ترجمات عبرية

هآرتس: ليس من اجل الردع يؤيد زيني عقوبة الاعدام، بل من اجل التصعيد

هآرتس 4/12/2025، ديمتري شومسكي: ليس من اجل الردع يؤيد زيني عقوبة الاعدام، بل من اجل التصعيد

لا شك في انه عندما يقرر مخرب فلسطيني، يعمل من قبل منظمة ارهابية اسلامية، تنفيذ عملية قاتلة في قلب السكان المدنيين الاسرائيليين أو جنود الجيش الاسرائيلي، فانه يدرك ان معظم الاحتمالات هي ان الامر يتعلق بمهمة انتحارية. في الواقع اذا كان حظه جيد ونجح في النجاة من التصفية فانه يتوقع بصورة بديهية أن يتمسك بالحياة ويحاول النجاة بنفسه، ولكن من المعروف ان دوافعه الاولية الواعية هي الشهادة. وهذا بالتحديد هو الهدف الديني “السامي” للقتل القومي الاسلامي، الذي يفترض ان يكون كل مخرب مستعد له بدافع داخلي ديني. بسبب ذلك فانه من الواضح ان استخدام عقوبة الاعدام للمخربين لن تردع المخربين الاسلاميين – فعليا لا يوجد الآن مخربين غير اسلاميين – عن تنفيذ العمليات الارهابية. بالعكس، التاثير الملموس لقانون عقوبة الاعدام على المقاومة الارهابية الفلسطينية يمكن ان يتمثل بالتحديد في تشجيع الارهاب، لان هذا القانون سيضمن مسبقا التاكد من قتل الاستشهادي، وهكذا يلمح للمخرب بان الطريق الى الجنة ممهدة ومضمونة.

يصعب التصديق بان رئيس الشباك دافيد زيني لا يعرف ذلك، سواء كان الامر يتعلق بتحليل ساذج جدا، وربما يكون اجراه كبار اعضاء الجهاز مرات كثيرة في السابق عندما اعرب الجهاز عن تحفظه من قانون عقوبة الاعدام، او بسبب ان زيني نفسه مسيحاني، مثلما قال نتنياهو في الفترة التي عارض فيها ترقيته وجعله سكرتيره العسكري.

بصفته قومي متطرف ومتعصب متدين فان زيني يمكن ان يشعر ويعرف كيف يفهم النفسية المتعصبة لتقديس الله لدى العدو. ربما هذا هو السبب الخفي وراء دعمه لقانون اعدام الارهابيين. وبصفته مسيحاني فان زيني يعمل على اشعال حرب دينية واسعة في المنطقة بين البحر والنهر، وربما حتى ابعد من ذلك. والتعصب الديني والكراهية في الطرف الفلسطيني، التي ستزداد قوة عند أي اعدام لشهيد فلسطيني، ستخدم هذه الرؤية الكابوسية تماما.

يبدو ان حسابات زيني التي تنذر بالكارثة بسيطة جدا: دافع الاستشهاد، الذي سيزداد بشكل كبير مع الدفع قدما بالقانون، سيسبب زيادة كبيرة في الارهاب القومي – الديني في اوساط الفلسطينيين. ستطلق الحكومة المسيحانية اليهودية عملية تطلق عليها مثلا، “عملية يهوشع بن نون” لتطهير الارض من الذين عرفهم عوفر فنتر، الاخ الروحي لزيني، بأنهم “العدو الذي يحتقر ويشتم اله معارك اسرائيل”. من هنا فانه ستفتح الطريق امام حرب ياجوج وماجوج التي طار انتظارها، وبالطبع “الخلاص” نفسه.

من المعروف ان زيني لم يعرض هذه الرؤية بصراحة عندما ساله الوزراء في نقاشات وزارية حول موقفه المهني من القانون، مع انه من الواضح ان بعض وزراء الحكومة يتفقون معه في نفس الرؤية على الارجح. في نهاية المطاف اغلبية الشعب في اسرائيل، بمن فيهم الكثير من انصار اليمين، ادخال البلاد الى حرب دينية لاسباب لاهوتية.

لو ان زيني اعلن في الكابنت بان قانون عقوبة الاعدام للمخربين هو جزء من الخطة الالهية الشاملة لتصعيد الصراع بين الاديان الذي سينتهي بقدوم المسيح، لاثار الذعر حتى في اوساط البيبيين. لذلك فان افضل طريقة لبيع الجمهور هذه الرؤية المسيحانية هي اخفاءها تحت غطاء امني. هكذا فان زيني يكذب بوقاحة عندما يقول ان هذه الخطوة، التي تعني تشجيع ظاهرة الاستشهاد بين الفلسطينيين، تهدف في الواقع الى الاسهام في ترسانة ادوات منع الارهاب.

من غير المستبعد ان يكون زيني بتقديمه وسيلة غير عقلانية لتاجيج العداء الديني، كما لو كانت وسيلة عقلانية لتعزيز الامن القومي، قد اسس نمط عمل جديد لجهاز الشباك في عهد المسيحانية، في كل ما يتعلق بالدفع قدما بحبل الخلاص. على سبيل المثال، يمكن وصف مذابح المستوطنين في الضفة الغربية من قبل جهاز الشباك التابع لزيني بانها التزام مدني – امني، بالتعاون مع الجيش الاسرائيلي، بهدف بث الرعب في بؤر الارهاب التي تعشعش، كما يقولون، خلف كل شجرة زيتون يتم اقتلاعها.

لن يكون بعيد اليوم الذي سيوصي فيه زيني بفحص السيطرة العسكرية في المسجد الاقصى وفرض السيادة اليهودية الكاملة عليه بذريعة انه رمز للمقاومة الفلسطينية، وان القضاء عليه سيوجه ضربة قاسية لمعنويات الفلسطينيين والارهاب الفلسطيني ايضا.

البعض قد يعزون انفسهم بان رئيس الشباك المسيحاني اضطر الى اخفاء رؤيته الانتحارية المتعصبة بدوافع امنية عقلانية – أي ان المسيحانية السياسية والدينية لم تصبح بعد ايديولوجيا رسمية علنية في اسرائيل. مع ذلك فانه طالما انه لم يرفع أي احد في هذه المنظمة صوت احتجاج على استيلاء اجندة نهاية العالم على التفكير الاستراتيجي للشباك تحت غطاء خطاب امني عقلاني – فانه ليس في ذلك أي عزاء على الاطلاق. نحن نامل سماع هذه الاصوات قريبا قبل احتراق كل المنطقة بلهيب المسيح.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى