ترجمات عبرية

هآرتس: قلق زمير على المخطوفين يتناقض بشكل صارخ مع الاغتراب الذي يظهرونه الوزراء

هآرتس – يوسي فيرتر – 2/9/2025 قلق زمير على المخطوفين يتناقض بشكل صارخ مع الاغتراب الذي يظهرونه في مجلس الوزراء

السخرية ليست سمة تميز اعضاء الكابنت السياسي الامني. هنالك صفات اخرى تتبادر الى الذهن في سياقه مثل الطاعة والتراخي وقلة الحيلة. ولكن ليلة امس وعندما اختارت المراقبة اوريت ستروك ان تقتبس لرئيس الاركان ايال زمير آية من موعظة الاسبوع “الرجل الخائف ورقيق القلب يعود الى بيته ولا ينصهر قلب اخيه كقلبه” انتحرت السخرية. هذه الآية التي سعت من خلالها الى ضرب زمير والتي تحرم مشاركة من قد يثير الريبة في قلوب اصدقائه، تمت تلاوتها في مكان مغلق وسري في اعماق الارض. هناك فر ابطال الامة، وكانت ستروك من بينهم، خوفا من انتقام الحوثيين بعد اغتيال اعضاء الحكومة في صنعاء.

اللدغة الخبيثة لستروك استهدفت احراج ليس فقط رئيس الاركان والذي لسوء حظه حضر هذه الجلسة الساخرة. هي موجهة لكل ضابط، كبيرا كان ام صغيرا، ولكل جندي ومجندة يعرضون حياتهم للخطر في انقاض غزة، والذين يتجرأون على الاعتقاد والتفكير مثل زمير: ان انقاذ حياة المخطوفين يسبق في اهميته عملية عسكرية اخرى متغطرسة وعديمة الجدوى. الرسالة الضمنية في اقوال وزيرة الاستيطان هي نفس الرسالة التي عبرت عنها ستروك وزملاءها في هذا المعسكر – مثل الوزير سموتريتش وايتمار بن غفير وعميحاي الياهو وغيرهم – بصورة صريحة اكثر من مرة: يمكن وحتى يجب التنازل عن العشرين مخطوفا الاحياء الموجودين في الانفاق وعن الـ 28 جثة من اجل تحقيق الهدف (الكاذب والذي ليس له اساس) وهو “تدمير حماس”. لن يعتقد خلافا عنهم، حتى وان كان هو جنرال حربي لامع، فإنه شخص جبان يزرع المخاوف والوهن في مرؤوسيه. ان قلق زمير على حياة الاشخاص، ثلاثة منهم جنود، من جنوده، يتناقض تماما مع الاغتراب الذي يظهرونه تجاه مصير اولئك الذين يموتون في الانفاق.

الكابنت لم يكن ليشغل نفسه مطلقا في قضية المخطوفين التي تخلى عنها نتنياهو منذ زمن، لولا ان زمير اصر على طرح خطة الصفقة الموضوعة على الطاولة منذ حوالي 3 اسابيع. حماس مستعدة لاطلاق سراح 10 مخطوفين احياء والافراج عن 18 جثة، بدون ان تربط ذلك بانهاء الحرب. هذه فعليا صفقة احلام والتي بادر اليها نتنياهو ودفع نحوها وكان مسرورا لتلقي الانتقادات، ولكن بعد ذلك حدث شيئ ما. “ترامب قال”، هكذا بشر رئيس الحكومة وزراءه. لقد مل الرئيس الامريكي المتقلب والصبياني من الصفقات على مراحل. صفقات “السلاميات” على حد تعبير نتنياهو. هو يطالب الان “بانهاء الامر سريعا”. وعندما يريد الرئيس، فإن نتنياهو ينقلب. مثل قطعة الستيك.

ما الذي يتخيله ترامب، وماذا يعني “سريعا”؟ هذا فقط هو الذي يعرفه. ولكن سريعا هذا لن يحدث، القتال في غزة سيكون قاسيا ومريرا، وطويلا، ودمويا.  “فخا مميتا” مثلما حذر زمير. الجنود سيقتلون، المخطوفين سيقتلون بنيران الجيش الاسرائيلي، او سيقتلون عمدا بأيدي حماس. عندما يعتقد آسروهم ان الجيش يقترب، فإنهم سيعدمون المخطوفين الذين وضعهم لا يسمح لهم بالهرب معهم مثلما حدث في الماضي. معظم الجمهور والذي بحواسه الصحيحة يفهم ذلك يغضب بسبب هذه المأساة المعروفة مسبقا. ولكن نتنياهو ومعظم اعضاء الكابنت يضعون فقط اشرطة على جاكيتاتهم.

متشجعا من النجاح والانجازات الهائلة للجيش الاسرائيلي والموساد في عملية “شعب كالاسد” في ايران، وكذلك ايضا من اغتيال وزراء حكومة الحوثيين، فإن نتنياهو يسرع مندفعا نحو المعركة الدموية في غزة. هل تمكن من قراءة التقرير العسكري الصادم والمحبط الذي نشر من قبل مركز التعليم العملياتي التابع للقوات البرية؟ هذا التقرير يفصل بنزاهة تستحق التقدير الاخفاقات الفادحة لعملية “عربات جدعون”؛ بالفعل ستكون “التكملة” اكثر نجاحا؟ العربات هي نفسها وجيش الدفاع الاسرائيلي هو نفسه – الجيش الذي يبدع في القتال على بعد 2000 كيلومتر من هنا، وفي الوقت نفسه يصبح متيبسا وينزف الدماء على بعد بضع كيلومترات جنوبي عسقلان.

ما سيكون هو ما قاله دودي امسالم في الجلسة: “فيتنام الاسرائيلية”. ايضا وزير الخارجية جدعون ساعر حذر من التداعيات السياسية. وماذا ان قام بالتحذير. السياسة الخارجية لاسرائيل والتي نتنياهو وظله المرتجف رون ديرمر يقودانها، تعتمد على الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة وعلى رئيسه، وتتحدى وتستفز باقي العالم. هذا سلوك اجرامي. والذي هو بالمجمل صورة مطابقة لدول مثل كوريا الشمالية وايران، واللتان تعتمدان على روسيا والصين. في ظل هذه الحكومة، اسرائيل هي اقرب من اي وقت مضى لمكانة دولة مجذومة، مقاطعة ومعزولة، مع حليف واحد ووحيد، والذي هو ايضا من شأنه ان يظهر انه قصبة مكسورة عندما لا تسير الامور على ما يرام مثلما حدث في سماء ايران.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى