ترجمات عبرية

هآرتس: خطاب نتنياهو لم يتضمن جديد حول استمرار الحرب او احتمالية عقد صفقة في غزة

هآرتس 28/9/2025، ليزا روزوفسكي: خطاب نتنياهو لم يتضمن جديد حول استمرار الحرب او احتمالية عقد صفقة في غزة

نتنياهو وصل أول امس لالقاء خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة، مزودا كعادته بعدد كبير من خدع الالعاب النارية، بدءا بالخارطة التي اشر عليها اثناء حديثه باشارة “في” على اعداء اسرائيل الذين تمت هزيمتهم كما يبدو، ومرورا بالاستبيان الامريكي الذي استهدف الاثبات بان اعداء اسرائيل هم بالفعل اعداء كل الغرب وانتهاءا بخدعة دعائية فيها، مثلما كشف في “هآرتس”، اشرك الجيش – بث مباشر للخطاب بواسطة مكبرات صوت تم تركيبها في قطاع غزة وسيطرة على هواتف الفلسطينيين، بما في ذلك نداء باللغة العبرية للمخطوفين.

لكن الخطوة التي ربما كشفت اكثر من أي شيء آخر لاوعي نتنياهو ومستشاريه ومحيطه المقرب هي الباركود الذي كان معلق على ياقة بدلته، نفس الياقة التي لم يجروه بها حسب قوله قبل 7 اكتوبر. من قام بمسح الباركود وصل الى موقع فيه عرضت صور تثير الرعب لجثث الاسرائيليين الذين ذبحوا. بهذا، من فوق منصة الامم المتحدة، حول نتنياهو جسده الى عرض للرعب، الذي استهدف الشرح للحضور “لماذا نحارب ولماذا نحن مضطرون الى الانتصار”.

لكن كل الخدع التي تم اعدادها بجهد كانت معدة للفشل من البداية، لسبب بسيط وهو ان رئيس الحكومة ومحيطه يرفضون الفهم بأن 7 اكتوبر لا يمكن أن يبرر سلسلة الفظائع التي لا تنتهي لما يتواصل حدوثه في غزة يوميا. الحرب التي تشنها اسرائيل في قطاع غزة خلقت تضخم من صور فظيعة، سواء في الامم المتحدة أو خارجها. فقط قبل يومين استخدم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان – احد الاعداء الاقوياء لاسرائيل في المنطقة ومنافس كبير على قلب وعقل الرئيس الامريكي دونالد ترامب – نفس الاداة بالضبط، وعرض على المنصة ثلاث صور مرعبة من غزة.

نتنياهو عرف، باحتمالية عالية، انه ذاهب لاقناع المقتنعين. يصعب تقدير ان حقيقة انه تحدث في قاعة فارغة كانت مفاجئة بالنسبة له. بعثات دول اسلامية ودول افريقية ودول امريكا اللاتينية وبعض الدول الاوروبية خرجوا من القاعة تعبيرا عن الاحتجاج على صعوده الى المنصة. ازدحام حدث اثناء الخروج، ومدير الجلسة اضطر الى دعوة الحضور والخارجين لاحترام النظام لدقائق طويلة، في الوقت الذي كان فيه عدة عشرات من مشجعي نتنياهو يصفقون ويهتفون بحماسة من الشرفة. ليس فقط مقعد بعثة ايران، قطر والجزائر، بقيت فارغة، بل ايضا بعثات دول تعتبر “معتدلة” مثل كرغاسستان. البعثة الايرلندية لم تكن موجودة في القاعة، لذلك فهي لم تغادرها. بعثة اسبانيا غادرت القاعة. مع ذلك، حسب معرفتنا فان ممثلي معظم الدول الاوروبية كانوا حاضرين في الجلسة وايضا بعثات دول اتفاقات ابراهيم، دولة الامارات والبحرين بقوا في مكانهم، هذه انباء مشجعة نسبيا لحكومة اسرائيل لعهد اسبرطة العظمى.

الخطاب، الذي كان مليء بزلات اللسان (رئيس الحكومة قال، ضمن امور اخرى، ايران بدلا من اسرائيل، والنمسا بدلا من استراليا، وصحح نفسه)، تم اعداده في المقام الاول لأذن جمهورين. الاول هو القاعدة اليمينية في اسرائيل التي من اجلها، حسب مصدر تحدث مع “هآرتس”، سيتم نشر فيلم سيعرض اسماع الخطاب في غزة. الثاني هو الجمهور الامريكي، وبشكل خاص الشخص الذي يجلس في البيت الابيض. من اجل ذلك اقتبس نتنياهو جنرالات امريكيين واكد على الجدوى الاستخبارية التي تحصل عليها الولايات المتحدة من شراكتها مع اسرائيل، وكرر للمرة المليون ان ايران ووكلاءها يؤيدون “الموت لامريكا”، واشار الى ان ايران وقفت من وراء محاولات اغتيال للرئيس الامريكي (حسب معرفتنا ايران وقفت وراء محاولة اغتيال واحدة لترامب)، ووصف خسائر 7 اكتوبر بمعيار امريكي (40 ألف قتيل و10 آلاف مخطوف).

باستثناء ذلك هاجم رئيس الحكومة زعماء الدول الاوروبية الذين اعترفوا بفلسطين، واوضح بانه يعارض بشدة اقامة الدولة الفلسطينية. هو نفسه دعم هذه الفكرة في السابق، وحصلت على دعم جارف كما يبدو من مواطني اسرائيل. هو اهتم بنثر الوعود الغامضة حول السلام الذي سياتي من خلال قوة اسرائيل في الشرق الاوسط، ووجه انتقاده للاسامية العالمية وحاول الاثبات بان اسرائيل لا ترتكب ابادة جماعية في غزة. “هل طلب النازيون من اليهود المغادرة؟ هل قالوا لهم: رجاء، اتركوا؟”، تساءل من اجل الاثبات بان اسرائيل لا تتصرف مثل المانيا النازية، هذا رغم انه في السنوات الاولى بعد صعود النازيين الى الحكم شجعوا على الهجرة الطوعية لليهود من اراضي الرايخ الثالث.

لكن بعيدا عن المقارنة غير المريحة شمل خطاب نتنياهو بشكل اساسي رسائل تم استيعابها واعادة تدويرها خلال الاشهر القليلة الماضية. الخطاب لم يتضمن أي تصريحات جديدة حول استمرار القتال في غزة او امكانية التوصل الى اتفاق، بل تم الغاء احاطة اعلامية مخطط لها لوسائل الاعلام الاسرائيلية في اللحظة الاخيرة. ومكتب نتنياهو اعلن بان رئيس الوزراء لن يتحدث الى وسائل الاعلام الا بعد زيارته في واشنطن في يوم الاثنين. وبذلك اثبت نتنياهو من فوق منصة الامم المتحدة مرة اخرى انه ليس لديه انباء جديدة للعالم أو انه يحمل خطاب معه. بالنسبة له فان جميع الامال والمخاوف والجهود موجهة لهدف واحد فقط وهو البيت الابيض، الذي اصبح اعتماده عليه مطلق في الاشهر الاخيرة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى