هآرتس: مستوطنون اقاموا بؤرة استيطانية في الضفة، اقتلعوا الأشجار وهاجموا سكانها

هآرتس 27/10/2025، متان غولان: مستوطنون اقاموا بؤرة استيطانية في الضفة، اقتلعوا الأشجار وهاجموا سكانها
مستوطنون اقاموا في الاسبوع الماضي بؤرة استيطانية على تلة قرب قرية مخماس في شمال القدس. بؤر استيطانية غير قانونية تحيط بالقرية، لكن القرب الاستثنائي للبؤرة الجديدة من القرية ومن تجمع بدوي قريب، قض مضاجع السكان.
بين البؤرة الاستيطانية – التي تضم خيمة خضراء واحدة – وبين القرية، يوجد وادي مليء بحقول الزيتون، يطل شماله على تجمع مخماس البدوي، الذي يعاني باستمرار من انتهاكات سكان البؤر الاستيطانية. قبل اربعة اشهر قرر التجمع البدوي اخلاء النساء والاطفال خوفا على حياتهم. وبعد اسبوع على قرار اعادة الاولاد الى البيوت، سجل اقتحام عنيف لعشرات المستوطنين للقرية والتجمع، الذي كان فيه اطلاق نار حية.
في يوم اقامة البؤرة الاستيطانية امرت الادارة المدنية باصدار اوامر هدم لما اقيم في البؤرة. ولكن بعد نقل معظم صلاحيات الادارة المدنية الى ادارة المستوطنات برئاسة الوزير سموتريتش، فانه لا يمكن للجيش الاسرائيلي تنفيذ اوامر الهدم الا بعد الاثبات بان البؤرة الاستيطانية تشكل خطر امني كبير. في اليوم التالي لاقامة البؤرة الاستيطانية اقتلع المستوطنون عشرات اشجار الزيتون القديمة في حقول تبعد عشرات الامتار عن البؤرة الاستيطانية. منذ ذلك الحين تمكنوا ايضا من احراق اشجار زيتون في الوادي نفسه، حسب اقوال السكان. وقد اتصل الحاخام اريك اشرمان، وهو رئيس منظمة توراة تصيدق التي ترافق العديد من تجمعات الرعاة في الضفة الغربية وتعتبر مركز لنشطاء التواجد الوقائي، اتصل عشرات المرات بالشرطة والجيش للابلاغ عن الخطر الذي تشكله البؤرة الاستيطانية. ولكن اتصالاته لم تنتج أي تعزيزات.
في ظهيرة يوم السبت الماضي قام ت. من مخماس بالذهاب الى قطف الزيتون في الحقول التي توجد شرق القرية. “في الساعة 4 – 4 ونصف، كنا نقطف الزيتون، جاء اربعة مستوطنين من البؤرة الجديدة، نزلوا وكسروا زجاج سيارتين بالعصي والحجارة”، قال. وقد شهد ان المستوطنين الاربعة تقدموا نحو الحظائر القريبة، والفلسطينيون منعوهم من الاقتراب خوفا من سرقة الاغنام أو الاضرار بها. “نحن شاهدنا المستوطنين وهم يقومون باجراء الاتصال بالهواتف، خلال دقائق وصل عشرات من المستوطنين. يبدو 50 مستوطن، بينهم على الاقل اربعة كانوا مسلحين وثلاثة كانوا مسلحين بسلاح طويل.
ل.، وهي ناشطة اسرائيلية في “توراة تصيدق” كانت في نوبة تواجد وقائي في التجمع البدوي القريب، وتم استدعاءها للقرية. “وصلنا وشاهدنا 20 – 30 مستوطن ملثم وهم يتجمعون على تلة البؤرة فوق الحقول. فجأة بدأوا يتجهون نحو القرية وهم يركضون ويصرخون. عندما كانوا على بعد مئة متر منا سمعنا اطلاق نار وهربنا نحو القرية”، قالت.
ت. تحدث عن الهجوم: “المستوطنون المسلحون قاموا بمهاجمتنا بالحجارة وضربونا بالعصي اثناء هروبنا. انا ضربوني باليد بعد ان فتحوا رأسي وكسروا يدي. شخص آخر اصيب بقدمه وآخر ضرب على ظهره بالعصي، هذا حدث على بعد 50 متر من بيوتهم”.
حسب قوله احد المستوطنين هو رجل امن مدني من المحيط.
“هذا الشخص اطلق النار في الهواء، لكن الآخرين المسلحين اطلقوا علينا. نحن شاهدنا الرصاص وهو يسقط بين اقدامنا عندما كنا نركض. بعد ذلك قال رجل الامن: ابعدوا رجالكم وأنا سابعد رجالي. ابتعدنا من هناك وايضا المستوطنين، الذين بدأوا ينزلون نحو البدو الموجودين في الاسفل. حسب المستوطنين فان اكثر من 100 من سكان القرية هاجموهم ورشقوا الحجارة عليهم. حسب الشرطة اسرائيليين اصيبوا اصابة طفيفة في هذه المواجهة.
ل. شهدت ان الفلسطينيين توجهوا للجيش وحصلوا على رد بانه توجد قوة في الطريق. لكنها اشارت الى انها لم تشاهد جنود حتى انتهاء الحدث. وحسب قولها، عندما كانوا في الطريق من القرية الى التجمع البدوي الذي بدا المستوطنون باقتحامه، اتصلوا بالشرطة التي قالت “الجنود اصبحوا في المنطقة. لكن انا لا اعرف اذا كان هذا صحيح”. بعد اقتحام القرية مجموعة تتكون من 10 مستوطنين ملثمين بدات تقترب من التجمع البدوية من عدة جهات، البعض مشيا على الاقدام من التلال والبعض الآخر في السيارات.
الاولاد قمنا باخلائهم من قبل، عندما راينا ان عدد كبير من المستوطنين يتقدمون في السيارات نحو مخماس، عرفنا ان هذا سيصل الينا ايضا ولذلك يجب علينا اخراج الاولاد”، قال احد السكان. وحسب بعض الشهادات فانه خلال عشر دقائق خرب المستوطنون الكاميرات الموجودة في المكان واحرقوا خمسة بيوت وحطموا زجاج سيارة وسرقوا قطيع اغنام وهاجموا بالعصي والحجارة العدد القليل من الرجال الذين كانوا يحرسون بيوت التجمع هم وثلاثة نشطاء.
في موازاة ذلك، قال أ، اثنان من المستوطنين المسلحين بسلاح طويل واللذان جاءا في سيارة جيب، وقفا وضمنا حماية المستوطنين المشاغبين. “اطلقوا النار خمس مرات. احد الفتيان التقط شيء عن الارض، انا اعتقد انهم اخذوا الظرف الفارغ”، قال أ.
النشطاء الثلاثة الاسرائيليون قالوا انهم هوجموا ايضا من قبل المستوطنين. ل. قالت ان سيارة الحاخام اشرمان هوجمت بالحجارة، وزجاجها الخلفي تم تهشيمه. “بعد ذلك اخذني المستوطنون أنا ون. خمسة من المستوطنين ركضوا وراءنا مع العصي، وآخرون كانوا يحرقون بيوت. عندما هربنا تفرقنا، انا وصلت الى طريق بدون مخرج وكان يجب علي العودة بينهم كي اهرب. خمسة مستوطنون ضربوني بالعصي ورشقوني بالحجارة اثناء مروري بينهم اثناء الهرب. كسرت يدي بالعصا، وتم ضربي على قدمي وكتفي بالعصا، واحدهم من مسافة اربعة امتار رشق حجر على رأسي، الامر الذي تسبب بنزيف”.
ن. قالت انها وجدت لها ملجأ في احد البيوت. “جلست خلف الباب، بالضبط قريبة من اجل ان لا يروني من النافذة. للحظة اعتقدت ان هذا الامر نجح. هم نظروا من النافذة وصرخوا بانه لا يوجد أحد، بعد ذلك بدأوا يهاجمون واحرقوا البيوت. حسب قولها بعد فترة احد المستوطنين حاول الاندفاع الى داخل البيت الذي كانت فيه، وهي حاولت الامساك بيد الباب. “هو كسر الباب. ضربني بعصا وامرني بان اخرج الى الخارج. خرجت وانا ارفع يدي الى اعلى، وقال لي انهم اذا شاهدوني هنا مرة اخرى فساموت. بعد ذلك المستوطنون الذين احرقوا البيوت، ثمانية شباب، اقتربوا مني وعملوا دائرة حولي، وببساطة بدأوا يضربوني بالعصي والحجارة الى ان سقطت على الارض. وعندما سقطت صرخ احدهم: هي مصابة. عندما سقطت شاهدوا أن رأسي ينزف وهم لم يرغبوا في التورط في مشكلة اذا قتلوني. لذلك توقفوا وبدأوا يغادرون.
ن. نقلت الى مستشفى هداسا عين كارم، وتم علاجها مع وجود علامات ضرب على جسدها وخدوش في الراس والرقبة وكدمات في الاضلاع والصدر والساقين. اضافة الى ذلك في الفحص الذي تم اجراءه وجد انها تعاني من نزيف داخلي في الكبد.
من المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي جاء: “قوات الجيش الاسرائيلي، حرس الحدود والشرطة، انطلقت الى منطقة جبع الموجودة تحت لواء بنيامين في اعقاب تقرير عن وجود مدنيين اسرائيليين وصلوا الى منطقة قريبة فيها فلسطينيون، في وقت مبكر هذا اليوم. في المنطقة تم تشخيص اشجار زيتون محروقة واغراض تم تخريبها. لا يوجد مصابين. عند وصول القوات جميع المدنيين الاسرائيليين تم اخلاءهم من النقطة باتجاه مخماس، هناك تطور احتكاك مع بعض الفلسطينيين، الذي فيه اصيب اسرائيليين اصابة طفيفة، وحصلا على العلاج في المكان، ومصابان اسرائيليان آخران، رافقا الفلسطينيين وتم اخلاءهم بصورة ذاتي لتلقي العلاج. في المنطقة تم تشخيص وجود حرائق. القوات عملت على اعادة النظام وتفريق الاحتكاك. مواصلة معالجة الحدث نقلت الى شرطة اسرائيل”.
من الشرطة جاء انه في اليوم الذي وقع فيه الاعتداء: “خلال احتكاك في قرية مخماس اصيب اسرائيليان اصابة طفيفة واثناء من النشطاء المرافقين للفلسطينيين، وقد تم اخلاءهم لتلقي العلاج. بعد ذلك تم تلقي تقرير عن احراق اربعة بيوت في التجمع البدوي قرب القرية. طواقم الاطفاء وصلت الى المكان، وخلال نشاط رجال شرطة مركز بنيامين في لواء شاي لاخذ الافادات، تمت مشاهدة شخص ملثم خرج من المبنى وقد تم اعتقاله في المكان. اضافة الى ذلك وجدت في المكان سيارة اسرائيلية تم جرها. المشتبه فيه وما تم العثور عليه، نقل للتحقيق في مركز بنيامين. الشرطة ستواصل التحقيق في ظروف الحدث حتى انفاذ القانون مع المتورطين.



