هآرتس: في الجيش يلاحظون ارتفاعا في عنف المستوطنين: 404 حالات وثقت منذ بداية السنة

هآرتس 21/7/2025، ينيف كوفوفيتش: في الجيش يلاحظون ارتفاعا في عنف المستوطنين: 404 حالات وثقت منذ بداية السنة
البيانات ترسم صورة واضحة: عدد الهجمات العنيفة وجرائم الكراهية للمستوطنين تجاه الفلسطينيين، قفز في النصف الاول من العام الحالي وارتفع الى اعلى مستوى منذ اندلاع الحرب في غزة. ان النظر الى البيانات التي جمعها جهاز الامن يظهر انه خلال شهر كانون الثاني – حزيران هذه السنة تم توثيق 404 حالات كهذه في الضفة الغربية، وهو ارتفاع حاد ولكنه ثابت: في النصف الاول من العام 2024 بلغ هذا العدد 286 حالة، وفي النصف الثاني من العام الماضي وصل الى 332 حالة.
لكن هذه البيانات تكشف صورة اوسع، فيها ايضا عنف المستوطنين تجاه قوات الامن. عمليا، خلال اشهر كانون الثاني – حزيران هذه السنة كان هناك 33 حالة كهذه، وبالاجمال بلغ العدد 100 حالة منذ اندلاع الحرب وحتى الآن. هذا الدمج يعكس ظاهرة مقلقة في نظر كبار ضباط الامن، ومنذ فترة قرروا طرح هذه الارقام امام المستوى السياسي. في الخلفية ايضا هناك هجمات غير قليلة، التي في الفترة الاخيرة وجدت صدى اعلامي، منها المظاهرات العنيفة امام قواعد الجيش الاسرائيلي واحراق منشأة امنية حساسة في الضفة في نهاية الشهر الماضي، والهجوم العنيف لمستوطنين ضد جنود احتياط وقائد كتيبة قرب كفر مالك. ازدياد هذه الحالات ادى بضباط كبار الى التحذير من أنهم يخشون من فقدان السيطرة على المستوطنين المتورطين في اعمال العنف.
في الفترة الاخيرة عقد رئيس الاركان ايال زمير عدة جلسات امنية بهذا الشأن، وفي الجيش وفي الشباك يلاحظون دافعية آخذة في التعاظم لمستوطنين يعيشون في بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة، من بينها مزارع، لتوسيع المواجهات مع الجيش والشباك والشرطة. “من يتجاهل زيادة حوالي 100 مزرعة جديدة منذ 7 اكتوبر، يجب عليه ان لا يستغرب بان هناك ارتفاع في عدد الاحتكاكات والجريمة القومية المتطرفة”، قال للصحيفة مصدر في جهاز الامن. هذا المصدر الذي يقود جنود في نشاطات عملياتية في الضفة في الاشهر الاخيرة قال انه هو ايضا تعرض لعنف المستوطنين في بؤر استيطانية لمزارع.
بشكل عام في جهاز الامن يعترفون انه في احيان كثيرة استدعيت قوات الجيش الى ساحات هاجم فيها المستوطنون الفلسطينيين، والهجمات انتهت بقتل فلسطينيين؛ سواء على يد وحدات الدفاع القطرية او كانت تلك هي فرق الطواريء في المستوطنات – التي الاعضاء فيها يسارعون الى اطلاق النار على الفلسطينيين اثناء المواجهات. رقم اخر عرض في هذه النقاشات، الذي يقلق الشباك، هو حجم الارهاب اليهودي. منذ بداية الحرب الحديث يدور عن تقريبا 900 حالة (حوالي 160 منها كان مخطط لها مسبقا). حول هذا الرقم تعمق الخوف من التدهور الامني في الضفة.
بيانات الشهر الماضي فقط تعكس رسالة حادة. في هذا الشهر الذي فيه ازدادت التقارير عن عنف المستوطنين، تعرض احصائيات جهاز الامن اكثر من 100 هجوم وجريمة كراهية ضد الفلسطينيين وقوات الامن معا. في حزيران السنة الماضية بلغ هذا الرقم 67 حالة.
البيانات التي طرحت في الجلسات عرضت ايضا الصورة الواسعة التي بحسبها فانه منذ بداية الحرب في قطاع غزة كان هناك حوالي 1350 هجوم وجريمة كراهية ضد الفلسطينيين وقوات الامن في الضفة الغربية. في هذه الفترة، تقريبا 320 فلسطيني الذين هوجموا من قبل المستوطنين اصيبوا واحتاجوا الى العلاج، بينهم 120 في السنة الحالية. بخصوص الفلسطينيين القتلى فان الصورة معقدة اكثر. في جهاز الامن قالوا ان الامر يتعلق بحوالي 970 قتيل، لكن لم يتم عرض توزيع فيما يتعلق بهويتهم واسباب الوفاة. بكلمات اخرى، الكثير منهم مخربون أو مشتبه فيهم قتلهم الجيش الاسرائيلي.
كل ما قيل حول هجمات المستوطنين ضد قوات الامن فان معظمها كانت في بؤر استيطانية لمزارع غير قانونية. هذه البؤر اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة بتشجيع ودعم الحكومة، لا سيما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزيرة الاستيطان والمهمات الوطنية اوريت ستروك.
بؤر المزارع ازدادت بسرعة خلال اشهر الحرب. حسب معطيات الجيش الاسرائيلي فانه قبل 7 اكتوبر كان في الضفة الغربية حوالي 30 بؤرة استيطانية لمزارع، التي استهدفت السيطرة على اراضي بملكية فلسطينية وطلب من قوات الاحتياط تامينها. حتى الشهر الماضي، اقل من سنتين على اندلاع الحرب، بلغ عدد هذه البؤر الاستيطانية حوالي 120 بؤرة، وهو يمثل ارتفاع باربعة اضعاف. هذه البؤر اصبحت بؤر عنيفة تجاه جنود الجيش وضد قوات الامن والسكان الفلسطينيين.