ترجمات عبرية

هآرتس: ما الذي تريده إسرائيل؟ بدون جواب، الحرب لن تنتهي

هآرتس 18/10/2024، كارولينا ليندسمانما الذي تريده إسرائيل؟ بدون جواب، الحرب لن تنتهي

كلما طالت الحرب، حتى بعد أن تبين بأن قوات الجيش الإسرائيلي في غزة قتلت أمس زعيم حماس يحيى السنوار، فان سؤال “ما الذي تريده إسرائيل” اصبح اكثر قسوة على الحل من السؤال الخالد “ما الذي تريده المرأة”. ومقولة إسرائيل الجيدة هي القول بأن إسرائيل تريد فقط العيش بأمان. كل من يحاول في هذه المرحلة من المحادثة أن يقول شيء عن سلوك إسرائيل في عهد نتنياهو – استمرار الاحتلال، تعميق مشروع الاستيطان والاستيلاء على الأراضي، الجمود السياسي المتعمد – الذي يعلمنا الرغبة التي تتجاوز التوق “المتواضع”، “فقط العيش بأمان”، سيتم ارساله الى مشاهدة مقاطع الفيديو في 7 أكتوبر.

أنت لا يمكنك تجاهل أن إسرائيل محاطة بالاعداء، الذين بعضهم يعلنون بشكل علني بأنهم يريدون القضاء عليها. لماذا بالضبط كل هذه الانفاق التي تم حفرها في لبنان، وهل قرأت ميثاق حماس وشاهدت اللافتة المعلقة في ايران مع الساعة الرملية حتى تدميرنا. نعم كل ذلك صحيح. يوجد في الخارج شخص يحمل سكين بين اسنانه. ولكن ماذا يوجد بين اسناننا نحن الاسرائيليون؟ هل نحن نرى انفسنا؟ هذا سؤال مهم بالأحرى على خلفية حقيقة أن ما نفعله لا نراه. الأكثر من ذلك هو أننا لا نريد أن نعرف. لدى خائبي الأمل أصبحت اللامبالاة بما تفعله إسرائيل في غزة صفة مميزة. الامر يبدو وكأنهم ادركوا ميلهم الى رؤية “الآخر” كبشر مثلنا بالضبط – الذين يعيشون بدرجة كبيرة حياة طبيعية ويشعرون بالقلق على سلامة أولادهم ويعملون بجدية من اجل السلام – كنقطة عمياء لهم واطفأوها. ماذا اكتشف خائبو الأمل في 7 أكتوبر؟ أن “الآخر” ليس أنا. ما هو الاستنتاج؟ أن “الآخر” سيدفع الثمن لأنه خدعني كي أصدق بأنه أنا.

خائب الأمل هذا عندما استيقظ فقد أراد القضاء على الشاهد على عماه الذاتي. بهذا المعنى فان اللامبالاة لهذا الذي استيقظ هي عمل نشط، أي لامبالاة ليست مبالية. لامبالاة متحدية: لا يهمني اذا كان اولادك يُقتلون.  

ما الذي تقولينه حقا. ما أقوله، لغرض مناقشة محدثي، الذي استيقظ، هو أن طموحنا يجب أن يكون على خلفية الصورة المركبة: الآخر ليس بالضرورة أن يكون أنا. وأيضا أنا ليس بالضرورة أن أكون أنا.

يقولون نحن “فقط” نريد العيش بأمان؟ هاكم مثلا دعوة من قبل الليكود – نعم الليكود حزب السلطة وليس اليمين المتطرف، أو الكهاني ايتمار بن غفير أو المسيحاني بتسلئيل سموتريتش – للاحتفال في غلاف غزة تحت عنوان “نحن نستعد للاستيطان في قطاع غزة”. اذا كان الليكود يستعد لاحتلال قطاع غزة وتوطينه باليهود، اذا يجب الاستيقاظ بسرعة من الوهم بأنني أنا هو أنا. أي أن إسرائيل فقط تريد العيش بأمان وأنها شريكة في السلام وأنه ليس لنا الحق في الدهشة من أنهم يكرهوننا.

يجب علينا العودة مرة أخرى الى سؤال ما الذي تريده إسرائيل، لأن عدم القدرة على الإجابة على هذا السؤال هو الذي أوصلها الى الوضع الحالي. بهذا المعنى فان قيادة نتنياهو، التي كتب الكثير عن عدم قدرتها على اتخاذ القرار، هي قيادة عارضة. واكثر من ذلك هو أن غياب القدرة على الإجابة على هذا السؤال يخرب على إمكانية انهاء الحرب، ويلغي إمكانية تجميع صورة النصر.

رفض وضع 7 أكتوبر في السياق، الاستخفاف الجماعي بمفهوم السياق، يعيق التحليل الذي يهدف الى فهم ما حدث – أيضا يعيق العمل. انتبهوا الى التشويه الذي حدث في إسرائيل: قوة الرد في غزة (عدد القتلى اكثر من 40 ألف) يتم تبريرها بخطورة أفعال حماس في 7 أكتوبر. ولكن أفعال حماس – بسبب خطورتها – محظور إدخالها في السياق. هذا يؤثر أيضا على المستقبل: بالنسبة لإسرائيل فان الكارثة التي تنزلها على غزة لا يمكن استخدامها لتبرير الرد المضاد في المستقبل. أي أن السياق هو ترف محفوظ فقط لإسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى