ترجمات عبرية

هآرتس: في المرحلة الحالية هذه حرب خدع سياسية لحكومة اقلية هستيرية

هآرتس 8/5/2025، اوري مسغاف: في المرحلة الحالية هذه حرب خدع سياسية لحكومة اقلية هستيرية

مثل الماموث الصوفي أو الشاحنة التي نام سائقها الثمل اثناء السفر، فان إسرائيل تنحدر ببطء، لكن بثبات، الى الهاوية. بقيادة حكومة هنيبعل التي قررت بشكل متعمد قتل الرهائن الذين نجوا بطريقة معينة حتى الآن، والتضحية بالمزيد من الجنود والقادة الذين سيموتون في الكمائن وبسبب العبوات الناسفة والقنص من مسافة بعيدة والحوادث العملياتية؛ وقتل مئات الآلاف من سكان غزة بالقصف الجوي الوحشي. كل ذلك في اطار “استئناف القتال العنيف” و”هزيمة حماس” – عناوين مغسولة لاعادة احتلال القطاع والتواجد بشكل دائم في أراضيه. 

فقط تيار واحد في المجتمع الإسرائيلي يهتم من اعماقه بهذه الهستيريا، وهو يملي الآن السياسة. ممثله في الكابنت وفي وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش صاغ من مسافة بعيدة عن نسبة الحسم الأهداف: “في غضون بضعة اشهر سنستطيع الإعلان بأننا انتصرنا. غزة ستكون مدمرة، السكان فيها سيكونون مجمعين في جنوب محور موراغ، ومن هناك سيخرجون باعداد كبيرة الى دول ثالثة”. في تصريح آخر اكد على أن المناطق التي ستحتل لن يتم اخلاءها، حتى لو مقابل إعادة المخطوفين.

الاستراتيجي المعروف حنان عميئور أوضح في “مصدر اول”، “التوجه الذي يقف على بابنا”، ووسع حدود القطاع: أيضا في غزة، في لبنان وفي سوريا، “اخلاء المنطقة من رعايا العدو، عملية برية عنيفة، سيطرة واحتفاظ لفترة غير محدودة”. هذا احتلال، تدمير، طرد، ترانسفير واستيطان. بما في ذلك انشاء مساحة للعيش. هذا هو المكان الذي نحن ذاهبون اليه.

في الجيش اصبحوا الآن يدركون الحقيقة. في مبنى هيئة المخطوفين في بني براك، وفي قيادة الجنرال احتياط نيتسان الون، ساد في هذا الأسبوع جو من الاكتئاب، والوية الاحتياط حاولت انجاز ما لا يقل عن 75 في المئة من اهداف التجنيد، التي كانت محدودة في البداية بسبب تقليص الأطر (الفصيل الذي دخل غزة في بداية الحرب كان فيه 30 مقاتل، الآن فيه 15 مقاتل). 

رجال الاحتياط الذين ابلغوا مسبقا القادة بأنهم لن يصلوا الى الجولة الحالية، لم يتم ارسال أوامر لهم، من اجل طمس ازمة الثقة والدافعية والتآكل الكبير في أوساط الإسرائيليين العقلانيين. يوجد لمن يخدمون في الخدمة النظامية هامش مناورة ضئيل، لذلك فانه منذ خرق اتفاق وقف اطلاق النار تم ادخال الى القطاع بالأساس جنود الخدمة الإلزامية، بما في ذلك المستجدين في غولاني والمظليين الذين تم ارسالهم لتأمين محور موراغ بعد أربعة اشهر في الخدمة العسكرية.

والدة مجندة كتبت لي في هذا الأسبوع: “ابنتي تخدم كمقاتلة في سلاح المدفعية، وهي في بداية طريقها. لقد قالوا لهم بأنهم سينزلون الى غزة. هي توجهت الي وقالت: قادتنا، من رئيس الأركان وحتى قائد الفصيل، قالوا لنا بأن العمليات التي تجري في غزة تعرض حياة المخطوفين للخطر، الى درجة خطر حقيقي وفوري على الحياة. اذا كنت اعرف أنه نتيجة اطلاقي للنار سيقتل أو يصاب احد المخطوفين فانني لن استطيع العيش مع هذا الوضع”.

لا يجب على احد العيش مع هذا الامر، سواء مجندة شابة أو قائد كبير. أيضا ليس الطيارين الذين يوم واحد يهاجمون اهداف إرهابية في مطار صنعاء وفي اليوم التالي يدمرون مستشفى لأنه يعالج فيه المدير المالي لحماس، أو هدم مبان فوق رؤوس عائلات كاملة بدون المعرفة حقا هل يوجد في محيطها مخطوفين في الانفاق.

لا يجب تأدية التحية لكل أمر عسكري. أيضا لا يجب الامتثال لكل عملية، ليس في جيش دولة ديمقراطية يقوم على التجنيد الالزامي والاحتياط.

اين عميرام متسناع وايلي غيفع، اللذان قالا “حتى هنا” في حرب لبنان الأولى؟ اين دافيد عبري، الذي كقائد لسلاح الجو في تلك الحرب، رفض التعليمات لتسوية مدينة صور بالأرض بدون الحصول على اهداف محددة ومبررة في داخل المدينة؟ في المرحلة الحالية هذه بشكل واضح هي حرب خدع سياسية لحكومة اقلية هستيرية. لا يجب علينا التضحية باسم “الضمانات المتبادلة” بالمخطوفين والجنود والقيم، بل بالعكس.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى