ترجمات عبرية

هآرتس: خطة ترامب لن تؤدي الى انهاء الحرب هذا ايضا ليس هدفه

هآرتس 8/9/2025، حاييم لفنسونخطة ترامب لن تؤدي الى انهاء الحرب هذا ايضا ليس هدفه

خطة ترامب لـ “انهاء الحرب” التي نشرت في مساء يوم الاحد في قنوات التلفزيون ليست خطة لانهاء الحرب، هي بالفعل خطة ويتكوف – بمعنى انها تشمل تحرير مخطوفين وسجناء فلسطينيين، التي فقط بعدها ستبدأ المفاوضات حول انهاء الحرب. هذه الخطة لن تؤدي الى شيء لانه لا يوجد لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أي رغبة أو مصلحة في انهاء الحرب، بل فقط الادعاء ان حماس ترفض التوصل الى اتفاق. نتنياهو يريد مواصلة الحرب لاشهر كثيرة اخرى، على الاقل حتى موعد الانتخابات.

ان منطق خطة ويتكوف هو انه بسبب ان الطرفين يختلفان حول طبيعة انهاء الحرب، فانه سيطلق سراح في البداية عشرة مخطوفين، وبعد ذلك الامريكيون سيضمنون لحماس بان المفاوضات حول انهاء الحرب ستبدأ بصورة جدية. الان الامريكيون يقولون لحماس: “اعطوا كل المخطوفين ونحن سنضمن لكم ان المفاوضات ستجري بجدية”. ولكن لا يوجد لنتنياهو أي مصلحة في اجراء مفاوضات جدية حول انهاء الحرب. شروط البداية التي وضعها ويقيد نفسه بها مرة تلو الاخرى لن تؤدي الى اتفاق نهائي. نتنياهو يعرف ذلك ولهذا هو يطرحها.

من الرد الفوري لمكتب نتنياهو يمكن ان نرى المناورة. اسرائيل – تفحص الاقتراح. حماس – كما يبدو سترفض. لا يوجد أي شيء يفرح نتنياهو اكثر من رفض حماس. رئيس الحكومة يتفاخر في الاسابيع الاخيرة بخطة اقتحام مدينة غزة. لقد اقتنعت قاعدته بالفكرة، ويمكن استغلالها لاشهر. التغريدات الطفولية لوزير الدفاع يسرائيل كاتس، التي ترافقها افلام من قصف سلاح الجو في القطاع، وكأنه آخر الشباب في الواتس اب، تدل على هذه العقلية.

نتنياهو باع ترامب – ليس من الصعب بيعه اشياء كهذه – احتلال غزة كورقة رابحة في المعركة اللانهائية امام المنظمة الارهابية. لا يوجد شيء في المواد الاستخبارية التي عرضت على وزراء الكابنت تدل على ان حماس قريبة من الانهيار وانها فقدت السيطرة في غزة، لكن هذا لا يهم. يوجد عجل ذهبي جديد للتعامل معه. عمليا، ترامب يعرض على حماس شروط اسوأ من خطة ويتكوف، من اجل وقف احتلال مدينة غزة. الجميع يفترضون ان حماس ترتجف خوفا من احتلال غزة وانها مستعدة للتراجع من اجل منع ذلك. ولكن لا احد يتجرأ على طرح سؤال: اذا لم تكن كذلك؟.

بعد مرور سنتين على الحرب اسرائيل تصمم على فعل مرة تلو الاخرى نفس الشيء، والنتيجة لا تتغير. فقط هناك مناورات تطلق في الهواء. لو ان غانتس فقط يترك الحكومة ويتوقف عن الازعاج. لو أننا فقط نحتل رفح. لو أننا فقط ندمر ظهر حزب الله. لو أننا فقط نصفي السنوار. لو أننا فقط نحتل محور فيلادلفيا. لو أننا فقط ننشيء صندوق بديل للامم المتحدة لتوزيع الطعام. الآن مدينة غزة. بعد ذلك مخيمات الوسط. لا توجد نهاية لهذا الامر.

في هذه الاثناء نجحت حماس في ترميم مكانتها الدبلوماسية في العالم. بعد الهجوم الفظيع، تم عزلها دبلوماسيا وسياسيا في اوروبا وفي الدول العربية. السلوك المتهور لحكومة اسرائيل اعاد الحمرة الى وجه حماس. في هذه الاثناء هي في موقف تفوق، فكري وسياسي، على اسرائيل، واحتلال غزة سيصب في مصلحتها. ستهزم اسرائيل في هذه المعركة، والجميع يعرفون ذلك، لكن لا أحد يكترث. حسب تقرير ميخائيل شيمش من قناة “كان”، فقد قال نتنياهو أمس في اجتماع للحكومة ان “الدعاية معطلة. لا يوجد جسم يتحدث باسم دولة اسرائيل”. نتنياهو الكلاسيكي هو ضحية اخفاقاته، وليس الجاني. هكذا هو في الدعاية مثلما في الحرب.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى