ترجمات عبرية

هآرتس: قبل ان يتحدث نتنياهو عن لاسامية عليه ان يحرر المخطوفين

 هآرتس – كارولينا ليندسمان – 22/8/2025 قبل ان يتحدث نتنياهو عن لاسامية عليه ان يحرر المخطوفين

اللاسامية ليست عدوة لنتنياهو، هي حليفة مخلصة له وسلاحه السري. محرر “هآرتس” الوف بن محق في قوله ان “الانظمة الدكتاتورية والمسيحانية لا تفزع من الضغط الخارجي، هي فقط تبنى منه” (هآرتس 19.8). ولكن خلافا لما كتب، فإن مغادرة المثقفين والليبراليين، والتي تسارعت في السنتين الاخيرتين، ليست “ربحا صافيا” من ناحية نتنياهو.

السبب في ذلك هو ان اسرائيل ليست ايران ولا روسيا. هي دولة صغيرة محاطة باعداء، وليس لديها ترف ان تكون فقيرة. هي لا تستطيع ان تسمح لنفسها بالعيش بدون المثقفين والليبراليين. هي بحاجة الى تفوق تكنولوجي. هي بحاجة للحفاظ على مكانة خاصة في العالم من اجل المحافظة على تحالفاتها وتوسيعها.

هنا تدخل الى الصورة اللاسامية. في رده على دومينو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، نتنياهو ارسل هذا الاسبوع رسائل شديدة اللهجة للرئيس الفرنسي ماكرون ولرئيس حكومة استراليا انتوني البنيزي. لقد اتههم البنيزي انه لا يعرف كيف ياعامل مع “وباء اللاسامية التي تفاقم في فترة ولايته”، وماكرون اتهمه بأنه “اشعل نار اللاسامية”. اي تلاعب هذا.

نتنياهو يريد تشبيه اي احتجاج ضد اسرائيل بمعاداة السامية. في رسالة لماكرون اشار الى انه تم رش شعارات “ال عال – شركة طيران جينوسايدية” على مكاتب شركة ال عال في باريس، و “يجب تحرير فلسطين”. كان هذا احتجاجا سياسيا مباشرا ضد شركة الطيران الوطنية لدولة والتي افعالها في غزة تعتبر في ارجاء العالم اعمال ابادة جماعية. هل هذا لاسامية؟ فقط لدى من حول المقارنة مابين اسرائيل واليهودية الى حجر اساس في استراتيجيته – نتنياهو.

هذا التشخيص ليس بريئا، بل محسوبا. خلافا لما قاله، نتنياهو غير معني بقمع اندلاع اللاسامية بل بإذكائها. اجل، يجب ان نقرأ هذا عدة مرات من اجل استيعاب ان هذه الاقوال تقال بجدية عن رئيس حكومة اسرائيل.

اللاسامية سوف تسجن الاقلية الليبرالية في داخل الجيتو النووي الذي هندسه لنا نتنياهو هنا. هي ستضمن ان الاموال ستظل في اسرائيل، وستواصل التدفق اليها؛ وان اليهود الفرنسيين والاستراليين سيشترون شققا في اسرائيل للايام العصيبة، وان الاقتصاد الاسرائيلي سيظل مستقرا مهما ساءت الاحوال في البلاد. وان الهجرة اليها في ازدياد. وان اسرائيل ستظل ملاذا ضريبيا، وملاذا نوويا.

رفول اراد العرب كصراصير مسممة في داخل زجاجة، ونتنياهو يريد هكذا “الكبلانيين” (اسم مشفر) والزجاجة هي دولة اسرائيل. انهم متشوقون جدا للذهاب من هنا لان العفن تفشى في كل شيء، ولكن مازلنا متماسكين، ويكبحون انفسهم بالاعتراف الستوكهولمي (الذي يعاني من المتلازمة) بـ “الحقيقة البسيطة والحاسمة، وهي انه لا مكان لنا للذهاب اليه” (ديفيد افيدان). هكذا يحب نتنياهو “يسارييه”: عالقين في صراع داخلي – وهو المنبع السري للاستسلام. يتنقلون ما بين كابلان والسرب.

ماذا؟ هل حقا لا يوجد مكان للذهاب اليه؟ حسنا، ليس ان كان الامر يتعمد على نتنياهو. ولشديد الدهشة – منذ سنوات هذا يتعلق بنتنياهو. فخطوة الكماشة هي لا تصدق: من جهة فقد دمرت كل ما كانت عليه اسرائيل وفي الوقت نفسه تدمر امكانية العيش خارجها. يصدر لاسامية ويستورد اليهود. ماذا يفعل هذا الشرير. اللاسامية هي ملاذ الشرير نتنياهو.

هو يعظ رؤساء حكوماتهم بأنه محظور السقوط في تلاعباته. عليهم ان يذكروه بأنه فقط رئيس حكومة اسرائيل، وليس البابا اليهودي، وعليه ان يعفيهم من المواعظ عن كيف يهتمون بمواطنيهم وعليه ان يهتم بمواطنيه – والذي هو مستعد للتضحية بهم وتركهم يموتون فقط من اجل اللا يعرض حكمه المتعفن للخطر.

الى ان يحرر الاسرائيليين الموجودين في اسر حماس، فعليه ان يعثر على اشخاص اغبياء اخرين ليلقي عليهم مواعظه الاخلاقية.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى