ترجمات عبرية

هآرتس: كل قائد يخترع العجلة، ويتربى هنا جنود لا يعرفون ما الذي لا يعرفونه

هآرتس 9/7/2025، اسحق بريك: كل قائد يخترع العجلة، ويتربى هنا جنود لا يعرفون ما الذي لا يعرفونه

مقولة “كلما ضربوه ينمو ويندفع” تصف بشكل جيد الوضع الاستراتيجي لدولة اسرائيل في الشرق الاوسط. اسرائيل محاطة من كل الجهات بحركات ارهابية ورجال عصابات، ليس فقط في الدول التي لها حدود معها، بل ايضا في دول الدائرة الثانية والثالثة. الحديث يدور عن عشرات الدول التي لها مساحة واسعة ويعيش فيها مئات ملايين الاشخاص والتي تشكل بوتقة صهر لمنظمات ارهابية في الشرق الاوسط وفي كل العالم.

ايضا عندما تسجل اسرائيل أي نجاح امام اعداءها فانه ما زال لا يمكنها سحق رأس الافعى، التي ترسل السم الى كل الاتجاهات. معنى هذا الواقع هو انه كتب علينا العيش على حد السيف لسنوات طويلة اخرى.

في عصر تقدم التكنولوجيا الذي فيه أي شخص يمكنه بكبسة زر ان يشغل سلاح دقيق ومدمر، فان افضلية جودة الجنود آخذة في التضاؤل، إلا اذا عرفوا كيفية استغلال جودة القوة البشرية في الجيش الاسرائيلي بطريقة سليمة.

المثال الكلاسيكي على ذلك هو ما يحدث للجيش الاسرائيلي في قتاله ضد حماس منذ سنتين تقريبا. الجيش غير قادر على الانتصال على الارهاب ورجال العصابات، حتى عندما يدور الحديث عن مقاتلين الكثير منهم في سن اقل من 18 سنة ولا توجد لهم تجربة عملية. مع ذلك، يقيمون لقوات الجيش الاسرائيلي “استعراض للهدف”. اسباب ذلك هي ان الجيش الاسرائيلي لا يستغل بالصورة الافضل مزايا القوة البشرية الكثيرة فيه. هاكم بعض هذه المزايا.

  • غياب التفكير بعيد المدى: في المستوى السياسي والمستوى الامني لا يستثمرون التفكير في الحاجة الى اعداد الجيش الاسرائيلي لعمليات بعيدة المدى، 5 – 10 سنوات. الجميع ينشغلون بهنا والان وباشعال الحرائق.
  • غياب طلبات عملياتية مستقبلية: لا يوجد في الجيش الاسرائيلي أي جهة تبلور وتقدم طلبات عملياتية للصناعات الامنية من اجل تطوير بحسبها السلاح المستقبلي. مثال بارز على ذلك هو التطوير في روسيا وفي الصين للصواريخ البالستية فرط الصوتية التي تقوم بالمناورة والانفصال، التي لا يوجد لصاروخ الجيش لدينا أي رد كامل عليها. فقط تطوير الليزر القوي هو الذي يمكن أن يوفر الرد على ذلك. ولكن بسبب أنه لا يوجد طلب عملياتي كهذا من قبل الجيش فان الصناعات الامنية لا تنشغل بهذا الامر على الاطلاق وتقترح على الجيش سلاح آني تم تطويره، ضمن امور اخرى، بهدف الربح وليس لتقديم رد على التهديدات المستقبلية.
  • اهمال الاعداد والتدريب: لا يوجد في الجيش تشديد على الاعداد المهني للجنود، وعلى التدريب الذي يعدهم لكل ساحات القتال – في مناطق ماهولة، مناطق جبلية، مناطق مفتوحة وما شابه. التدريبات قليلة، سواء في الجيش النظامي أو في الاحتياط. لذلك فانه لا يوجد أي استيعاب لوسائل قتالية جديدة (معظم وحدات الاحتياط دخلت الى حرب “السيوف الحديدية” بعد خمس سنوات بدون تدريب).
  • انهيار منظومة التحقيقات واستخلاص الدروس: مجال التحقيقات واستخلاص الدروس في الجيش البري افلس. الدروس التي تمت مراكمتها على مدى السنين من الحروب، في الاوقات العادية تم دفنها، وكل قائد يقوم باختراع العجلة من جديد. لقد نما هنا جيل من القادة والجنود الذين لا يعرفون ما الذي لا يعرفونه. ولا يوجد لهم أي اساس صلب يمكن ان يبدأوا منه.
  • مغادرة ضباط وضباط صف جيدين: في اعقاب عدم الرضا عن سلوك الجيش في الاوقات العادية، فان ضباط وضباط صف جيدين كثيرين في الخدمة الدائمة يتركون الجيش الاسرائيلي، ومعظم الشباب لا يريدون الانضمام للخدمة الدائمة. نتيجة لذلك فان مستوى جودة قيادة الجيش انخفضت بدرجة كبيرة.
  • ثقافة تنظيمية معيبة: الثقافة التنظيمية المعيبة، التي تشمل عدم الانضباط العملياتي، الميل الى عدم التحقق من تنفيذ الاوامر، الامتناع عن تنفيذ تعليمات الرقابة والمتابعة، أو استخلاص الدروس وتطبيقها، نقص المصداقية التي تميز تحقيقات الجيش البري، ثقافة الكذب التي تتفاقم وتزدهر، المعايير المنخفضة وعدم تنفيذ التعليمات والاوامر – كل ذلك هو جزء من قائمة طويلة تضر بشكل خطير بأداء الجيش البري. جميع العمليات التي ذكرت تؤدي الى ان ضباط غير مناسبين وغير مؤهلين يصلون الى مناصب رفيعة في الجيش الاسرائيلي. كثيرون منهم تنقصهم الرؤية الواسعة أو القدرة على النظر للمدى البعيد. وهم يميلون الى الانشغال بالامور التافهة بدلا من الامور الاساسية، وقدرتهم على التنفيذهم والتخطيط أدنى من المستوى المطلوب – كل ذلك كما قلنا هو جزء صغير فقط من القائمة الطويلة.

الجيش يجب ان يمر باعادة نظر معمقة في كل ما يتعلق بجودة القوة البشرية والثقافة التنظيمية الاشكالية لديه. فقط اشخاص مميزين يستطيعون الحفاظ على الثقافة التنظيمية السليمة يمكنهم اصلاح الجيش بكل مركباته.

    انا هنا لن اذكر جميع الاقتراحات التي ارسلتها للمستوى السياسي والمستوى الامن، ولكن بصدق هناك حلول جيدة، وكل ما هو مطلوب هو أن يشمر الجيش عن سواعده.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى