ترجمات عبرية

هآرتس: رسالة الى الطيار ع. الذي يقوم بقصف غزة

هآرتس – اوري مسغاف – 18/9/2025 رسالة الى الطيار ع. الذي يقوم بقصف غزة

ع. العزيز، مرحبا. أنا اعرفك منذ سنوات، انت ذهبت الى دورة الطيارين تقريبا بعد عشر سنوات. خلافا لي ولمؤهلاتي البدنية المحدودة أيضا انهيتها بنجاح. وتم تاهيلك كطيار حربي. المعارك الجوية الأخيرة التي قام بها سلاح الجو كانت في الثمانينيات. أنت وزملاؤك مؤهلون لـ “الهجوم”، أي باطلاق الصواريخ والقنابل من بعيد. انت كنت تطمع بخدمة طويلة دائمة. اجتزت عدة تدريبات وتعيينات. اقمت عائلة. هم لم يروك بشكل كاف. واصلت الطيران والتدرب والقيادة. نظرت مباشرة الى الأفق. كنت شخص وسيم وحساس وقيمي. من افضل أبنائنا. 

في 7 أكتوبر تجندت لحرب عادلة. بدأت كحرب دفاعية. اقوال الهراء حول رفض الخدمة تبين أنها كما هو متوقع، دعاية معيبة لماكنة السم. لا احد يسأل الأسئلة عندما يغزون بلاده ويذبحون شعبه. منذ ذلك الحين تمكنت من القصف في القطاع، لبنان، سوريا واليمن. واصلت عدم طرح الأسئلة. لم يكن أي سبب مباشر للتساؤل حول ما تفعله وتحققه في الواقع.

بعد ذلك جاءت الحرب المبادر اليها في ايران. قاموا باعدادك لهذه المهمة. هذا كان الهدف لك وللسلاح. قمتم بالاستعداد والتدرب لهذه المهمة. لم أتوقع وبحق ان تسأل أيضا في حينه، سواء عن الوقت أو الظروف أو الصورة الكبيرة أو العلاقة المدهشة حقا بين الاحتياجات السياسية والقانونية لرئيس الحكومة وبين العملية. حتى عندما أمروك بمهاجمة فجأة استوديو أو سجن افيان، الذي يسجن فيه معارضو النظام، الذين قمتم بقتلهم هم وعائلاتهم كما يبدو في عملية من اجل مجد دولة إسرائيل – قمت بضبط نفسي. 

بعد ذلك جاء الهجوم في الدوحة. لقد ارسلوك لقصف مبنى اجتمع فيه كبار قادة حماس لمناقشة صفقة لتبادل المخطوفين. لا يوجد لي تعاطف مع رجال حماس، أو مع القطريين، الذين خلال سنوات مولوا بواسطة وكيلهم نتنياهو تقوية حماس والانفاق والاستعداد لـ 7 أكتوبر، في الوقت الذي يشغلون فيه بالاجر أيضا مستشاريه المقربين جدا منه. ولكن هؤلاء القطريين توسطوا بناء على طلب من إسرائيل في المفاوضات لتحرير المخطوفين واستضافوا عندهم من كانوا سيناقشون الصفقة، الذين قمتم بمهاجمتهم هناك. أنتم حصلتم على أمر وقمتم باطلاق من بعيد صواريخ موجهة ولم تصيبوا بسبب العجلة أو لاسباب أخرى – قمتم باغتيال بيدكم الاحتمالية الأخيرة لاعادة المخطوفين ووقف حرب سلامة نتنياهو.

منذ ذلك الحين أنت وزملاءك تقومون بقصف مدينة غزة، التي يعيش فيها مليون مواطن والتي عمرها 5 آلاف سنة، صبح مساء. ربما أنتم تقتلون مخطوفين، وبالتاكيد تقتلون مئات المدنيين وتصيبون الآلاف، رجال، نساء وأطفال. المخربون محصنون في الانفاق وينتظرون رجال سلاح المشاة والمدرعات.

أنت لا تقتل المخربين ولا تحرر المخطوفين. أنت لا تدفع قدما بسم واحد مصالح إسرائيل، بل فقط تحكم عليها بالدمار، العزلة والكراهية لسنوات طويلة. أنت تشارك في جريمة ضد الإنسانية من خلال سفك الدماء هذا. من خلال قصف مدينة كاملة. أنت سيتم تذكرك كحلقة في سلسلة كوفنتري، ديرزدن وهيروشيما. لماذا تفعل ذلك؟ ما هو الغرض من ذلك؟.

إضافة الى ذلك من اجل من تفعل ذلك؟ هل من اجل نتنياهو الذي يكرهك أنت واصدقاءك بدرجة لا تقل عن كرهكم له. هل من اجل ايتمار بن غفير ويسرائيل كاتس، اللذان ينشران في الشبكة بسرور أفلام عن نتائج قصفك، ويكتبون “نحن بدأنا في احتلال غزة”، “نقوم بتغيير خط افق غزة”؟ ما الذي تفكر فيه الآن؟ اعتقدت أنني اعرفك. انت كل ليلة تقتل نساء وأطفال عاجزين. ما الذي تقوله لزوجتك عندما ستخلع زي الطيار؟ ما الذي ستقوله لاولادك عندما يكبرون ويسألونك لماذا فعلت ذلك؟ هل ستقول لهم بأنك تلقيت أمر؟. 

أوقفوا اطلاق النار واوقفوا المحركات واهبطوا. انظر للحظة في المرآة: ليس من اجل ذلك أنت أصبحت طيار. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى