ترجمات عبرية

هآرتس: حركة شبيبة المستوطنين فرع يافا

هآرتس 17/12/2025، عنات كامحركة شبيبة المستوطنين فرع يافا

في شهر تموز 2022، في فترة نهاية حكومة التغيير، نشرت القناة 13 تقرير عن مؤسسي البؤر الاستيطانية الرائدة، ووصفتهم، كما يقول عيدو دافيد كوهين، بانهم نوبات ذعر جريئة. هذا الوصف يمكن ان يكون رومانسيا ومطريا، لكنه ليس خاطيء تماما. لقد افتتحت حركة الشباب الاستيطاني فرع جديد لها في يافا في يوم السبت. هل هذا صحيح؟ اصعد وجسد؟ عزز وتبنى؟ هو اقرب الى “اضرب العربي”، حتى لو كانت امرأة في شهر حملها الاخير.

هذا الفرع الجديد اسسه ثلاثة مهاجرين من الوطن، الذين تم ارسالهم منه بأوامر ابعاد، وحتى أن واحدا منهم تم اعتقاله اعتقال اداري قبل سنة. في هذا الاسبوع تم اعتقالهم للاشتباه في الاعتداء على حنان حيمل، من سكان مدينة يافا، وعلى عائلتها في حادثة ما زالت تثير الاضطرابات في المدينة. ان وصف المحامي الصريح الذي يمثل المستوطنين، بانهم كانوا “يتجولون في المدينة فقط”، وأن احدهم يعيش هناك، لا يعتبر استهزاء بالضعيف. هؤلاء اشخاص لديهم هدف، وهم يتصرفون في يافا مثلما كانوا قبل دخولهم من الخط الاخضر. ان القول في هذه المرحلة بان لايفوفيتش كان محقا بشأن الفوضى التي ستنتشر في المجتمع الاسرائيلي يشبه القول بان كوبر نيكوص كان محقا في طرح نموذج بشان مركزية الشمس. 

لكن عندما نتذكر ان هؤلاء المشاغبين العنصريين والعنيفين ليسوا مجرد شباب سود متهورين يبحثون عن علاقات مع فتيات في مدارس اخرى، بل هم يشبهون عصابة مخدرات اكتشفت ارض بكر لتوزيع بضاعتهم، عندما نتذكر ذلك فان الامر يفقد الدعابة. الحقيقة هي ان يافا هي وجهة مرغوبة جدا، ومن حسن الحظ انها لم تشاهد مثل هذه الاحداث حتى الآن. هي مدينة مختلطة، يامل كل سكانها التعايش فيها، وفي نفس الوقت هي مدينة هشة ومعرضة لضغوط المتطرفين، اليهود والمسلمين. الى هذا التعايش دخل بشكل لطيف ثمل اعضاء النواة التوراتية في يافا، المهووسين بالتوراة، والذين كان بعضهم مشكوك فيهم في البداية بالتورط في مهاجمة المرأة الحامل، ومؤيدوهم سارعوا الى الابتهاج عندما تبين ان الامر يتعلق بكائنات من الفضاء، وأن اهداف المشاغبين غير بعيدة: كل ما لا ينجح بالكلام المعسول الخانق عن “الوحدة” وتقريب القلوب، سينجح بالقوة بواسطة المليشيات المتضخمة.

ردا على الهجوم العنيف على حيمل، اندلع احتجاج بقيادة السكان العرب في المدينة، وسمعت فيه، ضمن امور اخرى، شعارات مثل “بالروح، بالدم، نفديك يا يافا”. هنا يمكن ان يسجل الانجاز الحقيقي للمشاغبين: جعل الاسرائيليين العاديين، الذين هم ليسوا من مؤيدي العنف، والذين كان يسرهم الذهاب في ايام السبت لاكل الحمص في يافا والقول “شكرا، يا زلمة”، أن يردوا باستخفاف بانه في الواقع كل العرب نفس الشيء.

هذا الانتصار يريدون نقله ايضا الى اماكن اخرى. لانه سرعان ما سيملون من العمل في المناطق التي لا يلتفت فيها اليهم احد باستثناء اقلية من النشطاء الشجعان الذين يدافعون عن وجودهم. اللد هي قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار. في حيفا وفي عكا، وبالتاكيد في القدس، تعتبر عمليات التحفيز والاستجابة من هذا النوع هي مسألة وقت. لماذا لا؟ هي مجدية بالنسبة لهم.

في يوم الاحد الماضي صادقت المحكمة العليا على بقاء قاصر يهودي هناك متهم بسلسلة طويلة من اعمال الشغب العنيفة على خلفية عنصرية، كبديل مناسب عن الاعتقال الى حين البت في قضيته. وفي يوم الاثنين تم عقد جلسة استماع لتمديد اعتقال اريئيل دهاري، وهو المستوطن المشبوه بالاعتداء على امرأة فلسطينية كبيرة في السن امام شهود عيان وكاميرات. وفي فيلم صوره ونشره اصدقاءه في مجموعة “اخبار التلال” ظهر وهو يبتسم ابتسامة لا يبتسمها الا من يعرف انه في مامن من العقاب الشديد على افعاله. ومع ان دهاري نفسه سيتم اعتقاله لاسبوع او اسبوعين، الا ان هناك ثلاثة آخرين ينتظرون فرصة الاعتداء على عربي.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى