هآرتس: في الجيش يعترفون بان اتفاق غزة يحترم، والولايات المتحدة تطالب بانسحاب آخر
هآرتس – عاموس هرئيل – 9/12/2025 في الجيش يعترفون بان اتفاق غزة يحترم، والولايات المتحدة تطالب بانسحاب آخر
التقديرات في القدس وفي واشنطن وفي الدوحة متشابهة: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصمم على التقدم الى المرحلة الثانية في خطته في قطاع غزة. رغم علامات الاستفهام الكثيرة على الأرض فان الرئيس ينوي ان يفرض على الطرفين الانتقال الى المرحلة القادمة، التي من شأنها ان تتضمن انسحابا إسرائيليا آخر في القطاع. الجدول الزمني سيتاثر من لقائه مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة في نهاية الشهر الحالي. ومن المرجح ان الخطوات الأساسية ستنفذ فقط بعد هذا اللقاء.
بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي الى الخط الأصفر، من خلال السيطرة على نصف مساحة القطاع تقريبا، كان هناك من تحدثوا في إسرائيل عن “سور برلين الجديد” الذي سيبقى حتى فترة طويلة. ولكن من الرسائل التي بثها الامريكيون في الأسبوع الماضي من الواضح ان الرئيس لا يتفق مع هذا الرأي. الإدارة الامريكية تفاجأت للافضل من وفاء حماس بالتزاماتها – في الحقيقة هي نجحت في العثور على وإعادة جثث جميع المخطوفين القتلى، باستثناء رون غوئيلي. إسرائيل ما زالت تطالب باعادته، والولايات المتحدة تدعم هذا الطلب، لكن طوال الوقت النية هي تطبيق مراحل الانسحاب القادمة.
ربما ان الولايات المتحدة ستدفع باتجاه اتفاق فيه يقف الجيش الإسرائيلي على مسافة اقرب من حدود القطاع، في الممر الأمني وبعرض محدود داخل المنطقة الفلسطينية. في نفس الوقت يعترفون في الجيش بان نطاق الخروقات الفلسطينية للاتفاق غير مرتفع بشكل خاص. الجنود يطلقون النار على رجال حماس الذين يحاولون اجتياز الخط الأصفر لجمع معلومات استخبارية عن تموضع القوات، واحيانا من اجل القيام بهجمات. ولكن عمليا، لا توجد محاولة منظمة للتصادم مع الجيش الإسرائيلي، وبؤرة الاحتكاك الأساسية ما زالت في جيب الانفاق في منطقة رفح – هناك علق خلف الخطوط الإسرائيلية عشرات مسلحي حماس.
المرحلة القادمة في الخطة الامريكية ستكون الإعلان عن تعيين “مجلس السلام” الدولي، الذي يتوقع ان يوفر الغلاف لحكومة التكنوقراط الجديدة التي ستشكل في القطاع. هذا الإعلان يتوقع إصداره في العشرة أيام بين 15 كانون الأول وعيد الميلاد. هناك تفاهمات بشان هوية أعضاء حكومة التكنوقراط، ورغم ان الامر لم يحدد رسميا، فانه يتوقع ان تكون فيه شخصيات مرتبطة بحماس أو متماهية مع فتح والسلطة الفلسطينية. إقامة قوة الاستقرار متعددة الجنسيات يتم التخطيط لها في هذه الاثناء كما يبدو لتكون في منتصف كانون الثاني القادم.
كبار قادة القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي عبروا عن الرضى من نجاح واشنطن في المصادقة على الخطة في مجلس الامن. الصعوبة الأساسية ما زالت تتعلق بخوف الدول التي وافقت مبدئيا على ارسال جنود لقوة الاستقرار من مواجهة مباشرة مع حماس. رغم جهود ترامب الا انه لا يوجد تقريبا أي دول مستعدة لتعريض رجالها للخطر وان تفرض عليها مهمة نزع سلاح حماس.
الاتصالات بين حماس والولايات المتحدة ودول الوساطة، قطر ومصر وتركيا، تتناول تحديد السلاح الموجود لدى حماس. التسوية التي تتم مناقشتها الان تتناول تجريد حماس من سلاحها الهجومي مثل الصواريخ، مع الاحتفاظ بالسلاح الشخصي (البنادق والمسدسات) لرجالها. في جهاز الامن في إسرائيل يعتقدون ان الخطر الذي يحدق بمستوطنات غلاف غزة منخفض جدا – لقد بقيت لدى حماس صواريخ قليلة ويبدو انها ستجد صعوبة في تنفيذ هجوم منظم. في هذه الاثناء التاخير في تطبيق الخطة الامريكية وفي ظل غياب بديل سياسي في القطاع، يسمح لحماس ان ترسخ بالقوة ذراع سيطرتها على السكان الفلسطينيين الذين يخافون وبحق من التصادم مع رجالها المسلحين في الشوارع.
نتنياهو لا يعتقد انه يمكن كبح حماس لفترة طويلة بدون نزع سلاحها. أيضا في جهاز الامن هناك شكوك كثيرة فيما يتعلق بسيناريو كهذا. إسرائيل ستحاول السعي الى وضع فيه الولايات المتحدة تسمح لها بحرية عمل امام حماس – مثلما يفعل الجيش الإسرائيلي في الهجمات المتواترة ضد حزب الله في جنوب لبنان. ولكن هذا الامر مرتبط بدرجة الثقة التي ستعطيها الإدارة الامريكية لاحتمالية الدفع قدما بخطتها، وبنجاح انتشار القوة متعددة الجنسيات. في هذه الاثناء الرئيس الأمريكي ما زال يظهر التفاؤل.
خطة الولايات المتحدة تتحدث عن تقسيم غزة “الجديدة” في شرق القطاع وغزة “القديمة” في غرب القطاع. في المنطقة الغربية ستبقى في هذه المرحلة سيطرة معينة لحماس، في حين في المنطقة الشرقية ستبدأ إقامة احياء جديدة. دول الخليج ستمول المشروع على امل ان تجذب للمنطقة فلسطينيين يرغبون في الخروج من منطقة نفوذ حماس. الولايات المتحدة تامل ان تخلق هناك مناطق آمنة، التي سينتقل اليها السكان الذين مروا بعملية تصفية أمنية.
إسرائيل طلب منها ان لا تضع عقبات وكذلك ان تخلي بقايا القنابل من المنطقة في رفح، التي ستشكل مشروع ريادي للخطة. في نفس الوقت الولايات المتحدة تضغط لاعادة فتح معبر رفح. في إسرائيل يقلقون من ذلك بسبب الخوف من ان يغض الجيش المصري النظر عن تهريب السلاح في المعبر، مثلما فعل هناك في السنوات التي سبقت الهجوم المفاجيء لحماس في 7 تشرين الأول 2023.

