هآرتس: تصدير السلاح من صربيا الى إسرائيل يحطم أرقاما قياسية

هآرتس – آفي شراف وآخرين – 5/8/2025 تصدير السلاح من صربيا الى إسرائيل يحطم أرقاما قياسية
في 23 حزيران الماضي اعلن رئيس صربيا الكسندر فيتسيتش عن وقف التصدير الامني من بلاده. “من الان فصاعدا نحن لن نصدر أي شيء”، قال. “لقد قمنا بوقف كل شيء، والامر يقتضي قرار خاص اذا كانت حاجة الى تصدير أي شيء”. هذا الاعلان جاء بعد اسبوعين على تفاخر الرئيس بان دولته هي الدولة الاوروبية الوحيدة التي تزود اسرائيل بالسلاح. “الان الوضع مختلف”، اجاب عندما سئل عن معنى القرار. ربما ان التوبيخ العلني له من الكرملين بسبب ارساليات السلاح لاوكرانيا ساهم ايضا في هذا القرار.
بعد مرور بضع ساعات هبطت في مطار بلغراد صديقة قديمة، وهي طائرة نقل اسرائيلية من نوع “بوينغ 747” بيضاء، في اليوم التالي اقلعت الطائرة وعادت الى قاعدة نفاتيم العسكرية. “لا توجد أي امكانية للقول لكم ما الذي هبط أو اقلع من هنا”، رد رئيس صربيا عندما سئل عن ذلك.
ربما ان الرئيس اعلن عن وقف تصدير السلاح الى اسرائيل، ولكن تقرير لـ “هآرتس” كشف انه في النصف الاول من العام 2025 صدرت صربيا لاسرائيل سلاح بمبلغ 55.5 مليون يورو (220 مليون شيكل). معلومات محدثة من سجل الضرائب والتصدير اظهرت انه في ستة اشهر تمكنت صربيا من تحطيم الرقم القياسي السابق في السنة الماضية، 48 مليون يورو. حسب بيانات الطيران المكشوفة فانه في النصف الاول من سنة 2025 هبطت في بلغراد 16 رحلة شحن اسرائيلية وحملت السلاح الذي كان الجيش الاسرائيلي بحاجة اليه. حكومة صربيا ترفض بشكل دائم اعطاء أي تفاصيل عن السلاح الذي تم ارساله الى اسرائيل.
باستثناء منتجة السلاح الرسمية يوغو امبورت – اس.بي.دي.آر، المسؤولة عن معظم التصدير الى اسرائيل، توجد اربع شركات اخرى في صربيا صدرت السلاح في هذه السنة الى اسرائيل. وحسب معلومات رسمية من وزارة التجارة في صربيا فان شركة إيديبرو وشركة روماكس باعت السلاح للصناعات الامنية، التي هي شركة فرعية في البت لانتاج الصواريخ وقذائف المدفعية. ومثلما كشف في “هآرتس”، في الفترة الاخيرة بات البت لصربيا منظومات مدفعية ومسيرات متطورة بمبلغ 335 مليون دولار. روماكس باعت السلاح ايضا لشركة “يسبرا” الاسرائيلية، التي هي المزودة الدولية الرائدة لـ “الوسائل غير القاتلة للسيطرة على التجمعات”، والغاز المسيل للدموع الذي تنتجه يتم استخدامه للقمع العنيف للمظاهرات في افريقيا. في اسرائيل “يسبرا” تبيع منتجاتها لمصلحة السجون، الشرطة والجيش الاسرائيلي.
حسب قاعدة بيانات منظمة ديمسي، التي تراقب تصدير السلاح في ارجاء العالم فان يسبرا تصدر الى 40 دولة، افريقيا، آسيا، اوروبا والقارة الامريكية، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وكولومبيا. روماكس صعدت في هذه السنة الى العناوين في بلغراد بعد ان قالوا في المعارضة بان الشركة اشترت مدافع صوت، وهي سلاح غير قاتل يستخدم لتفريق المتظاهرات ضد الرئيس فيتسيتش وحكومته.
شركات اخرى، كونفيديكس وال.اس.اي لاند سيستم انجنيرينغ، قامت ببيع السلاح لاسرائيل، حسب وزارة التجارة في صربيا. وحسب المعلومات الرسمية فان الارساليات الاساسية كانت في كانون الثاني وأيار: 3 ارساليات بمبلغ 15 مليون يورو تم نقلها في ثلاث رحلات من بلغراد الى نيفاتيم في كانون الثاني، و3 ارساليات بمبلغ 21 مليون يورو تم ارسالها في ست طائرات الى قاعدة نفاتيم في شهر أيار.
في بيانات وزارة التجارة وسجل الجمارك والتصدير في صربيا لا يوجد تفاصيل دقيقة عن نوع السلاح. الحكومة في بلغراد رفضت عدة طلبات بشان حرية المعلومات قدمت بهذا الشأن. في “هآرتس” نشر في السابق بانه في جزء من هذه الارساليات كانت قذائف 155 ملم. في صور من ساحة التحميل في مطار بلغراد قبل دقائق من هبوط طائرة الشحن الاسرائيلية، ظهرت عربات نقل عليها قذائف مدفعية.
قبل اسبوعين سافر محققون في الشرطة الاسرائيلية الى بلغراد من اجل التحقيق مع شروليك اينهورن في قضية العلاقات بين مكتب نتنياهو وقطر وقضية تسريب الوثائق السرية لصحيفة “بيلد” الالمانية. المقرب من نتنياهو الذي كان مستشار الليكود، كان في السابق مستشار رئيس صربيا فيتسيتش. النائب العام في صربيا الذي يرافق التحقيق مع اينهورن فرض منع نشر لاجزاء من مواد التحقيق في قضية بيلد، بذريعة حماية الامن الوطني لصربيا. “هآرتس” عرفت ان الاجزاء التي يسري عليها منع النشر تتعلق بالمساعدة التي قدمها اينهورن لاسرائيل في صفقات سلاح اثناء الحرب بناء على طلب من مكتب رئيس الحكومة نتنياهو. ومثلما كشف في “هآرتس” فان اسرائيل استخدمت علاقة اينهورن مع صربيا والجبل الاسود من اجل ضمان تزويد السلاح الذي سيمكن من التغلب على نقص الذخيرة في اعقاب الحرب في غزة وفي لبنان.