هآرتس: دبابات معطلة وحظر سلاح الماني كفيلين بالمس بالحملة لاحتلال غزة

هآرتس – عاموس هرئيل – 25/8/2025 دبابات معطلة وحظر سلاح الماني كفيلين بالمس بالحملة لاحتلال غزة
الاشارات المتراكمة غير جيدة. بعد اسبوع على رد حماس بالايجاب على اقتراح دول الوساطة بشان صفقة تبادل جزئية، تمهيدا لصفقة شاملة تنهي الحرب في قطاع غزة، فان اسرائيل تواصل مد الوقت. هذا رغم المعرفة الواضحة بشان الوضع البائس للعشرين مخطوف الذين ما زالوا يحتجزون في الانفاق في غزة، اضافة الى الثلاثين جثة الموجودة في ايدي حماس. هناك تقارير عن نية استئناف المفاوضات، هذه المرة في مكان جديد. يبدو ان لا احد مستعجل هنا، على الاقل ليس بهذا الشان.
الاعداد لعملية السيطرة على مدينة غزة مستمر كالعادة، والرئيس الامريكي، دونالد ترامب، يواصل الدعم الامريكي الكامل لبنيامين نتنياهو. في نهاية الاسبوع اطلق ترامب تقدير حول موت بعض المخطوفين. في اسرائيل ينفون ذلك بشدة. الادعاء بان العملية العسكرية ستنجح، سواء باخضاع حماس او اجبارها بطريقة سحرية على التنازل في اللحظة الاخيرة عن المخطوفين واعادتهم على قيد الحياة، لا يتساوق مع كل ما شاهدناه حتى الآن.
توجد اهمية للضغط العسكري، لكن حماس لم تتنازل بصورة مطلقة في أي مرة. ومن يصمم على حدوث هذا الامر يذكر بالملكة البيضاء في “اليس في بلاد العجائب”، التي تدرب نفسها على ان تصدق على الاقل ستة امور غير محتملة قبل وجبة الفطور.
نتنياهو في هذه الاثناء غير راض عن الاسم الرمادي الذي اختاره الجيش الاسرائيلي بشكل متعمد للعملية وهو “عربات جدعون 2”. رئيس الحكومة، كما قيل، يفضل اسم “القبضة الحديدية”، ربما بسبب رائحة الفاشية التي تنبعث منه. في الاستوديوهات يحارب ضباط الاحتياط على الفضل بشان تخطيط العملية، التي بالفعل لم تبدأ بعد، رغم ان سابقتها لم تثمر الكثير. في المقابل، كل المجتمع الدولي، باستثناء الامريكيين، يدين نوايا اسرائيل، وهناك خبراء قانون يحذرون من ان تدمير مدينة كبيرة سيعرض المشاركين في العملية الى خطر قانوني شخصي في ارجاء العالم. هذا لا يزعج وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أحد المهم لهم الحصول على مكان في الصف الاول في المحكمة في لاهاي، والاعلان عن ان غزة ستظهر بشكل مختلف بعد العملية، مثل بيت حانون الذي دمرت في السابق كليا.
الاستعدادات العسكرية تتواصل، لكن ليس بالوتيرة التي يريدها الوزراء. في “اخبار 12” نشر ان الوزير بتسلئيل سموتريتش تطاول في جلسة الكابنت في الاسبوع الماضي على رئيس الاركان ايال زمير، عندما تجرأ الاخير على القول بان الجيش الاسرائيلي لا يعرف كيفية حساب الوقت الذي سيستغرقه الاخلاء بالقوة للسكان من مدينة غزة. الحديث يدور عن حوالي مليون نسمة، وفي الجيش يقدرون ان 30 في المئة تقريبا سيرفضون الاخلاء في كل السيناريوهات، على الاقل الى حين دخول القوات. ولكن سموتريتش وبخ في السابق رئيس الاركان وقال: “لقد اعطيناك تعليمات للقيام بعملية قصيرة، بالنسبة لي يجب عليك محاصرتهم. من لا يوافق على الاخلاء لا تعطيه مياه أو كهرباء، وليموتوا جوعا أو يستسلموا. هذا ما نريده وأنت تستطيع ذلك”. يجب القول بوضوح ان سموتريتش يدفع الجيش لارتكاب جرائم حرب ونتنياهو يصمت.
عشرات آلاف اوامر التجنيد لرجال الاحتياط تم ارسالها من 2 ايلول فصاعدا، من اجل خلق على الاقل وهم لسنة دراسية وكأنه يتم افتتاحها كالعادة. في جزء من الوية الاحتياط يتحدثون عن توقعات متفائلة، 70 في المئة من الامتثال لهذه الاوامر. في الوية اخرى يأملون ان يصل الامتثال الى 50 في المئة. في كل الحالات تمرين الفرز مالوف بالفعل، معدل الحضور لا يشمل الكثير من الجنود الذين يبلغون قادتهم عن عدم قدومهم وأنه لا فائدة من ارسال أمر تجنيد لهم. معدل الحضور يعتمد ايضا على اكتمال البيانات، حيث تقوم بعض الوحدات بذلك من خلال كادر بنفس حجم الكتيبة. هؤلاء جنود احتياط “ملحقون” يتنقلون من وحدة الى اخرى منذ سنتين تقريبا، وقد تنازلوا عن حياتهم المدنية من اجل الحرب لاسباب مختلفة – بدءا بالتماهي الايديولوجي مع اهداف الحرب ومرورا بمصدر رزق بديل عن مكان العمل الذي فقده في الحياة المدنية وانتهاء بالذين ما زالوا عالقين عاطفيا بـ 7 اكتوبر ولا يستطيعون التخلص منه (هذا امر مفهوم بالتاكيد).
وضع المعدات المصفحة ليس افضل من وضع الجنود انفسهم. طواقم التسليح اضطرت الى ارتجال حلول في الميدان وعلاج الوضع الشاذ لوقت سفر الدبابات وناقلات الجنود المصفحة من اجل مواصلة، رغم ذلك، استخدام معدات توجد في قتال مستمر منذ 22 شهر. مؤخرا ظهرت مشكلة جديدة وهي ان حظر السلاح الذي فرضته المانيا يمكن ان يؤثر على استبدال محركات دبابات المركاباه. في هذه الاثناء الى حين ايجاد حل فان هناك دبابات معطلة، وقدرة العملية البرية في غزة يمكن ان يتم المس بها.
تردد رئيس الاركان يرتبط ايضا بالخوف على حياة المخطوفين. المعلومات الموجودة لدى الجيش الاسرائيلي جزئية فقط، وهناك صعوبة في متابعة استعدادات حماس ومكان المخطوفين في الفوضى الكبيرة السائدة في القطاع. لا يوجد لزمير أي نية لتعريض حياة المخطوفين للخطر، لذلك فانه سيتم اتخاذ الكثير من وسائل الحذر بخصوص تقدم القوات. اعتبار آخر يتعلق بالرغبة في تقليل عدد الاصابات في اوساط الجنود. مؤخرا اتبعت في القطاع وسائل حيطة وحذر جديدة في تمشيط المباني، التي يبدو انها كانت مجدية. جزء من التوصيات وصل من الميدان، القوات المقاتلة نفسها، استنادا الى الدروس التي تم استخلاصها من احداث سابقة.
ضغط المستوى السياسي على الجيش من اجل تحقيق نتائج، ومحاولة دفعه الى خطوات اشكالية بين سكان مكتظين، تزيد التوتر داخل الجيش الاسرائيلي. يجب الانتباه بالاساس لما سيحدث بين قيادة المنطقة الجنوبية وسلاح الجو على خلفية اختلافات سابقة في المواقف، وازاء خوف سلاح الجو من الظهور كمن لا يقدم ما يكفي من المساعدة للمقاتلين على الارض.
تسونامي في الطريق
اذا قام الجيش في القطاع بالرد بالمثل على ضغط السياسيين فان هذا ليس الوضع في الضفة الغربية. فهناك يسجل سموتريتش تقريبا النصر المطلق – في حين ان نتنياهو وكاتس وحتى هيئة الاركان يشاهدون ذلك من الجانب. في الاسبوع الماضي اعلن وزير المالية (الوزير الثاني في وزارة الدفاع) عن المصادقة على خطط بناء في منطقة إي1 في شرقي القدس، وتفاخر بان الامر يتعلق بـ “مسمار آخر في نعش الدولة الفلسطينية”.
المشكلة هي ان الجيش ايضا انتقل للتحدث بنفس اللهجة. ليس فقط ان القوات تغض النظر عن العنف الممنهج للمستوطنين في بعض القرى الفلسطينية، بل الآن يتم اتخاذ خطوات عقابية جديدة. في الاسبوع الماضي اطلق فلسطيني النار على مواطنين اسرائيليين قرب بؤرة عيدي عاد واصاب احدهم اصابة بالغة. ردا على ذلك قام الجيش الاسرائيلي باقتلاع آلاف اشجار الزيتون في قرية المغير القريبة. قائد المنطقة الوسطى آفي بلوط، اقتبس وهو يقول “كل قرية يجب ان تعرف بانه اذا قامت بأي عملية فهم سيدفعون ثمنا باهظا وسيشهدون الحصار وحظر التجول”. حسب قوله، اقتلاع الاشجار استهدف التوصل الى أن “الجميع سيكونون خائفين، ليس فقط هذه القرية، بل ايضا كل قرية تحاول رفع يدها على السكان (اليهود)”. هذه هي لغة سموتريتش، وهي تسمع الان على لسان الضابط الكبير في الجيش الاسرائيلي في الضفة.
هذه الخطوات حيث في الخلفية توجد الاستعدادات للهجوم، الذي ينطوي على اضرار كثيرة في غزة، ستضمن تسونامي من الانتقاد لاسرائيل في الساحة الدولية. وهي تحدث قبل وقت قليل من انعقاد الجمعية العمومية السنوي للامم المتحدة الذي سيجري في نهاية ايلول. بشكل عام، الشهر القادم يظهر كشهر متوتر وصاخب. في لبنان يبدو أنه تقترب المواجهة بين الحكومة والجيش وحزب الله، الذي يرفض التنازل عن سلاحه. ايران تستمر في التصادم مع الغرب ازاء خرق الاتفاق النووي والعقوبات التي يتوقع أن تفرض عليها، حيث في الخلفية يوجد الهجوم الاسرائيلي – الامريكي على المنشآت النووية في شهر حزيران الماضي، أمس (الاحد) هاجم سلاح الجو في اليمن، كجزء من تبادل اللكمات مع الحوثيين. الجديد في نهاية الاسبوع، سقوط صاروخ يحمل رأس متفجر متبعثر، يمكن ان يزيد عصبية شركات الطيران الاجنبية ازاء اطلاق النار المتواصل على مطار بن غوريون. في حين انه في الساحة الفلسطينية فقط صفقة التبادل يمكن ان توقف الدوامة.