ترجمات عبرية

هآرتس: لمنع الكارثة يجب الانضمام الى حلف المعتدلين، والسير للتسوية وترميم أمن اسرائيل

هآرتس 24/11/2025، يئير غولان: لمنع الكارثة يجب الانضمام الى حلف المعتدلين، والسير للتسوية وترميم أمن اسرائيل

 هناك لحظات التي فيها كل من ينشغل بامن اسرائيل يشعر بان الارض تتحرك تحت اقدامه. في لحظة كهذه يمكن رؤية تقريبا في الوقت الحقيقي، كيف يتم اتخاذ القرار الذي سينفجر في وجوهنا بعد بضع سنوات. في 2018 كنا في مثل هذه اللحظة بالضبط عندما قرر بنيامين نتنياهو ان يرسل بصورة ثابتة حقائب الاموال لحماس. كثيرون في جهاز الامن حذروا مرة تلو الاخرى من هذا الخطر، لكن نتنياهو تجاهل ذلك. جميعنا نعرف كيف انتهى ذلك.

الآن نحن نقف امام علم اسود آخر، من الواضح انه لا يقل عن ذلك العلم. بيع طائرات اف 35 للسعودية ليس “صفقة سلاح اخرى”، لم تنقل في أي يوم تكنولوجيا متقدمة جدا التي تهدد بصورة صارخة جدا تفوقنا الجوي، واسرائيل حتى ليست شريكة في بلورة هذا الاتفاق. من غير المستبعد رؤية لاحقا بيع سلاح متقدم لتركيا رجب طيب اردوغان، أو ان تصبح السعودية دولة نووية برعاية الولايات المتحدة. التفوق العسكري النوعي لاسرائيل في المنطقة، الذي كان ذات يوم قدس الاقداس بالنسبة لاسرائيل وامريكا الغي بجرة قلم.

 لكن القصة الحقيقية ليست فقط المعنى الامني، رغم ان هذا بعيد المدى. اسرائيل تفقد الذخر الاستراتيجي الاكثر اهمية: المكانة الخاصة لها في واشنطن. حتى اليوم كانت الطريق الى واشنطن تمر عبر القدس. لم يكن في أي يوم أو في أي ولاية لاي رئيس امريكي شك فيمن هي الشريكة الاكبر لها في المنطقة. الآن في افضل الحالات، دونالد ترامب يرى في اسرائيل شريكة اقليمية اخرى، وفي اسوأ الحالات اسرائيل نتنياهو تعتبر عائق امام طموحات الولايات المتحدة في المنطقة، وتهديد للاستقرار الاقليمي. اتفاق الدفاع بين الولايات المتحدة وقطر، الذي وقع في اعقاب الهجوم الفاشل لاسرائيل في الدوحة، يوضح اننا اصبحنا تهديد يجب الدفاع ضده.

 بعد سنتين من الحرب مع نجاحات عسكرية باهرة، اسرائيل كان يجب عليها ان تكون في وضع مختلف كليا. ايران تم ضربها، وحلقة النار التي بنتها حولنا انهارت. حماس فقدت قوتها العسكرية. واذا اخذنا في الحسبان كل هذه الامور لكان يمكننا ان نكون جزء من حلف المعتدلين الاقليميين، وان نكون في ذروة عملية التطبيع مع السعودية، حيث الصفقة الضخمة مع الولايات المتحدة تستغل كمهر، وان نحتل مكانة القيادة الى جانب الولايات المتحدة في بلورة الاتفاق لانهاء الحرب وتاسيس حكم بديل لحماس. الى جانبنا كان يجب ان يقف الشركاء الطبيعيون: السعودية، دولة الامارات، مصر والاردن.

 في الواقع السعودية تحصل على السلاح بدون التطبيع. بدلا من حلف اقليمي الولايات المتحدة تتعهد بالدفاع عن دول المنطقة، بالتحديد منا. اليوم التالي في غزة يتم دفعه قدما من غيرنا. وفي موقع القيادة تجلس قطر وتركيا اللتان تؤيدان حماس. في تشكيل الاتفاقات الاكثر اهمية بالنسبة لامننا، اسرائيل ببساطة غير موجودة في الغرفة.

 هذا التوجه ما زال يمكن تغييره. من اجل وقف التدهور الامني يجب على اسرائيل ان تعطي موافقة مبدئية لاعتراف مستقبلي بدولة فلسطينية منزوعة السلاح. اليوم هذا هو العائق الرئيسي امام التطبيع وتدخل السعودية الضروري في استقرار قطاع غزة والمنطقة. معظم مواطني اسرائيل يعرفون ان هذه هي الطريقة الوحيدة لامن بعيد المدى، شريطة ان يتم الدفع به قدما في اطار اتفاق اقليمي. حتى الرئيس ترامب يضع الدولة الفلسطينية كهدف مستقبلي وفقا لشروط ملزمة. ولكن نتنياهو الذي يخاف على سلامة ائتلافه اكثر مما يقلق بخصوص مصالح الدولة، يرفض رفض مطلق. النتيجة هي ان العالم يتقدم من غيرنا.

 الفشل الذي اوصلنا الى 7 اكتوبر يجرنا الان الى ازمة اخرى. الشخص الذي اضعف السلطة الفلسطينية ومول حماس لمجرد تجنب التسوية، يقودنا الان الى فقدان التفوق العسكري والسيطرة على العلاقات الاقليمية.

 بعد بضع سنوات اذا واصلنا هذا المسار سنجد انفسنا في لحظة تشبه اللحظة التي مررنا فيها في 7 اكتوبر. عندما تنفجر العواقب الوخيمة امامنا سينهض جيل كامل ويسأل: أين كانت القيادة؟ كيف لم تروا الكارثة القادمة؟.

 هناك فقط طريقة واحدة لوقف هذا التدهور قبل الكارثة القادمة. يجب علينا الانفصال عن نتنياهو، الذي هو غير مؤهل لقيادة اسرائيل، وبعد ذلك اعادة اسرائيل الى المسار: الانضمام الى حلف المعتدلين، والسير معا على مسار التسوية وترميم أمن اسرائيل.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى