكر رد أبو الامة، دونالد ترامب، على هزيمته في الانتخابات، أو حسب ادعاء خبراء بان القصف الامريكي لم يدمر كليا المشروع النووي الايراني. زعماء من نوع معين يبتعدون عن الحقيقة مثل الابتعاد عن النار. لذلك، هو ايضا لا يريد الدخول الى تفاصيل الاتفاق. ولكن الموثوق هو انه لا يوجد فيه نزع سلاح حماس وابعاد قادتها واقامة حكم بديل في غزة، كما يحاول نتنياهو بيع ذلك للجمهور. من الآن نحن نشاهد في شوارع غزة نتائج القرار السخيف لادارة غزة بواسطة العائلات المسلحة: ابناؤها يذبحون على يد حماس، والسلاح الذي زودتهم به اسرائيل تم سلبه.

الحقيقة، قال البريطاني فيليب جيبس، هي المتضررة الاولى من الحرب. هنا يتم قتلها بشكل متعمد امام انظارنا، والكذب يصبح حقيقة رسمية. الحرب بدأت بفشل ذريع، والآن عندما وصلت الى نهايتها سيتم بذل جهود كبيرة لعرضها كقصة نجاح. لذلك، عمل نتنياهو الاول ليس تشكيل لجنة تحقيق رسمية، التي لا سمح الله ستحقق بعمق كي تصل الى الحقيقة، بل اقتراح لتغيير اسم الحرب الى “حرب القيامة” من اجل محو كل اثر للفشل المقرون مع 7 اكتوبر.

المشكلة هي انه في هذه الجهود التي تبذل لتمجيد الحرب سيكون شركاء من الجنود الذين قاتلوا في غزة، والعائلات الثكلى والجمهور، وكذلك وسائل الاعلام والمراسلين العسكريين في الاستوديوهات، المستعدين لتشكيل من تلقاء انفسهم اداة رئيسية لمعالجة المشاهد، وخلال ذلك الاتجار بالاراء التي كان الناس يتوقون لقبولها. كل ذلك سيسهل على نتنياهو مهمة طمس الحقيقة. كل الشركاء، سواء بارادتهم أو رغم انفسهم، توجد لهم مصالح مشتركة – على ذلك بالضبط اعتمد نتنياهو.

من لم يطلب من وسائل الاعلام الكتابة عما يحدث في غزة كي لا تنخفض المعنويات، وكان من الصحيح تقبل اقوال المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، حتى عندما كانت ادلة على أنها مضللة؛ من قام بتسمية المستشفيات التي قمنا بتدميرها ببؤر ارهابية، والاطباء الذين قمنا بقتلهم بنشطاء في حماس، ومن قال ان نتيجة سياسة التجويع هل حملة وتجاهل آلاف الاشخاص المجوعين الذين قتلوا في مراكز توزيع الطعام التابعة لجهاز المساعدة الانسانية – تقريبا كل وسائل اعلام التيار العام وغالبية الجمهور – لا يمكنه الآن التذمر والشكوى من ان نتنياهو سيلقمه بالاكاذيب عن تحقيق كل اهداف الحرب، وهكذا يمهد طريقه للفوز في الانتخابات.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى