ترجمات عبرية

هآرتس: في الولايات المتحدة يتطلعون الى استقرار في غزة، لكنهم نسوا اعداد خطة مسبقا

هآرتس – جاكي خوري – 22/10/2025 في الولايات المتحدة يتطلعون الى استقرار في غزة، لكنهم نسوا اعداد خطة مسبقا

التصريحات التي اسمعها أمس في اسرائيل نائب الرئيس الامريكي جاي دي فانس، والمبعوثين الامريكيين ستيف ويتكوف وجارد كوشنر، تكشف واقع بائس: في واشنطن فقط الآن بدأوا في تشكيل فكرة قوة متعددة الجنسيات التي تستهدف العمل في قطاع غزة، وكأنه لم تمر سنة منذ ان تولت الادارة زمام الامور. حقيقة ان المحادثات حول تركيبة القوة متعددة الجنسيات ودورها دخلت الى المرحلة الاولى تدل على كل شيء. لم يتم أي اعمال مشتركة جدية قبيل “اليوم التالي”، كما يتوقع من دولة عظمى لها رؤية استراتيجية.

من ناحية ادارة ترامب فان الهدف الوحيد حتى الآن هو انهاء القتال واعادة المخطوفين وتاجيل النقاش حول اعادة الاعمار والحكم في غزة الى مرحلة لاحقة. المحادثات التي تجري الآن دخلت في الواقع الى وتيرة عالية، لكنها بعيدة عن ان تكون خطة عمل واضحة. من اراد وبحق الاستقرار كان يمكنه عرض الآن هيكل عملي واضح: من يدير، يمول ويحمي، من اجل ان يكون بالامكان الدخول الى المنطقة بدون فراغ. المشكلة مزدوجة – امريكية واسرائيلية. في واشنطن لا توجد أي رغبة حقيقية في تحدي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. صحيح ان البيت الابيض يقيد مجال عمل رئيس حكومة اسرائيل، بالاساس فيما يتعلق باستئناف الهجوم في غزة، لكنه لا يفعل أي شيء يضره سياسيا. في نفس الوقت في اسرائيل يضعون فيتو ثابت وهم غير مستعدين للسماع عن عملية تعيد بطريقة معينة السلطة الفلسطينية الى القطاع. هكذا وجدت دائرة مغلقة من التاجيل: الجميع يتحدثون عن “قوة استقرار دولية”، لكن لا احد مستعد لوضع اسم لها أو علم أو مسؤولية. هم فقط ينتظرون وكأن غزة هي منطقة فارغة وليست منطقة منكوبة.

المفهوم الجديد الذي وضع على الطاولة هو “غزة الجديدة”: مناطق ستقام تحت رقابة دولية في منطقة موجودة تحت سيادة اسرائيل، هناك سيتم بناء “نموذج جديد” للفلسطينيين – بيوت، عمل وتشغيل. هذا يبدو واعد الى أن يعرفوا ان الامر يتعلق بحلم لا توجد له بنية تحتية سياسية، قانونية أو مالية، فكرة جيدة اخرى ستسمح للجميع بالتحدث عن المستقبل بدون مواجهة الحاضر.

ايضا العالم العربي لا يسارع الى ملء الفراغ. فالدول العربية ودول الخليج الغنية سبق لها واقترحت في السابق افكار لليوم التالي واعادة الاعمار، لكنها لم تستخدم أي ضغط حقيقي في أي يوم من اجل الدفع قدما بهذه الافكار. طالما ان اسرائيل تعارض والولايات المتحدة لا تدفع فانه لا يوجد أي محفز لتحريك أي شيء. من ناحيتها الفلسطينيون يمكنهم الانتظار، الألم لا يكلف الاموال والهدوء النسبي مريح جدا. هكذا تظهر الدول التي تفضل ادارة الازمات بدلا من حلها. الولايات المتحدة تسوف واسرائيل تتمسك بالفيتو، والعالم العربي يزحف. سنة 2025 اصبحت وراءنا تقريبا، وفي غزة لا يوجد “اليوم التالي” ولا حتى خطة من اجله. ومن يتوقع انه في 2026 سيحدث تغيير سيخيب امله. في اسرائيل يقولون ان الامر يتعلق بسنة انتخابات، لا يتم فيها اتخاذ قرارات. هكذا سيطيلون الانتظار والتسويف، سيضخون بعض المساعدات وسيتم اخلاء آلاف المصابين، السكان سيتقلصون، الروتين الجديد سيترسخ: قطاع معزز انسانيا بدون افق سياسي وبدون تساؤل عن السيادة. 

في حين ان واشنطن تتحدث عن “غزة الجديدة”، فان الواقع يواصل خلق “غزة القديمة”، فقط مع القليل من الامل والمزيد من التعب.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى