ترجمات عبرية

هآرتس: من الصعب التقدير اذا كان نتنياهو ملتزما بالمخطط الذي ترك له مجال مناورة

هآرتس 1/10/2025، يونتان ليسمن الصعب التقدير اذا كان نتنياهو ملتزما بالمخطط الذي ترك له مجال مناورة

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اعلن بشكل علني عن موافقته على الخطة التي طرحها الرئيس الامريكي دونالد ترامب لانهاء الحرب. ولكن مصادر اسرائيلية واجنبية تتعامل بتشكك مع استعداده لتطبيق الآن جميع بنودها. كل الشهادات وصفت في السابق محاولات نتنياهو تعويق الاتصالات لعقد الصفقة وتشويشها، ضمن امور اخرى، بسبب الخوف من انهيار حكومته. والدليل على ذلك هو ان وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير، تفاخر في كانون الثاني بانه هو نفسه اوقف مرة تلو الاخرى تقدم الصفقة بسبب قوته السياسية.

يصعب التقدير الى أي درجة نتنياهو يلتزم بالخطة الحالية. في المستوى السياسي يعتقدون ان رئيس الحكومة اصلا لا يمكنه ان يعارض علنا مبادرة الرئيس الامريكي في هذه المرحلة. نتنياهو في خطابه في البيت الابيض اوضح بان اسرائيل لن تتردد في “انهاء العمل” والقضاء على قادة حماس ومقاتليها في غزة اذا لم تتعاون حماس مع الاتفاق. هذه اشارة ثقيلة على ان رئيس الحكومة يفضل حتى الان، لاعتبارات سياسية أو امنية، مواصلة القتال على الارض. بالتأكيد في الوقت الذي فيه الاتفاق المطروح من شانه ان يمكن قيادة حماس من البقاء في غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب.

الخطة الضبابية التي طرحها ترامب تبقي لنتنياهو هامش مناورة. بعد ذلك، في محادثات استهدفت ترجمة مبادئها الى بنود عملية، يمكنه ادخال عنزة وتصعيب على المجتمع الدولي التوصل الى تهدئة أو اقامة نظام بديل في غزة. ايضا التلميحات التي اسمعتها قطر أمس حول امكانية أن تطلب حماس تعديلات على الصيغة، يمكن ان تساعد نتنياهو في تصعيب تطبيق الاتفاق المقترح.

الخطة الحالية لا تشمل قرارات جوهرية بشان تنفيذها. حسب اقتراح ترامب فان نتنياهو من شانه ان يعلن عن انتهاء الحرب على الفور بعد اعلان الطرفين عن تاييد الاتفاق، وان يوقف النشاطات الهجومية في غزة. هذه العملية تستهدف التمهيد لتحرير المخطوفين الاسرائيليين خلال 72 ساعة، وان تثمر انجاز حقيقي لاسرائيل. ولكن الخطة التي اعلن عنها ترامب لا تشير ما اذا كانت اسرائيل ستكون ملتزمة بالاتفاق امام حماس اذا اعلنت بانه ليس جميع المخطوفين الاحياء محتجزين لديها أو أنه لا يمكنها العثور على كل جثث المخطوفين الذين تم دفنهم في المنطقة.

في نفس الوقت الخطة تنص على مفتاح كمي واضح لعدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم اطلاق سراحهم، ولكنها لا تتحدث عن هويتهم. هكذا يمكن لاسرائيل معارضة اطلاق سراح “الرموز”، السجناء الامنيين المعروفين، والتصادم مع حماس حول هذا الامر. سؤال آخر هو هل رئيس الحكومة سيوافق على “ابتلاع الضفدع” وأن يسمح لكبار قادة حماس بمواصلة العيش في غزة طبقا للشروط التي تظهر في الخطة، طالما أنهم “يلتزمون بالعيش بتعايش وسلام ونزع سلاحهم”. في كل الحالات الوثيقة تنص على ان اسرائيل ستكون ملزمة بتطبيق اجزاء في الاتفاق حتى لو رفضتها حماس في نهاية المطاف. في كل سيناريو سيضطر الجيش الاسرائيلي الى نقل السيطرة على المناطق التي سيتم تطهيرها من الارهاب الى الادارة المدنية التي ستشكل في غزة، وهي الخطوة التي ستمهد الطريق لاعادة اعمار القطاع وتقليص مناطق تواجد الجيش.

مشكلة اخرى من شانها التصعيب على تنفيذ الخطة بالفعل هي أنه في الوثيقة التي عرضها ترامب لا يوجد أي جداول زمنية لتطبيق البنود، ولا توجد أي اهداف واضحة قابلة للقياس في عدة مسائل رئيسية. مثلا، من هي الجهة التي ستحدد هل في الواقع تم نزع السلاح من غزة؟ من الذي سيحسم مسألة هل السلطة الفلسطينية قامت بتلبية طلبات الاصلاح وأنها مخولة بتحمل المسؤولية عن ادارة القطاع؟ وماذا عن كبار قادة حماس الذين سيختارون العيش في القطاع، هل يستطيعون الاحتفاظ بمسدس أو بندقية للدفاع عن انفسهم؟.

في محيط رئيس الحكومة اوضحوا بانه لا توجد أي حاجة الى تشويش فعلي أو ادخال عقبات كبيرة في النقاشات المستقبلية، لانه في اجزاء كبيرة في الاتفاق لا توجد امكانية لتطبيقها، وفي الاصل هي لن تتحقق الى الابد.

سكرتير الحكومة يوسي فوكس مثلا، قدر امس بانه خلافا للخطة فان السلطة الفلسطينية لن تتولى في المستقبل ادارة قطاع غزة. “الطلبات التي وردت خطة ترامب من العام 2020، اجراء اصلاحات مهمة (في السلطة الفلسطينية)، ومصادقة الولايات المتحدة واسرائيل على تنفيذها، لن تنفذ في أي يوم. في الاصل السلطة الفلسطينية لن تسيطر على قطاع غزة”، كتب.

حسب فوكس فانه “خلافا لاعلان النوايا للولايات المتحدة فان عملية خطة ترامب ايضا لن تدفع قدما باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في المستقبل. “المعارضة المطلقة ما زالت سارية المفعول، وهذه الخطة لن تنشيء دولة كهذه والرئيس ترامب اعلن بصراحة انه يحترم موقف رئيس الحكومة الذي يعارض الدولة الفلسطينية، الذي هو ايضا موقف كل حكومة في اسرائيل”.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى