ترجمات عبرية

هآرتس: رغم العوائق الكثيرة يوجد احتمال حقيقي لوقف الحرب هذه المرة

هآرتس 6/10/2025، عاموس هرئيل: رغم العوائق الكثيرة يوجد احتمال حقيقي لوقف الحرب هذه المرة

دونالد ترامب غير التسارع. فمنذ عودته الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني، الرئيس الامريكي بالاساس يتحدث عن رغبته في انهاء الحرب بين اسرائيل وحماس. ولكن الامور تغيرت كليا في مؤتمره الصحفي مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قبل اسبوع تقريبا. الآن ترامب هو في محط الانظار: هو يلقي بكل ثقله من اجل حث الطرفين على انهاء الحرب وتحقيق صفقة التبادل. العوائق يبدو أنها ما زالت كثيرة، لكن في الذكرى السنوية لاندلاع الحرب التي ستصادف في الغد (الثلاثاء)، فانه يلوح في الافق للمرة الاولى بعد فترة طويلة جدا بان هناك احتمالية كبيرة لوقفها. حتى ان ترامب ونتنياهو يلمحان الى ان التغيير للافضل من شانه ان يبدأ اثناء عيد العرش.

مرة اخرى تم التوضيح بان الرئيس متاثر جدا من المظاهرات الضخمة في اسرائيل لصالح عقد الصفقة. أول أمس نشر صور منها على صفحته في الشبكات الاجتماعية. الآن هو يستغل هذا الضغط العام في اسرائيل للدفع قدما بعقد الصفقة، كما أمل كثيرون في ان تحدث في كانون الثاني. لكن مقاربة نتنياهو مفاجئة قليلا – حتى اليوم، وخلال المفاوضات منذ ولاية بايدن وحتى الآن، حرص رئيس الحكومة على وضع العصي في الدواليب في كل المناسبات. الآن هو بالتحديد يقوم بتنمية توقعات لحدوث تقدم. ربما حان الوقت للاستنتاج بانه لا يستطيع ان يواصل وقف خطوات ترامب.

جهود كبيرة يتم استثمارها في بلورة خط دعاية جديد لنتنياهو امام ناخبيه: يتبين ان الامر يتعلق بشكل عام بانجاز سياسي كبير لاسرائيل، الذي تحقق فقط بفضل تصميمه. عدد من الذين يدعون ذلك قاموا بشرح لنا فقط قبل يومين لماذا يجب عدم التوقيع على أي اتفاق مع رؤساء حماس، النازيين الجدد. ربما يجدر سؤال خبير، لكن هناك شعور بانه هكذا ظهرت صحف الاحزاب الشيوعية في دول الكتلة الشرقية قبل لحظة من سقوط سور برلين في 1989.

أمس استعدت بعثة المفاوضات الاسرائيلية برئاسة الوزير رون ديرمر للذهاب الى مصر من اجل الالتقاء مع دول الوساطة. الخطوط الاساسية لصفقة المخطوفين واضحة جدا. ترامب يسعى الى اطلاق سراح العشرين مخطوف الاحياء واعادة الـ 28 جثة – هذه ارقام اسرائيلية؛ الرئيس يذكر كل مرة رقم مختلف – خلال 72 ساعة، التي من شانها ان تبدأ قبل نهاية الاسبوع. مشكوك فيه اذا كان هذا الامر قابل للتنفيذ الكامل في هذه الفترة القصيرة جدا. احدى العقبات تتعلق بالعثور على كل الجثامين. لقد مرت على القطاع هزة ارضية خلال سنتين، وحتى لو كانت حماس تريد انهاء هذه القضية فربما انه تنتظرنا هنا قضايا طويلة على صيغة اختفاء الطيار رون اراد في لبنان.

توجد عقبات اخرى. في منتهى السبت نشر ترامب خارطة انسحاب اسرائيل. في المرحلة الاولى يدور الحديث عن انسحاب محدود الى الخطوط التي كان فيها الجيش الاسرائيلي في شهر تموز الماضي. هذا بعيد عن ارضاء حماس، حتى بسبب استمرار سيطرة اسرائيل على محور فيلادلفيا. حماس ايضا تعارض طلب امريكا مثلما ظهر في وثيقة الـ 21 نقطة (التي تم تقليصها الى 20)، نزع سلاحها. هي تسعى الى تقويض نية نقل القطاع الى سيطرة قوة متعددة الجنسيات وتتحدث عن قوة فلسطينية. اضافة الى ذلك حماس لن ترغب في السماح لاسرائيل بتحديد وتيرة انسحاب الجيش الاسرائيلي وطبيعة دخول قوة بديلة الى القطاع.

الطريق الى اتفاق بعيد المدى في القطاع تبدو مليئة بالعقبات. مستوى اهتمام ترامب بتفاصيل الاتفاق محدود جدا: مثلما في قضية ايران فانه من ناحية الرئيس الحرب انتهت لأنه قال بانها انتهت، والويل لمن يعارضه. عمليا، هذه هي المرة الثانية خلال ثلاثة اشهر ونصف التي يامر فيها ترامب نتنياهو بوقف القصف.

بعد اشهر من التملص يبدو ان نتنياهو خضع لضغط ترامب: حسب الخطة سيتم الاعلان عن وقف كامل لاطلاق النار، واطلاق سراح المخطوفين (مقابل اطلاق سراح حوالي 2000 فلسطيني، بينهم 250 قاتل تمت ادانته)، بدون ان تتعهد حماس وبحق بنزع سلاحها، وبدون تنفيذ نتنياهو لوعده، التصفية النهائية لحماس، كجزء من النصر المطلق. مع ذلك فانه حتى الان لا يمكن استبعاد امكانية نجاح نتنياهو في افشال الصفقة، حتى لو كان يبدو انها في مرحلة متقدمة جدا.

استنتاجات غير ملزمة

في يوم الجمعة الماضي، بعد ضغط كبير من قبل ترامب، ارسلت حماس ردها على خطة الـ 20 نقطة. الرئيس الامريكي، لاعتباراته وبصورة مميزة، اعتبر رد المنظمة الارهابية ايجابي رغم التحفظات الكثيرة التي تضمنها. خلال بضع ساعات فرض على نتنياهو وقف معظم عمليات قصف الجيش الاسرائيلي في غزة، حتى منتهى السبت وضع رؤساء احزاب اليمين المسيحاني في حكومته، الوزير بتسلئيل سموتريتش والوزير ايتمار بن غفير، امام حقيقة قائمة.

الاثنان تصرفا وفقا للاسلوب غير المسؤول الذي تبنياه منذ بداية الحرب. فقد هاجما قرارات نتنياهو وكأنه ليس رئيس الحكومة، وبعد التصريحات التفسيرية امتنعا في هذه المرحلة عن القيام بخطوات عملية. في هذه الاثناء يبدو انهما يفحصان هل سيؤخران انسحابهما حتى تحقيق المرحلة الاولى في الخطة التي في اطارها سيعلن عن وقف اطلاق النار واعادة جميع المخطوفين والجثامين. بالتاكيد وبدون أي شك المعارضة ستوفر لنتنياهو شبكة امان برلمانية تمكنه من المصادقة على الاتفاق. ولكن بعد ذلك ربما ان سموتريتش وبن غفير لن يكون امامهما أي خيار. هما يحاربان على الاصوات في هوامش اليمين، ومن اجل تمييز انفسهما عن نتنياهو فانه يجب عليها الانسحاب من الحكومة في القريب. هذا السيناريو يقرب الانتخابات القادمة باحتمالية كبيرة، الى الربع الاول من السنة القادمة.

اذا فاز نتنياهو في الانتخابات أو قام بفرض التعادل، الذي في نهايته ستكون حكومة انتقالية شبه خالدة، فهو سيتمسك بالهدف السامي: البقاء في الحكم واستمرار تاجيل محاكمته الجنائية ومنع منهجي لتشكيل لجنة تحقيق رسمية من اجل التحقيق في الاخفاقات التي سمحت بحدوث المذبحة. وبصفته صاحب البيت الرئيسي في الـ 14 سنة التي سبقت الحرب، والتي سوق فيها رعاية حماس بواسطة الاموال القطرية وتجاهل تحذيرات الاستخبارات في 2023، فانه يوجد لديه الكثير لاخفائه. والى حين اتضاح قضية التحقيق ستبقى لدينا قناتي استيضاح: تحقيق مراقب الدولة وعمل اللجنة العسكرية برئاسة اللواء المتقاعد سامي ترجمان.

من المحادثات مع الشخصيات الرئيسية التي التقى معها مراقب الدولة، متنياهو انغلمان، تظهر صورة واضحة جدا. طاقمه يميل الى التركيز على الليلة التي سبقت هجوم حماس وتوجيه جزء كبير من النيران الى كبار قادة الجيش الاسرائيلي، وعلى رأسهم في حينه رئيس الاركان هرتسي هليفي. لجنة ترجمان يتوقع ان تقدم استنتاجاتها لرئيس الاركان ايال زمير في الفترة القريبة القادمة. النغمة التي تصاعدت في اللقاء مع الضباط المتورطين شديدة جدا. سيكون لترجمان والضباط الكبار في الاحتياط الذين عملوا معه اقوال كثيرة لقولها. سواء عن الاخفاقات أو عن الطريقة التي اختارها الجيش الاسرائيلي للتحقيق مع نفسه. بؤرة التوتر مع زمير، الذي قام بتعيين اللجنة، ستكون حول الاستنتاجات الشخصية. حتى اليوم امتنع زمير وسلفه هليفي عن فعل ذلك. عمليا، الضباط القلائل الذين تم تاجيل تعيينهم بعملية ناجعة، كانون هم المتضررين من قرار وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي كعادته عمل بدافع شعبوي وبدون التعمق في الحقائق.

في بؤرة الاهتمام والرهان يقف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، الجنرال شلومي بندر. فعندما كان عميد قبل سنتين ترأس بندر قسم العمليات في هيئة الاركان. لجنة ترجمان هي انتقادية فيما يتعلق بالتحقيق الذي فحص اداء هذا القسم والأداء الفعلي. زمير يميل الى الاعتقاد بان المستوى التنفيذي في قيادة المنطقة الجنوبية وفي هيئة الاركان فشل في 7 اكتوبر، بالاساس بسبب الاداء المخيف لشعبة الاستخبارات العسكرية. هذا هو الاستنتاج الحاسم للعقيد ش.، وهو قائد وحدة في القسم والذي صاغ تقرير شخصي عن الفشل وقال فيه بان ما وفرته الاستخبارات قبل 7 اكتوبر وفي الليلة التي اعقبت اندلاع الحرب افشلت القادة. هذا ليس ما يعتقده ترجمان ورجاله – بكلمات اخرى، ربما انه بالنسبة لهم فان قسم العمليات اهمل حتى بدون صلة بالاستخبارات العسكرية.

زمير الذي يقدر بندر ويريد ان يواصل وظيفته سيتعين عليه أن يحسم، لكن كالعادة – ايضا السياسيون يمكنهم التدخل لاعتباراتهم غير الموضوعية.

واقع وهمي

السلسلة الوثائقية لعمري اسنهايم “ماذا حدث للجيش الاسرائيلي” (القناة 13)، سجلت في هذا الاسبوع انجاز كبير عندما في الفصل الاخير تضمنت مقابلة مع رئيس الاركان السابق افيف كوخافي. هذه هي المرة الاولى منذ اندلاع الحرب التي يجري فيها كوخافي مقابلة، الذي انهى مهمته قبل تسعة اشهر من اندلاع الحرب.

اثنان من الضباط السابقين في جهاز الامن، كوخافي ورئيس الموساد السابق يوسي كوهين، تمت الاشارة اليهما خلال سنوات وكأنه يمكنهما التوجه الى الحياة السياسية، وربما حتى التنافس على رئاسة الحكومة. كلاهما تم وصفه كنوع من “الشباب الذهبيين”، وكان لهما اسباب جيدة للتقليل من الظهور في وسائل الاعلام بعد مذبحة 7 اكتوبر. عندما كانا تحت امرة نتنياهو، كان لهما دور رئيسي في التصور الذي كان يقف في اساس الفشل: اختيار ادارة النزاع الفلسطيني وتجميده بدون حراك؛ الاستيعاب المتواصل امام حماس؛ الاعتقاد ان حماس خائفة وضعيفة بعد كل جولة قتال؛ التوجه للاموال القطرية كحل سيهديء العنف الذي يوشك على الاندلاع في القطاع.

عند اندلاع الحرب اختار كوهين، حيث بطحة كبيرة على رأسه، ان لا يختفي، بل ان يحاول اعادة من جديد تشكيل صورته. لقد ظهر عدة مرات في الاستوديوهات، وهناك تنصل من نقل الاموال القطرية (رغم انه كان من مهندسي هذا الاسلوب، وهاجمه فقط بعد انهاء منصبه في مقابلة مع ايلانا ديان). مؤخرا عاد للظهور من اجل تسويق سيرته الذاتية التي نشرها. كوخافي نزل من تحت الرادار، الى ان اقتنع مؤخرا بالجلوس امام كاميرات اسنهايم. هذه ليست المرة الاولى التي ينجح فيها اسنهايم في الوصول الى مشاهير يرفضون اجراء مقابلات معهم. يبدو ان اسلوبه الذي ليس اسلوب مفترس، يساهم في ذلك.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى